«بدون ضمان»... رؤية درامية مصرية لمخاطر التعجل في الزواج

أفيش حكاية «بدون ضمان» - يوسف وجيه كاتب السيناريو والحوار
أفيش حكاية «بدون ضمان» - يوسف وجيه كاتب السيناريو والحوار
TT

«بدون ضمان»... رؤية درامية مصرية لمخاطر التعجل في الزواج

أفيش حكاية «بدون ضمان» - يوسف وجيه كاتب السيناريو والحوار
أفيش حكاية «بدون ضمان» - يوسف وجيه كاتب السيناريو والحوار

قضايا وتساؤلات عديدة طرحتها حكاية «بدون ضمان»، في الموسم الثاني من مسلسل «إلا أنا» الذي يبرز قضايا المرأة المصرية ومعاناتها الاجتماعية في حكايات منفصلة لأبطال مختلفين. الحكاية التي تصدرت محركات البحث أخيراً وتحولت إلى «ترند» نجحت على ما يبدو في الاقتراب من واقع المشاهدين، لا سيما السيدات والفتيات اللاتي توالت تعليقاتهن بشكل بارز على مختلف المنصات الإلكترونية.
«بدون ضمان» هي الحكاية الثالثة من الجزء الثاني لمسلسل «إلا أنا» قصة يسري الفخراني، سيناريو وحوار يوسف وجيه وإخراج ياسمين أحمد كامل، تمثيل هنادي مهنا، وهاجر أحمد، وإسلام جمال، وأحمد كشك، إلى جانب الفنانين أحمد بدير وسلوى عثمان وحنان سليمان.
أحداث المسلسل دارت حول الأزمات التي تواجه المتزوجين بسبب التعجل في الاختيار، وذلك عبر تسليط الضوء على بعض المشكلات التي تدب بين «مريم» وزوجها «شريف» بسبب الإقامة في بيت العائلة ورفضه عملها، وتسير هذه الأحداث بالتوازي مع قصة «علا» التي تكتشف بعد الزواج أن زوجها مدمن للمخدرات وعاطل ويعتمد عليها في إعالته وتعاني بعد ذلك من الضرب والإهانة، فتقرران طلب الطلاق.
ورغم أن القضية التي يتناولها المسلسل سبق للكثير من الأعمال الدرامية تناولها مؤخراً، فإن المسلسل يُعد الأكثر مشاهدة وجذباً للجمهور، وربما يرجع ذلك إلى تناولها بشكل متكامل ومتعمق، في محاولة للتوصل إلى حلول جذرية، وهو ما تزداد أهميته في ظل ازدياد نسبة الطلاق في المجتمع المصري.
يوسف وجيه مؤلف سيناريو وحوار الحكاية، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «عندما بدأت في كتابة السيناريو كان أكثر ما يشغلني أن أكتب قصة واقعية تلمس قلوب الناس وتعبر عن حالهم، ورأيت أن فكرة التسرع في اختيار الزوج مشكلة حقيقية تضاعف من احتمال فشل الحياة الزوجية التي هي في الأساس (بدون ضمان) مهما فعلنا، فما بالنا حين نتعجل ونسيء الاختيار».
ربما كان ذلك هو السبب في «النهاية المفتوحة» التي اختارها وجيه وكانت موضوعاً للمناقشة والتعليق طويلاً من جانب الجمهور: «قد يدفع الإنسان ثمن التعجل في اتخاذ قرار مصيري بحجم قرار الزواج العمر كله، لقد أردت أن أدعو إلى ضرورة التفكير جيداً، وعدم الوقوع تحت تأثير العاطفة وحدها أو الخوف من أن يفوت الفتاة قطار الزواج، ولا يقتصر الأمر فقط على البدايات، لكن ينطبق أيضاً على تطورات الحياة، ومن هنا أيضا اخترت النهاية مفتوحة، كي أترك لـ(مريم) و(عُلا) فرصة كافية للتفكير في اتخاذ القرار الجديد تجاه الاختيار الثاني، وأترك معهما سائر الفتيات المشاهدات يدركن أهمية التفكير وعدم التعجل». ولا يستبعد الكاتب أن يكون هناك جزء ثانٍ للحكاية وفق ما طالب به بعض المشاهدين.
لكن هل انحاز المسلسل للمرأة على حساب الرجل مثلما أشار البعض في تعليقاتهم على «السوشيال ميديا»، يرد وجيه قائلاً: «هذا غير صحيح، المسلسل غير متحيز للمرأة على الإطلاق، فقد تعرض لنماذج غير سوية لها مثل (هدير... أخت شريف) وكذلك زوجته الجديدة، وفي المقابل كانت هناك أنماط جيدة من الرجال، فلم نُشيطن الرجل كما يظن البعض، ولم نجعل من المرأة ملاكاً»، على حد تعبيره.
ويتابع: «الأكثر من ذلك أن بطلي العمل من الرجال مظلومان، فهما ضحية التربية الخاطئة، وهو جانب ننبه إليه أيضاً، مثل (عصام) الذي يعطي لنفسه الحق في البطالة، و(شريف) الذي يرى أنه يمتلك زوجته ومن حقه أن يمنعها من النجاح بسبب غيرته عليها، وفي الوقت نفسه يخونها مع زميلات العمل، إن ذلك كله ربما جاء نتيجة أفكار ذكورية مغلوطة في المجتمع آن الأوان أن نتخلص منها».
وبسؤاله عن سبب التغير المفاجئ في شخصية بطلتي العمل، يجيب مؤلف الحكاية، قائلاً: «لم يأتِ التغير مفاجئاً، بل نتيجة تمسك المرأة بحقها ورفضها الاستمرار في حياة ظالمة وتعيسة لها، وهي رسالة أخرى للمرأة بأنها إذا كانت قد أخطأت في البداية فعليها أن تصحح هذا الخطأ، ولا تقبل بالأمر الواقع والذل من جانب الرجل».
كما تطرقت الحكاية كذلك لمفهوم «سند الأسرة» في ظل اتجاه بعض الفتيات أخيراً للانتحار في مصر، فقد أراد أن ينبه الأسر إلى أنهم هم السند الحقيقي لبناتهم حتى لو أسأن الاختيار، يقول وجيه: «برز ذلك بوجه خاص مع والد مريم في مساندته لابنته حتى بعد طلاقها رغم اعتراضه على اختيارها من البداية، وقد أجاد الفنان أحمد بدير تجسيد هذا الدور، بل أضاف كثيراً للدور بأدائه السلس المتمكن».


مقالات ذات صلة

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».