الأمير ويليام يسلم مكافآت إيرث شوت «أرقى جائزة بيئية» قبيل قمة «كوب 26»

الأمير وليام (أ.ف.ب)
الأمير وليام (أ.ف.ب)
TT

الأمير ويليام يسلم مكافآت إيرث شوت «أرقى جائزة بيئية» قبيل قمة «كوب 26»

الأمير وليام (أ.ف.ب)
الأمير وليام (أ.ف.ب)

على مشارف مؤتمر الأطراف المناخي الدولي السادس والعشرين (كوب 26) وبعدما رفعت العائلة الملكية البريطانية الصوت في قضية المناخ، يسلم الأمير ويليام، مساء اليوم الأحد، جوائز «إيرث شوت» بنسختها الأولى، التي تكافئ جهات تسعى لاستنباط حلول للأزمة المناخية.
وسيتلقى الفائزون في كل من الفئات الخمس (حماية الطبيعة واستعادة بريقها، وتنقية هوائنا، وإحياء محيطاتنا، وبناء عالم خالٍ من النفايات، وإصلاح مناخنا البيئي)، جائزة قدرها مليون جنيه إسترليني (1.37 مليون دولار) لتطوير مشاريعهم. وسيُعلن عن أسمائهم خلال حفل يُنقل مباشرة على التلفزيون اعتباراً من الساعة السابعة مساء بتوقيت غرينيتش.
وقال الأمير ويليام لهيئة «بي بي سي» هذا الأسبوع، «لا يمكن أن تكون لدينا خطابات طنانة وعبارات رنانة من دون ما يكفي من الخطوات» على الأرض.
وأضاف حفيد الملكة إليزابيث الثانية: «آمل أن تشجع الجائزة أناساً كثيرين في موقع المسؤولية على الذهاب أبعد» و«البدء فعلياً بالإيفاء بوعودهم».
وفي مقطع قصير سيُعرض خلال الحفلة، يدعو الأمير ويليام إلى «الاتحاد من أجل إصلاح الكوكب»، وفق ما ذكر قصر كنسينغتون.
وسيشير في الكلمة إلى أن «الخطوات التي سنختار القيام بها أو عدمه خلال السنوات العشر المقبلة ستحدد مصير الكوكب للسنوات الألف المقبلة».
ومن بين المشاريع الـ15 في المنافسة النهائية، مزرعة في البهاماس تربي شعباً مرجانية مقاومة لاحترار المناخ، وطاولة كي نقالة تعمل على الطاقة الشمسية من ابتكار فتاة هندية، وشركة يابانية ناشئة تعمل في معالجة المياه المبتذلة، إضافة إلى مشروع في نيجيريا يرمي إلى توليد طاقة كهربائية نظيفة بأسعار ميسرة.
وأطلقت جائزة «إيرث شوت» سنة 2020 مع مكافآت مالية بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني (68.7 مليون دولار) على عشر سنوات، ويروج القائمون لها على أنها «أرقى جائزة بيئية في التاريخ». وهي مستوحاة من برنامج الصعود إلى القمر الذي أطلقه الرئيس الأميركي جون ف. كيندي، وساهم في تقدم البشرية على صعيد التكنولوجيا.
وتطمح الجائزة إلى مكافأة الأشخاص (من نشطاء وعلماء واقتصاديين...) وكذلك الشركات والمنظمات والحكومات والمدن وحتى البلدان التي تقدم «حلولاً قابلة للتطبيق» لأزمة المناخ، مما يجعل من الممكن تحسين «الظروف المعيشية في العالم، لا سيما بالنسبة للمجتمعات الأكثر تعرضاً لتغير المناخ.
وانتقد الأمير ويليام هذا الأسبوع التهافت على مشاريع السياحة الفضائية، داعياً للتركيز على مشكلات الأرض.
وقال «بعض من أعظم الأدمغة والعقول في هذا العالم يجب أن يحاولوا إصلاح هذا الكوكب أولاً، وليس محاولة العثور على المكان التالي للعيش فيه».
وقبل حفل توزيع جوائز «إيرث شوت»، قال الأمير تشارلز المعروف باهتمامه بقضايا البيئة منذ زمن بعيد، إنه «فخور جداً» بابنه «لالتزامه المتزايد بالبيئة والطموح الكبير لجائزة (إيرث شوت)» التي ستساعد «في إيجاد حلول مبتكرة».
ويبدو أن العائلة المالكة تتحدث بصوت واحد للضغط من أجل اتخاذ إجراءات في مواجهة حالة الطوارئ المناخية.
وخلال افتتاح الجلسة الجديدة لبرلمان ويلز، أعربت الملكة إليزابيث الثانية عن استيائها من زعماء العالم الذين «يتحدثون» عن تغير المناخ، لكنهم «لا يتحركون».
وفيما كان ميكروفونها لا يزال يعمل، سُمع صوت الملكة البالغة من العمر 95 عاماً وهي تخرج من تحفظها المعتاد خلال مناقشة مع رئيسة البرلمان إلين جونز، قائلة «هذا استثنائي، أليس كذلك؟ لقد سمعت عن مؤتمر الأطراف... ما زلت لا أعرف من سيأتي. ليست لدي فكرة».
وقالت الملكة، «نعرف فقط الأشخاص الذين لا يأتون»، «إنه أمر مزعج حقاً عندما يتحدثون لكنهم لا يتصرفون».


مقالات ذات صلة

السعودية تدعو لشراكات دولية فاعلة لمعالجة التحديات البيئية

الاقتصاد وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي خلال القائه الكلمة ضمن فعاليات «يوم التمويل» (كوب 16)

السعودية تدعو لشراكات دولية فاعلة لمعالجة التحديات البيئية

دعت السعودية إلى تعزيز الشراكات الفاعلة لخلق فرص تمويل جديدة؛ لدعم مبادرات ومشاريع إعادة تأهيل الأراضي، وتعزيز قدرتها على الصمود في مواجهة الجفاف.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي (واس)

وزراء سعوديون: المملكة تواصل دفع الجهود نحو استدامة البيئة والاقتصاد

أكد وزراء سعوديون أن المملكة تحقق تقدماً ملحوظاً في مجالات التحول نحو الطاقة المتجددة، في وقت يواجه فيه العالم تحديات بيئية كبيرة، مثل التصحر وتدهور الأراضي.

آيات نور (الرياض) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يقف مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورؤساء الدول الأخرى المشاركين بقمة «مياه واحدة» في الرياض لالتقاط صورة جماعية (أ.ف.ب) play-circle 01:27

ولي العهد: السعودية قدمت 6 مليارات دولار لدعم 200 مشروع إنمائي في 60 دولة

أكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أن السعودية أدرجت موضوعات المياه «للمرة الأولى» ضمن خريطة عمل «مجموعة العشرين» خلال رئاستها في 2020.

خاص شتاينر: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يناقش شراكة جديدة مع السعودية play-circle 03:05

خاص شتاينر: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يناقش شراكة جديدة مع السعودية

أكد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أخيم شتاينر، أن هناك سنوات كثيرة من التعاون مع السعودية، كاشفاً أن الطرفين يناقشان حالياً مرحلة جديدة من الشراكة.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو» متحدثاً في منتدى «مبادرة السعودية الخضراء» (الشرق الأوسط)

الناصر: «أرامكو» تبحث التعاون مع الشركات الناشئة في التحول الطاقي

قال الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» إن «أرامكو» تبحث التعاون مع الشركات الناشئة في التحول الطاقي.


تانيا صالح تُغنّي للأطفال وترسم لُبنانَهم الأحلى

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
TT

تانيا صالح تُغنّي للأطفال وترسم لُبنانَهم الأحلى

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)

أمَّنت الإقامة في باريس للفنانة اللبنانية تانيا صالح «راحة بال» تُحرِّض على العطاء. تُصرُّ على المزدوجَين «...» لدى وصف الحالة، فـ«اللبناني» و«راحة البال» بمعناها الكلّي، نقيضان. تحطّ على أراضي بلادها لتُطلق ألبومها الجديد الموجَّه إلى الأطفال. موعد التوقيع الأول؛ الجمعة 6 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. والأحد (8 منه) تخصّصه لاستضافة أولاد للغناء والرسم. تريد من الفنّ أن يُهدّئ أنين أطفال الصدمة ويرأف بالبراءة المشلَّعة.

تريد من الفنّ أن يُهدّئ أنين أطفال الصدمة ويرأف بالبراءة المشلَّعة (صور تانيا صالح)

وطَّد كونها أُماً علاقتها بأوجاع الطفولة تحت النار؛ من فلسطين إلى لبنان. تُخبر «الشرق الأوسط» أنها اعتادت اختراع الأغنيات من أجل أن ينام أطفالها وهم يستدعون إلى مخيّلاتهم حلاوة الحلم. لطالما تمنّت الغناء للصغار، تشبُّعاً بأمومتها وإحساسها بالرغبة في مَنْح صوتها لمَن تُركوا في البرد واشتهوا دفء الأحضان. تقول: «أصبح الأمر مُلحّاً منذ تعرُّض أطفال غزة لاستباحة العصر. لمحتُ في عيون أهاليهم عدم القدرة على فعل شيء. منذ توحُّش الحرب هناك، وتمدُّد وحشيتها إلى لبنان، شعرتُ بأنّ المسألة طارئة. عليَّ أداء دوري. لن تنفع ذرائع من نوع (غداً سأبدأ)».

غلاف الألبوم المؤلَّف من 11 أغنية (صور تانيا صالح)

وفَّر الحبُّ القديم لأغنية الطفل، عليها، الكتابةَ من الصفر. ما في الألبوم، المؤلَّف من 11 أغنية، كُتب من قبل، أو على الأقل حَضَرت فكرته. تُكمل: «لملمتُ المجموع، فشكَّل ألبوماً. وكنتُ قد أنقذتُ بعض أموالي خشية أنْ تتطاير في المهبّ، كما هي الأقدار اللبنانية، فأمّنتُ الإنتاج. عملتُ على رسومه ودخلتُ الاستوديو مع الموسيقيين. بدل الـ(CD)؛ وقد لا يصل إلى أطفال في خيامهم وآخرين في الشوارع، فضَّلتُ دفتر التلوين وفي خلفيته رمز استجابة سريعة يخوّلهم مسحه الاستماع المجاني إلى الأغنيات ومشاهدتها مرسومة، فتنتشل خيالاتهم من الأيام الصعبة».

تُخطّط تانيا صالح لجولة في بعلبك وجنوب لبنان؛ «إنْ لم تحدُث مفاجآت تُبدِّل الخطط». وتشمل الجولة مناطق حيث الأغنية قد لا يطولها الأولاد، والرسوم ليست أولوية أمام جوع المعدة. تقول: «أتطلّع إلى الأطفال فأرى تلك السنّ التي تستحقّ الأفضل. لا تهمّ الجنسية ولا الانتماءات الأخرى. أريد لموسيقاي ورسومي الوصول إلى اللبناني وغيره. على هذا المستوى من العطف، لا فارق بين أصناف الألم. ليس للأطفال ذنب. ضآلة مدّهم بالعِلم والموسيقى والرسوم، تُوجِّه مساراتهم نحو احتمالات مُظلمة. الطفل اللبناني، كما السوري والفلسطيني، جدير بالحياة».

تعود إلى لبنان لتُطلق ألبومها الجديد الموجَّه للأطفال (صور تانيا صالح)

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال، تشعر أنها تستريح: «الآن أدّيتُ دوري». الفعل الفنّي هنا، تُحرّكه مشهديات الذاكرة. تتساءل: «كم حرباً أمضينا وكم منزلاً استعرنا لننجو؟». ترى أولاداً يعيشون ما عاشت، فيتضاعف إحساس الأسى. تذكُر أنها كانت في نحو سنتها العشرين حين توقّفت معارك الحرب الأهلية، بعد أُلفة مريرة مع أصوات الرصاص والقذائف منذ سنّ السادسة. أصابها هدوء «اليوم التالي» بوجع: «آلمني أنني لستُ أتخبَّط بالأصوات الرهيبة! لقد اعتدْتُها. أصبحتُ كمَن يُدمن مخدِّراً. تطلَّب الأمر وقتاً لاستعادة إيقاعي الطبيعي. اليوم أتساءل: ماذا عن هؤلاء الأطفال؛ في غزة وفي لبنان، القابعين تحت النار... مَن يرمِّم ما تهشَّم؟».

تريد الموسيقى والرسوم الوصول إلى الجميع (صور تانيا صالح)

سهَّلت إقامُتها الباريسية ولادةَ الألبوم المُحتفَى به في «دار المنى» بمنطقة البترون الساحلية، الجمعة والأحد، بالتعاون مع شباب «مسرح تحفة»، وهم خلف نشاطات تُبهج المكان وزواره. تقول إنّ المسافة الفاصلة عن الوطن تُعمِّق حبَّه والشعور بالمسؤولية حياله. فمَن يحترق قد يغضب ويعتب. لذا؛ تحلَّت بشيء من «راحة البال» المحرِّضة على الإبداع، فصقلت ما كتبت، ورسمت، وسجَّلت الموسيقى؛ وإنْ أمضت الليالي تُشاهد الأخبار العاجلة وهي تفِد من أرضها النازفة.

في الألبوم المُسمَّى «لعب ولاد زغار»، تغنّي لزوال «الوحش الكبير»، مُختَزِل الحروب ومآسيها. إنها حكاية طفل يشاء التخلُّص من الحرب ليكون له وطن أحلى. تقول: «أريد للأطفال أن يعلموا ماذا تعني الحروب، عوض التعتيم عليها. في طفولتي، لم يُجب أحد عن أسئلتي. لم يُخبروني شيئاً. قالوا لي أنْ أُبقي ما أراه سراً، فلا أخبره للمسلِّح إنْ طرق بابنا. هنا أفعل العكس. أُخبر الأولاد بأنّ الحروب تتطلّب شجاعة لإنهائها من دون خضوع. وأُخبرهم أنّ الأرض تستحق التمسُّك بها».

وتُعلِّم الصغار الأبجدية العربية على ألحان مألوفة، فيسهُل تقبُّل لغتهم والتغنّي بها. وفي الألبوم، حكاية عن الزراعة وأخرى عن النوم، وثالثة عن اختراع طفل فكرة الإضاءة من عمق خيمته المُظلمة. تقول إنّ الأخيرة «حقيقية؛ وقد شاهدتُ عبر (تيك توك) طفلاً من غزة يُفكّر في كيفية دحض العتمة لاستدعاء النور، فألهمني الكتابة. هذه بطولة».

من القصص، تبرُز «الشختورة» (المركب)، فتروي تانيا صالح تاريخ لبنان بسلاسة الكلمة والصورة. تشاء من هذه الحديقة أن يدوم العطر: «الألبوم ليس لتحقيق ثروة، وربما ليس لاكتساح أرقام المشاهدة. إنه شعوري بتأدية الدور. أغنياته حُرّة من زمانها. لم أعدّها لليوم فقط. أريدها على نسق (هالصيصان شو حلوين)؛ لكلّ الأيام».