زيارة العلا تشكل حدثاً استثنائياً مبهراً في تفاصيله، حيث يترجل زائرها من مظاهر الحداثة ويعود آلاف السنين إلى الوراء، لاستكشاف تفاصيل الحضارات التي تعاقبت على المنطقة خلال القرون الماضية، فيجد النقوش والقلاع، والقطع الأثرية، والتضاريس الخلابة لجبالها التي تشكل لوحات فنية مبهرة.
«الشرق الأوسط» عبرت بوابة الزمن وتجولت في العلا التي تخطط أن تكون «أكبر متحف حي في العالم»، وأحد أقدم مناطق التاريخ والتي تعاقبت عليه الحضارات بين الأنباط والدادانيون واللحيانيون، الذين شكلت لهم المنطقة مركزاً استراتيجياً تتوفر به المياه والأراضي الخصبة وموقع مميز بين الجبال الشامخة.
وتشكل العلا بمعالمها المميزة فرصة للاستثمار السياحي اقتنصتها السعودية عبر إنشاء الهيئة الملكية لمحافظة العلا، لتعاود نشاطها بعد أزمة «كورونا»، حيث تتهيأ إلى عدد من الفعاليات العالمية.
أحدث هذه الفعاليات كانت «مهرجان التمور» والذي شكل بداية انطلاق لعودة مواسم العلا بعد انقطاع تسببت به تداعيات فيروس كورونا، ويستهدف دعم القطاع الزراعي في المنطقة التي تحتوي على أكثر من 2.3 مليون نخلة تنتج ما يقارب الـ90 ألف طن من التمور سنوياً.
ويشكل النخيل جزءاً مهماً من تراث العلا تعكسه «البلدة القديمة» التي تحوي بجانبها على واحات النخيل الكبيرة، وتتميز بقربها من عيون المياه الجارية، بالإضافة إلى تعلق السكان المحليين بأشجار النخيل نظراً لأهميته الغذائية الكبرى قديماً.
ويمثل المهرجان فرصة كبيرة لمزارعي النخيل في العلا، لتسويق منتجات التمور المميزة والمتنوعة التي تحظى بها المحافظة، كما تشارك الهيئة في تطوير المزارع الموجودة في المنطقة، عبر عدة برامج أطلقتها للمحافظة على الغطاء الزراعي في العلا، أبرزها برنامج «المزرعة النموذجية والمدرسة الحقلية» التي تمكّن المزارعين الراغبين في تطوير مزارعهم من تطبيق أفضل الممارسات الحديثة التي تحقق لهم الجودة وزيادة الإنتاج.
وتخطط الهيئة لتطوير البنية التحتية للعلا بشكل كامل، وذلك من خلال رؤيتها التطويرية «رحلة عبر الزمن» والتي ستؤسس للعديد من المشاريع التنموية التي تخدم المنطقة وزوارها، مع الاستمرار بالمحافظة على المناطق الأثرية والبيئة. وبحلول عام 2035 ستكتمل برامج الرؤية مع انتهاء إنشاء 5 مراكز حضرية، تستهدف تطوير كافة القطاعات التنموية، ولكل منها فلسفه معمارية مميزة مستوحاة من الحضارات السابقة التي استوطنت العلا، كما سيعكس كل مركز جوانب فريدة للهوية الثقافية والطبيعية للعلا من خلال التجارب التي ترتكز على السكان والزوار.
العلا السعودية تعود لمواسمها بعد «كورونا»
العلا السعودية تعود لمواسمها بعد «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة