مراجعة دقيقة لكنوز مصر من المعادن النفيسة في المتاحف

يجريها خبراء بصورة منتظمة

ساعة جيب ذهبية خاصة بمحمد علي باشا من مقتنيات متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية
ساعة جيب ذهبية خاصة بمحمد علي باشا من مقتنيات متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية
TT

مراجعة دقيقة لكنوز مصر من المعادن النفيسة في المتاحف

ساعة جيب ذهبية خاصة بمحمد علي باشا من مقتنيات متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية
ساعة جيب ذهبية خاصة بمحمد علي باشا من مقتنيات متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية

المقتنيات والقطع الأثرية لا يمكن تقديرها بالمال، فهي تراث إنساني يتحتم الحفاظ عليه كي يبقى خط الحضارة البشرية متصلاً، غير أن بعض هذه المقتنيات تتطلب بحكم طبيعتها إجراءات مختلفة واهتماماً خاصاً للحفاظ عليها، ومنها قطع الحلي والمجوهرات المصنوعة من المعادن النفيسة، وهذه الكنوز التي تضمها المتاحف المصرية تخضع لمراجعة دورية يشرف عليها خبراء من مصلحة الدمغة والموازين لقياس عيار الذهب ووزنه والمعادن النفيسة مثل الألماس والياقوت والزمرد للتأكد من أنها قطع أصلية.
في 26 سبتمبر (أيلول) الماضي، تسلم المتحف المصري في التحرير مجموعة من القطع الأثرية المكتشفة حديثاً قادمة من أحد المخازن التابعة لوزارة السياحة والآثار لضمها إلى مقتنياته، ولأن هذه القطع عبارة عن مجموعة من العملات الذهبية، تطلب تسلمها تنفيذ إجراءات مختلفة، وحضور خبراء من مصلحة الدمغة والموازين لتدوين مواصفات كل قطعة، مثل وزنها وعيار الذهب، وغيرها من التفاصيل الفنية، ويتم تدوين كل ذلك في محضر تسلم رسمي مرفق به صور فوتوغرافية للقطع.
هذه الإجراءات المتعلقة بمراجعة المواصفات الفنية للقطع الذهبية والحلي هي إحدى وسائل الحفاظ على المقتنيات من المعادن النفيسة، والتأكد أن القطعة ما زالت هي الأصلية، وتتم بشكل دوري في كل متحف.
وتقول صباح عبد الرازق، مدير عام المتحف المصري بالتحرير لـ«الشرق الأوسط»، إن «قطع العملات الذهبية التي تسلمها المتحف أخيراً جاءت من مخزن الهرم، وقام خبراء مصلحة الدمغة والموازين بالتوجه إلى هناك وتسلمها عقب مراجعة مواصفاتها وعيار الذهب، وكل المعلومات الفنية المتعلقة بكل قطعة مدعومة بصور فوتوغرافية، وتم تسجيل التسلم والتسليم في محضر رسمي يظل محفوظاً في أرشيف المتحف للعودة إليه عند الحاجة، وهو إجراء طبيعي عند تسلم أي قطع ذهبية جديدة أو حلي ومجوهرات».
وتشير عبد الرازق إلى أن «قطع الحلي والمجوهرات وكل ما يحتوي على معادن نفيسة في جميع المتاحف المصرية تخضع لعملية مراجعة دورية من قبل خبراء (مصلحة الدمغة والموازين)، الذين يقومون بمعايرتها وتسجيل كل تفاصيلها الفنية من وزن وعيار الذهب، ومقارنتها بالمراجعات السابقة الموجودة في السجلات، وتدوين ذلك في محضر رسمي».
«مصلحة دمغ المصوغات والموازين»، جهة حكومية تتبع وزارة التموين والتجارة الداخلية، وهي الجهة الرسمية المنوط بها اعتماد تداول المشغولات الذهبية في الأسواق، ومراقبة مواصفاتها الفنية لمنع عمليات التلاعب والغش، ويتحتم على كل منتج أو تاجر إرسال القطع التي ينتجها إلى المصلحة لمعايرتها ووضع خاتم خاص عليها، ولا يمكن تداول أي قطع ذهبية في الأسواق من دون هذا الخاتم، إذ يعني ذلك أنها مغشوشة.
وتمتلك مصر آلاف القطع من الحلي والمجوهرات التي تحتوي معادن نفيسة من عصور مختلفة تتوزع في العديد من المتاحف، وترتبط المقتنيات الذهبية دائماً بشخصية المتحف وهويته، فمعظم القطع الموجودة بالمتحف المصري في التحرير تنتمي إلى العصور الفرعونية والبطلمية واليونانية، حين كان استخدام الذهب والمعادن النفيسة في صنع العديد من الأدوات شائعاً في الدولة المصرية القديمة، بينما يمتلك متحف قصر المنيل، مجموعة مجوهرات تعود إلى صاحب القصر الأمير محمد علي توفيق وأسرته.
ويتفرد متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية بتخصصه في الحلي كما يتضح من اسمه، إذ يمتلك 1045 قطعة من المجوهرات والحلي التي تعود إلى أمراء وأميرات الأسرة العلوية، لذلك يخضع المتحف لعمليات مراجعة دورية دقيقة لمقتنياته وفق ريهام شعبان، مدير متحف المجوهرات الملكية، التي تقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «مقتنيات المتحف كلها مجوهرات وحُلي، لذلك تخضع لعمليات مراجعة دورية، حيث يقوم خبراء مصلحة الدمغة والموازين بفحص كل قطعة وتدوين مواصفاتها سواء عيار الذهب أو عدد فصوص المعادن النفيسة الموجودة فيها، ومطابقتها بسجل القطعة من المراجعات السابقة، ومن بين الحالات التي يتحتم فيها مراجعة مواصفات القطع، عندما يتم تغيير أمين العهدة، حيث تشكل لجان تسليم وتسلم تدون نتائجها في محاضر رسمية.
ومن بين الإجراءات الخاصة لضمان سلامة القطع أنه لا يمكن فتح الخزينة التي تضم القطع المخزنة في القبو إلا بموافقة رسمية من رئيس قطاع المتاحف وحضور لجنة فيها خبراء الدمغة والموازين. ووفق شعبان، فإن «أمين العهدة يكون مسؤولاً عن عدد من القطع، يقوم بمراجعتها يومياً، وفي حال وجود أي شيء غير طبيعي تخضع كل القطع لفحص جديد، كما يتم نفس الإجراء إذا لاحظ حاجة بعض المقتنيات إلى ترميم أو صيانة».


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

جدّد مقطع فيديو قصير مُولد بالذكاء الاصطناعي، يشرح طريقة بناء الأهرامات، الجدلَ بشأن نظريات تشييد هذه الآثار الضخمة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.