عائشة عثمان: دخلت عالم الغناء صدفة

الفنانة التونسية أكدت أنها تحلم بالوقوف أمام عادل إمام

عائشة عثمان
عائشة عثمان
TT

عائشة عثمان: دخلت عالم الغناء صدفة

عائشة عثمان
عائشة عثمان

قالت الفنانة التونسية عائشة عثمان إنها دخلت عالم الغناء صدفة، وذلك بعد أن اشتهرت خلال السنوات الماضية كمقدمة برامج حوارية لبرنامجَي «مع عائشة»، و«عائشة شو» واللذين استضافت فيهما كبار نجوم الفن بالوطن العربي، وأوضحت عائشة في حوارها مع «الشرق الأوسط» أن التمثيل كان حلماً بالنسبة لها وتحقق بمشاركتها في المسلسل المصري «المماليك» المقرر عرضه خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وأشارت إلى أنها تحلم بالوقوف أمام الفنان المصري الكبير عادل إمام.
في البداية، كشفت عائشة أنها اتجهت للغناء صدفة: «ربما لن يصدقني الجمهور لو قلت إن فكرة الغناء ولدت معي منذ أشهر قليلة، أنا منذ صغري أحب الغناء، ودائماً كنت أغني مع أصدقائي وأسرتي، ولكنني لم أخطط له مطلقاً، فبدايتي الفنية كما يعلمها الجميع كانت من خلال الظهور كإعلامية ومذيعة برامج حوارية، فأنا قبل احترافي العمل الإعلامي كنت أتمنى أن أظهر كممثلة إلى أن جاءت الفرصة أخيراً بظهوري كضيفة شرف في مسلسل (فارس بلا جواز) مع الفنان مصطفى قمر، وخلال الفترة المقبلة سأقوم بدور كبير وجيد في المسلسل المصري (المماليك)».
وتؤكد عثمان أن أغنية «ما تيجي بقى نفرح» حققت خلال الأيام الماضية نحو 3 ملايين مشاهدة عبر موقع الفيديوهات «يوتيوب»، مشيرةً إلى أنها تعاونت فيها مع نخبة من كبار صناع الموسيقى في مصر، وقام بإخراج الكليب الخاص بالأغنية المخرج الشاب إبرام نشأت، والذي اختار لها اللون الاستعراضي، مؤكدة أنها ستطرح خلال الأيام المقبلة أغنية بعنوان «100 100» وهي من كلمات عبد الرحمن محمد وألحان مدين وتوزيع أحمد عبد العزيز، وبعد أسبوعين ستطرح أغنية بعنوان «هس بص».
وأرجعت اتجاهها لتدشين مشوارها الغنائي بأغنية «ما تيجي بقى نفرح» قائلة: «كنت أحب أن تكون بدايتي بأغنية مصرية خفيفة، ولم أجد أفضل من تلك الأغنية التي تحتوي على جمل ومصطلحات قريبة جداً من لغة الشارع المصري، كما أن الأغنية تحث على نشر روح البهجة والسعادة وتتناسب مع موسم الصيف الغنائي الذي قارب على الانتهاء».
وذكرت أنها شعرت بالرعب لحظة دخول الأسد موقع التصوير: «هو في النهاية حيوان مفترس ولا نضمن حركاته، ولكن لا بد هنا من تقديم شكر خاص للمخرج الشاب إبرام نشأت لأنه قدم فكرة مميزة وجاذبة، كما أنني أحببت فكرة إشراك حيوانات أخرى في كليباتي القادمة».
وأفادت بأنها تمتلك حتى الآن 6 أغنيات، منها 5 أغنيات باللهجة المصرية، وهناك أغنية باللهجة الخليجية بعنوان «يا شكاك» ولكنها لم تحسم موعد طرحها بعد، و«هناك أيضاً عدة مشاريع غنائية جاهزة للتنفيذ ولكنني لم أضع صوتي عليها بعد، كما أنني أخطط لتقديم كل اللهجات العربية ولا أكتفي بلهجة واحدة»، مشيرة إلى أنها تفضل طرح أغنياتها تباعاً وليس في ألبوم يضم أغنيات عدة، لافتة: «حتى الآن لديّ ما يقرب من 5 أغنيات مع الملحن مدين، وهناك أغنية رائعة مع الشاعر المصري نادر عبد الله ولكنني لم أضع صوتي عليها بعد وهناك 3 أغنيات مع الفنان عزيز الشافعي».
وتعدّ عثمان مشاركتها في مسلسل «المماليك» التجربة الدرامية الأولى الاحترافية لها قائلة: «شاركت في موسم رمضان الماضي في حلقتين كضيفة شرف مع الفنان مصطفى قمر في مسلسله الدرامي (فارس بلا جواز)، ولكن (المماليك) هو أول عمل يقدمني كفنانة كبيرة ولدي دور جيد، وأتمنى أن يترك لي أثراً مع المشاهدين عقب عرضه خلال الفترة المقبلة».
ووفق عثمان فإنها تقدم دور فتاة تدعى «عائشة» متزوجة من الفنان بيومي فؤاد: «ظللت أحضر لهذا الدور لمدة أربعة أشهر».
مؤكدة أن اختيار اسم شخصيتها في العمل والذي يطابق اسمها الحقيقي مجرد صدفة، موضحة أن كل إنسان في الحياة يكون مملوكاً وواقعاً تحت تأثير أمر ما على غرار السلطة أو المال أو الشهوة أو الغضب، وهو ما نتطرق إليه في المسلسل.
ونفت عثمان استعانتها بمدرب لنطق اللهجة المصرية: «أنا في مصر منذ فترة ليست قصيرة، وقدمت من قبل برنامج (عائشة شو) كاملاً باللهجة المصرية، وبالممارسة تعلمت النطق الصحيح للكلمات وأيضاً كثرة مشاهدة الأعمال التلفزيونية والسينمائية المصرية تجعل المتلقي قادراً على التحدث بها».
وترى عثمان أن العمل في المجالات الثلاثة (التمثيل، الإعلام، الغناء) مرتبط بعضه ببعض، ولا يوجد فارق كبير بينها، كما أنني في الفترة الحالية أركز بشكل كبير في التمثيل والغناء، وليس لديّ أي ارتباطات على مستوى التقديم التلفزيوني، فأعمل على أغنيات جديدة مصرية وأصوّر مسلسلاً مصرياً وفيلماً تونسياً.
وتتمنى عثمان الوقوف أمام كبار نجوم الفن المصري: «بما أنني ما زالت في بداية مشواري الدرامي، فأنا أحلم بالوقوف أمام جميع الفنانين المصريين والعرب، ولكن حلمي الأكبر الذي يعد حلم كل فنانة هو الوقوف أمام الزعيم عادل إمام».
وتشيد عثمان بتميز الفنانات التونسيات اللاتي سبقنها إلى مصر: «جميع الممثلات التونسيات حققن نجاحاً مبهراً في الدراما المصرية، بدايةً من هند صبري التي قدمت كل الأدوار الرائعة بالقاهرة، وأيضاً الفنانة دُرة، الأمر ذاته تكرر مع الفنانة فريال يوسف، حتى الفنانة عائشة بن أحمد كان لها إطلالة رائعة وجاذبة في الفترة الأخيرة، وتحديداً في مسلسلها الأخير (لعبة نيوتن)».



سمية بعلبكي: خسرت صوتي لأسابيع بعد تفجير منزلنا في الجنوب

تفجير منزلها العائلي في الجنوب أفقدها صوتها لأسابيع (سمية بعلبكي)
تفجير منزلها العائلي في الجنوب أفقدها صوتها لأسابيع (سمية بعلبكي)
TT

سمية بعلبكي: خسرت صوتي لأسابيع بعد تفجير منزلنا في الجنوب

تفجير منزلها العائلي في الجنوب أفقدها صوتها لأسابيع (سمية بعلبكي)
تفجير منزلها العائلي في الجنوب أفقدها صوتها لأسابيع (سمية بعلبكي)

بعد نحو 30 عاماً من مسيرة غنائية رصّعتها الفنانة سمية بعلبكي بالطرب الأصيل، جرى تكريمها أخيراً، في حفل جائزة الـ«موركس دور»، ولكنها تلقّتها بغصّة في القلب. فهي جاءت مباشرة بعد حرب دامية شهدها لبنان، وإثر تفجير منزل بعلبكي العائلي في قريتها العديسة الجنوبية. اختلط طعم فرح النجاح بمرارة خسارة ذكريات الطفولة، فتمنت لو أن هذه المناسبة جاءت في وقت ثانٍ كي تشعر بسعادة التقدير الحقيقية. وتقول بعلبكي لـ«الشرق الأوسط»: «أنبذ الحروب بكل أوجهها حتى المقدّسة منها. فهي مبنية على صراعات تبحث عنها البشرية عبر التاريخ، ولكنها لم تحمل يوماً إلا النتائج السلبية في طيّاتها».

تصف سمية بعلبكي خسارة منزل العائلة كمن فقد قطعة من وجدانه. «إنه يمثّل الذكريات والهوية ومسافة أمان في الوطن. عندما تلقيت الخبر أحسست بالفراغ وكأن سقفاً اقتلع من فوق رأسي، صارت السماء مكشوفة. داهمني الشعور بالغربة، لأن لكل منّا بيتين، أحدهما منزل نقيم فيه، والثاني هو الوطن. وعندما نفقد بيتنا الصغير يتزعزع شعور الأمان بمنزلك الكبير».

أثناء تسلّمها جائزة {موركس دور} (سمية بعلبكي)

في تكريمها بجائزة «موركس دور» تقديراً لمسيرتها وعطاءاتها الفنية، خلعت بعلبكي لبس الحداد على بيتها للحظات. وتعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كنت بحاجة إلى الأمل وإلى غد أفضل. رحلتي هي كناية عن جهد وتعب وتحديات جمّة. فرحت بالجائزة لأنها تكرّم مسيرة صعبة. فالموسيقى بالفعل تشفي من الجراح، لا سيما أن قلبي كان مكسوراً على وطني وأرضي. يا ليت هذا التكريم جاء في توقيت مغاير لكان وقعه أفضل عليّ».

تألقت سمية بعلبكي وهي تتسلّم جائزتها وفرحة ملامح وجهها كانت بادية على وجهها. وتوضح: «لقد سألت نفسي عند مصابي كيف أستطيع تجاوزه ولو للحظات. كانت الموسيقى هي الجواب الشافي. خرجت بعبارة (سنغني قريباً) لعلّ الجرح يطيب. تأثري بفقدان منزلنا العائلي ترك بصماته عليّ. ولا أعتقد أنني أستطيع تجاوز هذا الحزن ولو بعد حين. فإثر إعلامنا بخبر تفجير البيت بقيت لأسابيع طويلة فاقدة القدرة على الغناء. صمت صوتي وما عدت أستطيع ممارسة أي تمارين غنائية لصقله. الألم كان كبيراً، لا سيما أننا لم نتمكن بعد من لمس المصاب عن قرب. لم نر ما حصل إلا بالصور. أرضنا لا تزال محتلة ولا نستطيع الوصول إليها كي نلملم ما تبقى من ذكرياتنا، فنبحث عنها بين الردم علّها تبلسم جراحنا».

الانسلاخ عن الفن طيلة هذه الفترة، لم تستطع سمية بعلبكي تحمّل وزره. «إننا شعب يحب الحياة ويكره الحروب. وأنا بطبعي لا أنكسر أو أستسلم للكآبة والإحباط. نفضت غبار الحرب عني، وقررت إكمال الطريق رغم كل شيء».

تقول بعلبكي إن أحلاماً كثيرة تراودها ولم تستطع تحقيقها بعد. «أحياناً يقف الزمن حاجزاً بيني وبينها. مرات أخرى لا تأتي الفرصة المناسبة لاقتناصها. هناك العديد من أبناء جيلي أقفلوا باب الغناء وراءهم وغادروا الساحة بسبب مصاعب واجهوها. ولكن من ناحيتي، حبّ الناس كان عزائي الوحيد. لقد أحياني وأسهم في إكمالي المشوار».

تمسّكت سمية بعلبكي بالأغنية الأصيلة فاتخذتها هوية لا تتنازل عنها. جميع أعمالها الفنية تتسّم بالرقي والطرب الأصيل. يحلّق معها سامعها في سماء يكمن ازرقاقها بصوتها الشجي. هل شكّلت هويتها هذه عائقاً لانتشار أوسع؟ ترد: «لقد تربيت في منزل فني بامتياز يقوم على الأصالة. والدي ووالدتي الراحلان زرعا في داخلي حب الفن الحقيقي غير المستهلك، فكانا أول من شجعني على دخول الفن. تمحور حلم والدي على رؤيتي فنانة تعتلي المسرح وتغني الأصالة. وما أقوم به ينبع من داخلي ومن شغفي للفن، ولا أستطيع يوماً تغيير هويتي هذه».

تحضّر أغنية جديدة من ألحان الراحل إحسان المنذر (سمية بعلبكي)

وما تلاحظه اليوم على الساحة هو توارث هذا الفن عند مواهب الغد. «يلفتني غناء مواهب صغيرة في برامج الهواة للأغنية الطربية. هم يؤدونها بأسلوب رائع يستوقفني. فهو أمر يفرّحني بحد ذاته؛ كون الأغنية الطربية لها مكانتها في هذا النوع من البرامج، ويتربى الجيل الجديد عليها. أصوات رائعة سمعناها في السنوات الأخيرة. وأتمنى أن تلاقي الفرص المناسبة كي تبدع وتتألّق».

ولكن هل شعرت بالإحباط أو الخيبة في لحظات معينة؟ «لكل منا لحظات من هذا النوع. أصبت بخيبات كثيرة وواجهت معاكسات مختلفة وفقدان فرص مؤاتية، وأصعب هذه اللحظات هي تلك التي يغيب فيها التقدير. ولكنني أعود وأنتصب دائماً وأبذل الجهد من جديد. لم أعرف يوماً (البزنس) في الفن لأني مسكونة بالموسيقى الأصيلة. فهي جزء لا يتجزأ من كياني ووجودي».

سبق وتم تكريم سمية بعلبكي بجوائز عدة، ولكن لجائزة الـ«موركس دور» نكهتها الخاصة لا سيما أنها جاءت بعد حرب منهكة. في بداية مسارها حازت على جائزة «الميكروفون الذهبي» في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون. كان ذلك في عام 1994 في تونس. جرى تكريمها إلى جانب مجموعة من المغنين مثل أنغام وصابر الرباعي وأمل عرفة وغيرهم.

وتختم: «كانت روح المنافسة الحلوة تحضر في تلك الحقبة، وكانت الجوائز التكريمية قليلة وتحمل معاني كثيرة. ولكن اليوم مع جائزة (موركس دور) وفي حفل لبناني بامتياز النكهة تختلف. أهديتها لوالدي الراحلين تكريماً لعطائهما الفني، فانطبع الحدث بالأمل والشعور بغدٍ أفضل نترقبه رغم كل شيء».

تستعد سمية بعلبكي لإصدار مجموعة أغنيات جديدة. وتخبر «الشرق الأوسط» عنها: «قبل الحرب كنت أحضّر لأغنية بعنوان (يعني ارتحت)، من كلمات منير بو عساف وألحان بلال الزين. وعندما انتهينا من تصويرها اندلعت الحرب، فامتنعت عن إصدارها في ظروف مماثلة. وهي تتناول قصة المرأة المعنّفة. وأفكّر بإطلاقها قريباً في الأشهر القليلة المقبلة. كما أن هناك قصيدة للراحل نزار قباني أنوي غناءها. وهي من ألحان المبدع الراحل إحسان المنذر. كما ندرس وأخي المايسترو لبنان بعلبكي إمكانية إقامة حفل موسيقي في بيروت احتفالاً بلبنان الصلابة».