دراسة: النوم لساعات محددة ومناسبة لعمرك يحافظ على قوة دماغك

البالغون يحتاجون إلى النوم سبع ساعات على الأقل في الليلة (أرشيفية-رويترز)
البالغون يحتاجون إلى النوم سبع ساعات على الأقل في الليلة (أرشيفية-رويترز)
TT

دراسة: النوم لساعات محددة ومناسبة لعمرك يحافظ على قوة دماغك

البالغون يحتاجون إلى النوم سبع ساعات على الأقل في الليلة (أرشيفية-رويترز)
البالغون يحتاجون إلى النوم سبع ساعات على الأقل في الليلة (أرشيفية-رويترز)

أظهرت دراسة نُشرت أمس (الأربعاء) في مجلة «برين» أن كبار السن الذين ينامون «بشكل صحيح» ومحدد -حيث يحصلون على ما يقرب من ست إلى ثماني ساعات من النوم الجيد في معظم الليالي- يبدو أنهم يؤخّرون التدهور المعرفي ويحافظون على قوة أدمغتهم، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وقال المؤلف المشارك في الدراسة الدكتور بريندان لوسي في بيان: «تشير دراستنا إلى أن هناك نطاقاً متوسطاً، أو ما يُعرف بـ(النقطة الجيدة) لوقت النوم الكلي حيث كان الأداء المعرفي مستقراً بمرور الوقت». ولوسي أستاذ مشارك في طب الأعصاب ورئيس قسم مركز طب النوم بجامعة واشنطن في سانت لويس.
وراقبت الدراسة نوم 100 من كبار السن الذين تم اختبارهم من أجل التدهور المعرفي والأدلة على مرض ألزهايمر المبكر، ووجدت أن أولئك الذين ينامون من ست إلى ثماني ساعات فقط احتفظوا بوظائف المخ.
وإذا كان الشخص ينام أقل من خمس ساعات ونصف، فإن أداءه المعرفي يتأثر، حتى بعد السيطرة على عوامل مثل العمر وعلم أمراض ألزهايمر. وهذا ينطبق أيضاً على الأشخاص الموجودين على الطرف الآخر من طيف النوم، حيث إن النوم لأكثر من سبع ساعات ونصف يقلل من الإدراك.
وقال المؤلف المشارك الدكتور ديفيد هولتزمان، المدير العلمي لمركز الأمل للاضطرابات العصبية في كلية الطب بجامعة واشنطن: «ليس فقط أولئك الذين لديهم فترات نوم قصيرة ولكن أيضاً أولئك الذين لديهم فترات نوم طويلة يعانون من تدهور إدراكي أكثر».
وتابع: «يشير ذلك إلى أن نوعية النوم قد تكون أساسية، وليس مجرد فكرة النوم الكلية».

* التطلع إلى الراحة المستمرة والجودة
يحتاج البالغون إلى النوم سبع ساعات على الأقل في الليلة، بينما يحتاج الأطفال في سن المدرسة من 9 إلى 12 ساعة، ويحتاج المراهقون من ثماني إلى 10 ساعات، وفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها. غالباً ما يكافح كبار السن للحصول على سبع ساعات كاملة بسبب الأمراض المزمنة والأدوية التي قد تجعلهم يستيقظون.
لكن الحصول على نوم جيد هو أكثر من مجرد رقم، حيث إن جودة النوم التي تحصل عليها مهمة أيضاً. إذا كنت تستيقظ كثيراً بسبب الضوضاء أو انقطاع النفس خلال النوم أو لاستخدام الحمام، فهذا يقطع دورة نومك، ويحرم الجسم من النوم التصالحي الذي يحتاج إليه.
وترتبط «النقطة الجيدة» للنوم ببقاء الفرد نائماً بشكل مستمر من خلال مراحل النوم الأربع كل ليلة. نظراً لأن كل دورة تستغرق 90 دقيقة تقريباً، يحتاج معظم الناس من سبع إلى ثماني ساعات من النوم غير المتقطع نسبياً لتحقيق هذا الهدف.
في المرحلتين الأولى والثانية، يبدأ الجسم في تقليل إيقاعاته، حيث تتباطأ نبضات القلب والتنفس، وتنخفض درجة حرارة الجسم وتتوقف حركات العين. يجهّزك هذا للمرحلة التالية: نوم الموجة البطيئة العميقة، والمعروفة أيضاً باسم نوم دلتا. هذا هو الوقت الذي يُصلح فيه الدماغ الجسم من تعب النهار. في أثناء النوم العميق، يستعيد جسمك حرفياً نفسه على المستوى الخلوي.
ولسوء الحظ، مع تقدم الأشخاص في العمر، يبدأون في مواجهة صعوبة في النوم والاستمرار في النوم دون انقطاع، مما قد يؤثر بشكل كبير على النوم العميق ووظيفة الدماغ.
وجدت دراسة نُشرت في سبتمبر (أيلول) عام 2021 في مجلة «جاما» أن كبار السن الذين ينامون أقل من ست ساعات في الليلة لديهم نسبة «بيتا أميلويد» في دماغهم أكثر من أولئك الذين ينامون ما بين سبع وثماني ساعات. وتعد «بيتا أميلويد» علامة مهمة لمرض ألزهايمر.


مقالات ذات صلة

«فقيه» تختتم أعمال مؤتمرها الثالث باتفاقيات نوعية لمشروعات واعدة

عالم الاعمال «فقيه» تختتم أعمال مؤتمرها الثالث باتفاقيات نوعية لمشروعات واعدة

«فقيه» تختتم أعمال مؤتمرها الثالث باتفاقيات نوعية لمشروعات واعدة

اختتمت مجموعة «فقيه» للرعاية الصحية، الأربعاء، أعمال مؤتمرها السنوي الثالث، الذي عقد بمشاركة نخبة من الخبراء السعوديين والدوليين المتخصصين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك النوم خلال اليوم قد يشير إلى أنك معرّض لخطر أكبر للإصابة بالخرف (أرشيفية - رويترز)

النوم خلال اليوم قد يشير إلى ارتفاع خطر إصابتك بالخرف

إذا وجدت نفسك تشعر بالنعاس خلال اليوم، أثناء أداء أنشطتك اليومية، فقد يشير ذلك إلى أنك معرَّض لخطر أكبر للإصابة بالخرف، وفقاً لدراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق جانب من «مؤتمر الطبّ التجميلي» الذي استضافته الرياض (الشرق الأوسط)

جراحات التجميل للرجال في السعودية... إقبالٌ لافت لغايات صحّية

احتلّت السعودية عام 2023 المركز الثاني عربياً في عدد اختصاصيي التجميل، والـ29 عالمياً، في حين بلغ حجم قطاع الطبّ التجميلي فيها أكثر من 5 مليارات دولار.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
صحتك بعض الأطعمة يسهم في تسريع عملية الشيخوخة (رويترز)

أطعمة تسرع عملية الشيخوخة... تعرف عليها

أكدت دراسة جديدة أن هناك بعض الأطعمة التي تسهم في تسريع عملية الشيخوخة لدى الأشخاص بشكل ملحوظ، داعية إلى تجنبها تماماً.

«الشرق الأوسط» (روما)
الخليج النسخة السابقة من القمة شهدت توقيع 11 اتفاقية تعاون مع جهات عالمية (وزارة الحرس الوطني)

انطلاق «قمة الرياض العالمية للتقنية الحيوية الطبية» الثلاثاء

يرعى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان النسخة الثالثة من «قمة الرياض العالمية للتقنية الحيوية الطبية» التي تنطلق أعمالها يوم الثلاثاء المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تأثيرات الولادة المبكرة تستمر مع الأطفال حتى البلوغ

الولادة المبكرة تؤثر بشكل كبير في صحة الأطفال (جامعة أولو)
الولادة المبكرة تؤثر بشكل كبير في صحة الأطفال (جامعة أولو)
TT

تأثيرات الولادة المبكرة تستمر مع الأطفال حتى البلوغ

الولادة المبكرة تؤثر بشكل كبير في صحة الأطفال (جامعة أولو)
الولادة المبكرة تؤثر بشكل كبير في صحة الأطفال (جامعة أولو)

كشفت دراسة كندية أن تأثيرات الولادة المبكرة لا تقتصر على مرحلة الطفولة، بل تمتد لتؤثر بشكل ملحوظ في حياة الأفراد حتى مرحلة البلوغ.

وأوضح الباحثون في مستشفى «سِك كيدز» في تورنتو أن الأفراد الذين وُلدوا قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل يعانون، في المتوسط، من انخفاض في الدخل الوظيفي وفرص الالتحاق بالجامعة ومستوى التحصيل التعليمي، وذلك حتى سن الثامنة والعشرين، ونُشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «بلوس وان».

ووفق الباحثين، تؤثر الولادة المبكرة، التي تحدث قبل الأسبوع الـ37 من الحمل، بشكل كبير على صحة الأطفال، حيث قد يواجهون مشكلات صحية متعددة، منها تأخر النمو، وصعوبات التنفس، ومشكلات الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى تأخر التطور العقلي والبدني. ويكون هؤلاء الأطفال عُرضة أكبر للإصابة بالالتهابات ومضاعفات صحية مزمنة.

واستندت الدراسة إلى تحليل بيانات 2.4 مليون شخص وُلدوا في كندا بين عامي 1990 و1996، مع تتبع حالتهم الاقتصادية والتعليمية حتى عام 2018.

ورغم أن الولادة المبكرة تؤثر في نحو 10 في المائة من الولادات عالمياً وتُعد سبباً رئيسياً لوفيات الأطفال، فإن هذه الدراسة من الدراسات القليلة التي تتبَّعت التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية طويلة الأمد للولادة المبكرة.

وأظهرت النتائج أن متوسط الدخل السنوي للأفراد الذين وُلدوا مبكراً كان أقل بمقدار 958 دولاراً كندياً، مما يعكس انخفاضاً بنسبة 6 في المائة مقارنةً بأقرانهم المولودين بتمام فترة الحمل. كما تقلّصت فرصهم الوظيفية بنسبة 2.13 في المائة، وانخفضت معدلات الالتحاق بالجامعة بنسبة 17 في المائة، ونسبة الحصول على الشهادة الجامعية بنسبة 16 في المائة.

وكانت الآثار السلبية أكثر وضوحاً لدى الأفراد الذين وُلدوا في الفترة الأشد تبكيراً، بين 24 و27 أسبوعاً، حيث انخفض دخلهم السنوي بمقدار 5463 دولاراً كندياً، أي بنسبة 17 في المائة، وتراجعت نسبة التحاقهم بالجامعة والحصول على الشهادات الجامعية بنحو 45 في المائة.

وأشار فريق البحث إلى أن هذه النتائج تُبرز أن التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للولادة المبكرة قد تكون أشد ضرراً من التأثيرات الصحية القصيرة الأمد؛ مما يستدعي تقديم دعم مستمر لهذه الفئة في مجالات التعليم والتدريب المهني والرعاية النفسية لتخفيف هذه الآثار.

كما دعا الباحثون صانعي السياسات والمجتمع إلى إدراك أن تأثيرات الولادة المبكرة تمتد إلى مرحلة البلوغ، مشددين على ضرورة توفير دعم مستدام لضمان تكافؤ الفرص ونجاح الأفراد الذين وُلدوا مبكراً في تحقيق الازدهار والنجاح في حياتهم.