تظاهرة حاشدة في روما تطالب بحظر اليمين المتطرف

تزامنت مع الذكرى الـ78 للغارة النازية على حي يهودي في العاصمة الإيطالية

إيطاليون يتظاهرون ضد الفاشية في روما أمس (إ.ب.أ)
إيطاليون يتظاهرون ضد الفاشية في روما أمس (إ.ب.أ)
TT

تظاهرة حاشدة في روما تطالب بحظر اليمين المتطرف

إيطاليون يتظاهرون ضد الفاشية في روما أمس (إ.ب.أ)
إيطاليون يتظاهرون ضد الفاشية في روما أمس (إ.ب.أ)

دعا عشرات آلاف الإيطاليين خلال تظاهرة، أمس (السبت)، في روما إلى حظر اليمين المتطرف بعد أن تحولت احتجاجات نهاية الأسبوع الماضي على فرض الشهادة الصحية في أماكن العمل إلى أعمال شغب نُسبت إلى الفاشيين الجدد.
وإذ رفعوا لافتات كتب عليها «الفاشية لن تعود»، دعا المتظاهرون في ساحة سان جيوفاني المرتبطة تاريخياً باليسار، إلى حظر التنظيم الفاشي الجديد «فورتسا نوفا». وكان قادة من «فورتسا نوفا» بين من اعتقلوا بعد اقتحام مقر نقابة «سغيل» العمالية الأقدم في إيطاليا في 9 أكتوبر (تشرين الأول) خلال اشتباكات خارج البرلمان ووسط المدينة القديم، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الأمين العام لنقابة «سغيل» ماوريتسيو لانديني: «هذا ليس مجرد رد على القمصان السود الفاشية»، مستخدما كلمة تشير إلى الميليشيات الفاشية التي بدأت النشاط بعد الحرب العالمية الأولى. وأضاف في كلمته أمام الحشود: «هذه الساحة تمثل أيضا كل من يريد تغيير إيطاليا وإغلاق الباب أمام العنف السياسي».
أعقبت أعمال الشغب التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي احتجاجاً سلمياً ضد توسيع نطاق استعمال «التصريح الأخضر» ليشمل جميع أماكن العمل، وهو شهادة صحية تظهر تطعيم حاملها أو إجراءه فحصا سلبيا أو تعافيه مؤخراً من فيروس كورونا. وسلّط العنف الأضواء على الإرث الفاشي للبلاد.
وقال المنظمون إن تظاهرة أمس شارك فيها نحو 200 ألف شخص، وقد تم تخصيص 800 حافلة وعشرة قطارات لنقل الناس إلى العاصمة للمشاركة في الفعالية. وتزامنت التظاهرة مع الذكرى الثامنة والسبعين للغارة النازية على الحي اليهودي في روما. وقد أصيب أكثر من ألف يهودي، بينهم 200 طفل، فجر 16 أكتوبر (تشرين الأول) 1943، وجرى ترحيلهم إلى مخيم «أوشفتز».
وصرحت الطالبة الجامعية مارغريتا ساردي لوكالة الصحافة الفرنسية: «يجب حظر الجماعات الفاشية الجديدة فوراً. لكن يجب أن تكون هذه مجرد بداية، فنحن بحاجة إلى تعليم مناهض للفاشية في المدارس». وقال «الحزب الديمقراطي» من يسار الوسط الذي يشارك في قيادة دعوات حظر «فورتسا نوفا»، إن عريضة أطلقها للغرض ووجهها إلى البرلمان جمعت 100 ألف توقيع.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».