هل تتكرر أزمة «الإجحاف في توزيع اللقاحات» مع الأدوية المضادة لـ«كورونا»؟

عقار مولنوبيرافير الذي طورته شركة ميرك (أ.ف.ب)
عقار مولنوبيرافير الذي طورته شركة ميرك (أ.ف.ب)
TT

هل تتكرر أزمة «الإجحاف في توزيع اللقاحات» مع الأدوية المضادة لـ«كورونا»؟

عقار مولنوبيرافير الذي طورته شركة ميرك (أ.ف.ب)
عقار مولنوبيرافير الذي طورته شركة ميرك (أ.ف.ب)

بعد ما يقرب من عام من بدء حملات التطعيم الأولى ضد فيروس كورونا المستجد، ذهبت الغالبية العظمى من جرعات اللقاحات إلى مواطني الدول الغنية، دون أي مسار واضح لسد الفجوة في توزيع هذه اللقاحات.
ووفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فقد أثار إعلان شركة «ميرك» الأميركية هذا الشهر عن تطوير عقار مضاد للفيروسات في صورة أقراص، أملاً جديداً في التصدي للوباء، لكنه أثار أيضاً مخاوف الكثير من العلماء وخبراء الصحة من تكرار أزمة عدم عدالة توزيع اللقاحات مع هذا العقار أيضاً.
وكانت «ميرك» قد أشارت إلى أنها ستسمح لمصنعي اللقاحات في الهند ببيع عقارها الذي يدعى «مولنوبيرافير» في أكثر من 100 دولة فقيرة، بسعر أقل بكثير من سعر بيعه بالدول الغنية.
ويقول المدافعون عن حق جميع الدول في الوصول إلى الأدوية إن صفقة «ميرك» مع الهند هي بداية مشجعة ولكنها ليست سوى خطوة صغيرة نحو الإنصاف، مشيرين إلى أن الصفقة تستبعد العديد من الدول غير الملقحة، مثل أوكرانيا، التي تضررت بشدة من فيروس كورونا.
وبدأت «ميرك» بالفعل في إنتاج الدواء، إلا أن حجم إنتاج الشركة في العام المقبل ما زال غير واضح.
ويجري العديد من صانعي الأدوية الآخرين، بما في ذلك شركة «فايزر»، تجارب على أدوية مماثلة، لكنهم قالوا إنه من السابق لأوانه التعليق على ما إذا كانوا سيوقعون على صفقات مشابهة لصفقة «ميرك».
وكل هذا يعني أن هذه الأدوية المضادة للفيروس يمكن أن تكون من نصيب الدول القادرة على دفع تكاليفها في وقت مبكر، تماماً مثلما حدث مع اللقاحات.
ويقول جون أموسي، خبير الأوبئة والأمراض المعدية في مركز كوماسي للبحوث التعاونية في غانا: «أهم ما يميز دواء مولنوبيرافير هو إمكانية حفظه في درجة حرارة الغرفة، وبالتالي يمكن نقله حتى إلى أبعد المناطق في العالم».
وأضاف: «لكن الحاجز الوحيد أمام توصيله للدول الفقيرة سيكون الأموال التي ستدفعها الدول الغنية للوصول إليه أولاً. انظر إلى المدة التي استغرقتها اللقاحات للوصول إلى أفريقيا. ما يقلقني هو أننا نسير بخطى ثابتة لفعل نفس الشيء مع الأدوية».
ومن جهتها، قالت جانيت غينارد، المسؤولة في وكالة «يونيتيد» للصحة العامة، ومقرها جنيف، إن هناك حاجة إلى 3.5 مليار دولار من التمويل الجديد من الدول الغنية لإتاحة العلاجات المضادة للفيروس في البلدان منخفضة الدخل.
وأضافت: «نحن بحاجة إلى جهد عالمي. نحن بحاجة إلى قيام الجهات المانحة بالتأكد من وصول العلاجات إلى الجميع».
أما سوري مون، المسؤولة في المعهد العالي للدراسات الدولية والإنمائية في جنيف فقالت إنه «مع تحول إمدادات اللقاح إلى أزمة عالمية، أخذت البلدان منخفضة الدخل قروضاً لإبرام صفقات ثنائية، ويمكن أن يحدث الشيء نفسه مع الأدوية المضادة للفيروس».
وأشارت ماريانجيلا سيماو، المسؤولة الكبيرة في منظمة الصحة العالمية، إلى أن التجربة الحديثة مع اللقاحات تؤكد أنه إذا كان هناك إمداد محدود، فإن أولئك الذين يستطيعون الدفع سيحصلون على العلاج أولاً. وأضافت: «الخطر الآن هو أن الدول الغنية تهيمن على السوق وتشتري كل هذه العلاجات».
وأكد الخبراء أن عدم حصول الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل على علاجات «كورونا» سيكون بمثابة عقبة كبيرة أمام جهود التصدي للوباء، وكلما طال الوباء، زادت الفرص المتاحة لظهور المتغيرات التي قد تقلل من فعالية اللقاحات والأدوية بمرور الوقت.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.