«استووا... اعتدلوا... تراصّوا... سدّوا الخلل»... عبارات غابت لقرابة العامين، وفجر اليوم (الأحد)، ردد إمام الحرم المكي العبارات بعد نحو 18 شهراً في مشهد وصف بالمهيب، وراج فيديو على نطاق واسع في العالم أجمع، يوثق تلك اللحظات الروحانية.
وشهد المسجد الحرام فجر اليوم توافد أعداد كبيرة من المصلين والمعتمرين بعد تخفيف الاحترازات الصحية، وإلغاء التباعد الجسدي، والسماح باستخدام كامل الطاقة الاستيعابية في المسجد الحرام، وأخذ التصاريح اللازمة من خلال استخدام تطبيق «اعتمرنا» أو «توكلنا» لأخذ مواعيد الصلاة أو لأداء مناسك العمرة.
وأكد مساعد الرئيس العام المكلف وكيل شؤون المسجد الحرام الدكتور سعد بن محمد المحيميد، الجاهزية التامة لاستقبال المعتمرين والمصلين في المسجد الحرام، بكامل الطاقة الاستيعابية في ظل تطبيق الإجراءات الاحترازية، حيث جندت الرئاسة بمختلف وكالاتها في المسجد الحرام كامل طاقاتها البشرية والآلية لتنفيذ خطة العودة الكاملة، من خلال منظومة متكاملة من الإمكانيات والخدمات التي تسخّرها للمحافظة على سلامة قاصدي المسجد الحرام وتسهيل مناسكهم وعباداتهم في أجواء روحانية وآمنة ومطمئنة.
وشدد المحيميد على ضرورة التقيد والالتزام من جميع القاصدين بما ورد في بيان وزارة الداخلية من تعليمات، من خلال الالتزام بارتداء الكمامة في جميع الأوقات داخل المسجد الحرام، وحجز المواعيد للعمرة والصلاة من خلال التطبيقات الإلكترونية الرسمية «اعتمرنا» و«توكلنا»، مؤكداً على عموم العاملين بالمسجد الحرام تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية والتقيد بجميع التعليمات والتوجيهات الصادرة من الجهات المعنية بمكافحة فيروس «كورونا» المستجد وإنفاذها، لضمان سلامة الجميع.
يُذكر أن المصلين استشعروا اليوم خلال أدائهم صلاة الفجر الروحانية الإيمانية، من خلال عودة الصفوف إلى التكامل والاصطفاف جنباً إلى جنب استجابةً لتنبيه إمام المسجد الحرام على الاستواء والتقارب.
كانت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، قد أزالت ملصقات التباعد الجسدي داخل المسجد الحرام وأروقته وساحاته ومرافقه، وذلك مواكبةً لقرار تخفيف الإجراءات الاحترازية وعودة الحرمين الشريفين لاستقبال القاصدين والزوار بكامل طاقتهما الاستيعابية.
وأوضح وكيل الرئيس العام للتفويج وإدارة الحشود بالرئاسة المهندس أسامة بن منصور الحجيلي، أن الوكالة بتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، بدأت بإزالة الملصقات التي وُضعَت داخل المسجد الحرام لتعين القاصدين والزوار على تطبيق التباعد الجسدي داخل المسجد الحرام ضمن حزمة من الإقرارات والإجراءات والتدابير الوقائية التي اتخذتها الرئاسة.
من ناحية أخرى، غيّرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الهوية البصرية المحيطة بالكعبة المشرفة، وذلك بتغيير الحواجز البلاستيكية الملاصقة للكعبة المشرفة إلى حواجز شريطية، حيث جاء هذا الإجراء ضمن مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها الرئاسة لاستقبال قاصدي المسجد الحرام بكامل طاقته الاستيعابية.
في المسجد النبوي، أعاد مغردون نشر مقطع فيديو يُظهر إمام الحرم النبوي الشريف وهو يطلب من المصلين «تسوية الصفوف وسد الخلل» لأول مرة منذ تفشي فيروس «كورونا»، وذلك على ضوء تخفيف السعودية إجراءاتها الاحترازية الخاصة بالوقاية من الجائحة.
ونشرت قناة «الإخبارية» السعودية مقطع فيديو يظهر فيه إمام المسجد النبوي وهو يقول للمصلين: «استووا... سوّوا صفوفكم... وسدّوا الفُرَج».
وأزالت وزارة شؤون الحرمين ملصقات «التباعد الاجتماعي» من جميع مواقع المسجد الحرام والمسجد النبوي لاستقبال المصلين والزوار بالطاقة الاستيعابية الكاملة، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وبدأت السعودية اليوم، تخفيف الاحترازات الصحية، وذلك بناءً على ما رفعته الجهات الصحية المختصة ونظراً للتقدم في تحصين المجتمع وتراجع عدد حالات الإصابة بفيروس «كورونا».
وتتضمن إجراءات التخفيف عدم الالتزام بارتداء الكمامة في الأماكن المفتوحة، فيما عدا الأماكن المستثناة، مع الاستمرار في الالتزام بارتدائها في الأماكن المغلقة.
ويتم تخفيف الإجراءات الاحترازية للحاصلين على جرعتي لقاح (كوفيد- 19) على النحو الآتي:
1- السماح باستخدام كامل الطاقة الاستيعابية في المسجد الحرام مع إلزام العاملين والزائرين بارتداء الكمامة في جميع الأوقات في أروقة المسجد كافة، والاستمرار في استخدام تطبيق «اعتمرنا» أو «توكلنا» لأخذ مواعيد العمرة والصلاة للتحكم بالأعداد الموجودة في آن واحد.
2- السماح باستخدام كامل الطاقة الاستيعابية في المسجد النبوي مع إلزام العاملين والزائرين بارتداء الكمامة في جميع الأوقات في أروقة المسجد كافة، واستخدام تطبيق «اعتمرنا» أو «توكلنا» لأخذ مواعيد الصلاة وزيارة الروضة الشريفة للتحكم بالأعداد الموجودة في آن واحد.
3- إلغاء التباعد والسماح باستخدام كامل الطاقة الاستيعابية في التجمعات والأماكن العامة ووسائل المواصلات والمطاعم وصالات السينما ونحوها.
4- السماح بإقامة وحضور المناسبات في قاعات الأفراح وغيرها من دون تقييد للعدد، مع أهمية التأكيد على تطبيق الإجراءات الاحترازية.
ويُشترط التحصين بجرعتين لدخول كل المواقع والأنشطة المشار إليها أعلاه، ويُعفى من ذلك غير المشمولين والمستثنون حسبما يظهر في تطبيق «توكلنا». مع الالتزام من الجميع بجميع الإجراءات الاحترازية المطبّقة بما فيها لبس الكمامة.
ويستمر تطبيق التباعد وارتداء الكمامات في المواقع التي لا يتم فيها تطبيق التحقق من الحالة الصحية لمرتاديها من خلال تطبيق «توكلنا».
وتم التأكيد على القطاعين العام والخاص وما في حكمه؛ بالتحقق من حالة التحصين في تطبيق «توكلنا» لجميع من يرغب في الدخول للمنشأة، ومتابعة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المتخذة من الجهات المعنية لمواجهة الجائحة بما فيها لبس الكمامة.
إلى جانب التأكيد على الجهات ذات العلاقة -كل فيما يخصه- بتطبيق العقوبات المقررة بحق المخالفين للإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المتخذة من الجهات المعنية لمواجهة الجائحة.
وهذه القرارات خاضعة للمراجعة الدورية وفق المستجدات المحلية والدولية.