لقاء رباعي يضم وزراء خارجية أميركا والهند والإمارات وإسرائيل

TT

لقاء رباعي يضم وزراء خارجية أميركا والهند والإمارات وإسرائيل

في الوقت الذي تزور فيه وزيرة خارجية السويد، آن لينده، كلاً من تل أبيب ورام الله، لدفع عملية السلام بين الطرفين، أعلن مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، عن استضافة لقاء رباعي يضم كلاً من وزراء الخارجية في الولايات المتحدة أنتوني بلينكين، والإمارات الشيخ عبد الله بن زايد، والهند سوبرامنيام جاي شنكر.
وقال لبيد إن اللقاء سيعقد مساء اليوم الاثنين، حيث يكون مع الوزير الهندي في القدس الغربية، بينما بلينكين والشيخ عبد الله بن زايد، سيشاركان عبر تطبيق «زووم». وأكد أن اللقاء ينصب ضمن الجهود التي تبذلها حكومته لبناء علاقات دولية وثيقة تعزز مكانة إسرائيل في المنطقة والعالم وتعطي دفعات «قوية وذكية ومحسوبة لعملية السلام بيننا وبين كل جيراننا».
وبادر لبيد إلى استئناف العلاقات مع السويد مطلع الشهر الحالي، بعد أن شهدت انقطاعاً في عام 2015 رداً على اعتراف ستوكهولم بالدولة الفلسطينية. وأفادت مصادر سياسية، أن السويد لم تغير موقفها السياسي الداعم لفلسطين كدولة. ولذلك فإن الوزيرة آن لينده ستزور أيضاً رام الله غداً الثلاثاء وتلتقي برئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ورئيس الوزراء محمد أشتية ووزير الخارجية، رياض المالكي.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن وزيرة الخارجية السويدية قولها: «أعتقد أن حكومة بلادي الحالية معنية حقاً بدفع حل الدولتين إلى الأمام». وأضافت: «هذا إنجاز كبير في السياسة الخارجية. إن الحكومة عملت بجد منذ أن أصبحت وزيرة للخارجية من أجل حدوث ذلك». وأكدت وزيرة الخارجية السويدية: «علاقتنا مع إسرائيل مهمة، ونريد أن نحظى بعلاقات جيدة، لم يكن مرحباً بنا لكننا عملنا بشكل حثيث لتغيير ذلك».
من جانبها، أكدت الخارجية الإسرائيلية رغبتها في تحسين العلاقات مع السويد، لكنهم أشاروا إلى أن «فتح ملف التسوية الدائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس وارداً في هذه المرحلة، رغم أننا نرغب جداً في التسوية. فالظروف السياسية الحالية وما ينتابها من انعدام ثقة بين الجانبين، يحتاج إلى العديد من العمليات التمهيدية وإعادة الثقة».
وكان الوزير لبيد حدد هذه النقطة عندما كشف عن خطة للتهدئة مع قطاع غزة، تمهيداً للتقدم في تسوية الصراع. وقال يومها إنه لم يقترح حالياً التوجه نحو حل الدولتين، «لكن موقفي من القضية معروف جيداً وهو: على إسرائيل أن تعمل على تقوية السلطة الفلسطينية، والتفاوض معها بهدف الانفصال إلى دولتين». وأضاف: «الظروف السياسية - في كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية - لا تسمح بإحراز تقدم على المحور السياسي حالياً، ولكن في غزة يمكننا ويجب علينا التحرك الفوري. وفي سياق واسع، يمكن القول إن بدء العملية في غزة سيخلق ظروفاً أكثر ملاءمة للمفاوضات السياسية المستقبلية. لقد رأينا في الماضي أن جولات القتال في غزة تضر أيضاً بفرص العودة إلى طاولة المفاوضات».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.