«أحلام لا تنتهي» يسرد رحلة عزة فهمي نحو العالمية

كتاب يلخص تجربتها الملهمة في تصميم الحلي خلال نصف قرن

مصممة الحُلي المصرية عزة فهمي
مصممة الحُلي المصرية عزة فهمي
TT

«أحلام لا تنتهي» يسرد رحلة عزة فهمي نحو العالمية

مصممة الحُلي المصرية عزة فهمي
مصممة الحُلي المصرية عزة فهمي

من فتاة صغيرة تعيش في صعيد مصر، المعروف بانغلاقه وقيوده، وصولاً إلى مصممة حلي تعانق العالمية، وتتلهف لأعمالها أهم النجمات اللاتي يتألقن على السجادة الحمراء، انطلقت رحلة مصممة الحلي المصرية عزة فهمي، منذ أكثر من خمسين عاماً... مسيرة مفعمة بالعمل والشغف والتحدي وملهمة للكثيرين، كشفت أسرارها في مذكرات خرجت للنور أخيراً عبر كتابها «أحلام لا تنتهي».
الاتجاه نحو إصدار مذكرات، ربما ليس مألوفا في عالم التصميم، فقد اعتدنا قراءة أسرار السياسيين والفنانين لما تحمله من إثارة تضمن سير عجلة المبيعات بلا هوادة، لكن بالحديث مع السيدة عزة فهمي، ثمة أهداف أخرى دفعت لخروج هذا الكتاب، فهي المعلمة التي تملك مدرسة في التصميم، لها تلاميذ وعشاق تحاول برحلتها أن تكون ملهمة، أملاً في أن تخرج أسماء شابة تكمل مسيرتها التي انطلقت في ورش حي «خان الخليلي» بوسط القاهرة، ولم تتوقف حتى وقتنا هذا.
في حوارها الخاص مع «الشرق الأوسط» تكشف فهمي لماذا قررت تدوين رحلتها في كتاب قائلة: «أعتبر نفسي كالقطار، أسير دون التفات، نحو أهداف وأحلام وخطط، لا وقت للوقوف والتفكير والتدقيق في رحلتي الإنسانية والمهنية، لا أخفي أن الفكرة جاءت بتشجيع من أصدقاء مقربين، ربما رأوا أن رحلتي تضم محطات وأحداثا وتحديات تمثل تجربة ملهمة لأصحاب المشاريع الصغيرة الذين ما زالوا يخطو خطواتهم الأولى في عالم تصميم الحلي».
عزة فهمي لديها سجل حافل بالجوائز والمحطات المحلية والإقليمية والعالمية التي تستحق السرد، لكن يبدو من حديثها أن ثمة رحلة إنسانية هي شغلها الشاغل: «الكتاب لا يقدم نصائح مباشرة للمصممين الجدد، أو يسرد رحلة النجاح فحسب، لكنه يستعرض كذلك رحلتي، بدايةً من والدي الذي عزز بداخلي حب الوطن وحب المعرفة... الصعيد المنفتح الذي شكل مرحلة الطفولة، ثم فترة الشباب والانتقال إلى القاهرة بعد وفاة والدي، بالطبع محطة خان الخليلي بورشه التي تعلمت بين جدرانها ومن أنامل حرفييها أصول المهنة، إنها رحلة البحث عن الذات خلال خمسين عاماً من العمل الشاق، لافتة إلى أن «الكتاب برمته هو كل ما لا يعرفه الجمهور عن عزة فهمي».
وتتابع: «خلال تدوين المذكرات استعدت نفسي وأنا طفلة، ثم عزة الشابة اللي عاشت جيل الستينات والسبعينات من القرن الماضي بمصر، وعزة (الصبي) في خان الخليلي، وعزة رائدة الأعمال ورحلة خروج علامتها والوصول بها إلى العالمية».
وقدمت فهمي خلال رحلتها مجموعات مصنوعة بالأساس من الفضة، تكاد تكون جميع التشكيلات التي تحمل توقيعها مستوحاة من التراث المصري.
كما تميزت تصاميمها بأنها مفعمة بالتفاصيل والكلمات والعبارات الوصفية المكتوبة باللغة العربية، حتى بات ما تقدمه له هوية فريدة، ورغم أنها لا تقدم قطعا مصنوعة من الماس أو المعادن الثمينة، إلا أن أعمالها عانقت أناقة النجمات العالميات مراراً وتكراراً، وكان أحدثها في حفل توزيع جوائز الأوسكار الأخير، إذ ظهرت النجمات تيسا تومبسون، فانيسا هدجنز، كيري واشنطن بقطع مختلفة مدون عليها بالعربية بتوقيع عزة فهمي.
رغم هذا النجاح تقول المصممة بأن أحلامها لا تنتهي، وهو الاسم الذي اختارته لكتابها وتقول عنه «إنها فقط الحقيقة، أحلامي لا تنتهي، صديقي الكاتب المستشار أشرف عشماوي ساعدني في اختيار هذا الاسم، ربما لأنه يراني هكذا».
وترى فهمي أن الرحلة لا تكتمل إلا بشخوص داعمين لها، كان لهم نصيب من الذكر في كتابها: «هذه الرحلة تضافرت فيها معاني الحب والصداقة والأمومة، الكتاب يضم حكايات عن بناتي لأنهن ساهمن في بناء هذه الشركة منذ نعومة أظافرهن، كذلك لدي عائلة لا تربطني بها صلة قرابة الدم، لكنهم صناع التجربة وهم عائلتي ممن عملوا معي طيلة السنوات الماضية، وثمة أصدقاء كانوا يدعمونني ويدفعونني لخروج (أحلام لا تنتهي) على غرار د.محمد أبو الغار، والكاتب محمد سلماوي، والصحافي والكاتب جميل مطر، وماجدة الجندي زوجة الراحل جمال الغيطاني».
وصول جيل جديد من المصممين المصريين للعالمية معتمداً على موهبته وتراثه وهويته، هو ما تنشده فهمي الآن، قائلة «يحدوني الأمل في صعود أسماء مصرية جديدة في عالم التصميم، ولكن لا أفضل تقديم التوجيهات المباشرة، لذا أتصور أن القصص المنسوجة من الحقيقة هي أفضل نموذج يمكن أن يقدم لشباب المصممين، رحلة العالمية هي طريق وعرة، والتميز لن يهديه العالم لك، المشوار طويل ويحمل كثير من النجاح والإخفاق والإصرار، الكتاب يضم صورة حسية لكل نصيحة يمكن أن تلفظ بها الشفاه».
تكرر فهمي في أحاديثها القليلة كلمة «منهجية التعلم المستمر» وأنها وجدت ضالتها بهذا النهج، موضحة:
«الكتب والمتاحف كانت مصدر إلهام أساسية في رحلتي، كذلك الرحلات في العالم العربي، كنت أدقق في حرفية الحلي التقليدي وتفاصيله، أقابل صناعا وحرفيين وأتعلم من تجربتهم، كان جزء من الخطة التي وضعتها منذ نصف قرن لزيادة معلوماتي ومعرفتي عن الحلي والتراث الشعبي».
وعن خطواتها المقبلة، تقول: «أحضر لجولة ترويجية لكتابي في العالم العربي، ومجموعة جديدة في الشهر القادم ستكون مفاجأة، وبعدها سأسير خلف أحلامي التي لا تنتهي ولا أعرف أين ستصل بي».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.