رحيل خالد الصديق رائد السينما الكويتية ومخرج «بسّ يا بحر» و«عرس الزين»

المخرج الكويتي خالد الصديق
المخرج الكويتي خالد الصديق
TT

رحيل خالد الصديق رائد السينما الكويتية ومخرج «بسّ يا بحر» و«عرس الزين»

المخرج الكويتي خالد الصديق
المخرج الكويتي خالد الصديق

فقدت الكويت أمس، المخرج السينمائي خالد الصديق رائد الحركة السينمائية الكويتية، ومخرج أول فيلم روائي كويتي «بس يا بحر»، الذي عرض في عام 1972، وكان أول فيلم كويتي يترشح لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي. كما قام باخراج الفيلم السوداني «عرس الزين» من رواية المرحوم الطيب صالح أحد عباقرة الرواية العربية.
ونعى المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب «ببالغ الحزن والأسى (...) رائد الحركة السينمائية الكويتية الفنان والمخرج السينمائي خالد الصديق الذي انتقل الى جوار ربه عن عمر ناهز 76 عاما بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز في المجال الفني السينمائي والتلفزيوني».
وقال الدكتور عيسى الأنصاري، الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة، والناطق الرسمي باسم المجلس في بيان صحفي أمس الخميس «آلمنا خبر وفاة المخرج السينمائي الكبير خالد الصديق صاحب الأعمال السينمائية والتلفزيونية الرائدة التي تركت بصمات في هذا المجال محليا وعربيا ودوليا وهو منتج ومخرج سينمائي ذاع صيته بفضل نظرته الفنية الثاقبة والفريدة».
وأوضح أنّ فيلم (بس يا بحر) الذي أنتجه وأخرجه خالد الصديق في عام 1972 رشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي في حفل توزيع جوائز الأوسكار الخامس والأربعين. لافتا الى أنّه أول فيلم كويتي يترشح لهذه الجائزة.
حقق الصديق إنجازات سينمائية مهمة في تاريخ السينما في الكويت، منها فيلم «عرس الزين» 1976 المقتبس عن رواية الكاتب الطيب صالح، ثم «شاهين» 1986 عن رواية الأديب الإيطالي بوكاشيو، وهو إنتاج مشترك بين الكويت والهند وإيطاليا. كما قدم تجارب سينمائية مميزة مثل: فيلم «المطرود» 1964، و«الصقر» 1965، و«الرحلة الأخيرة» 1967.
ومثل فيم «بس يا بحر» الذي كتب نصه الإماراتي عبد الرحمن الصالح، ملحمة تاريخية تناول تاريخ أهل الخليج في ممارسة الغوص واستخراج اللؤلؤ، في بداية مرحلة الاستقلال في الكويت. وحصد الفيلم عدداً من الجوائز في المهرجان العربية والعالمية. ومثّل في الفيلم سعد الفرج وحياة الفهد ومحمد المنصور وأمل باقر.
درس الصديق بداية حياته في الكويت، من ثمّ انتقل إلى الهند، وفيها درس في مدرسة أميركية إنجليزية اسمها مدرسة «سان بيتر»، وخلال دراسته في الهند شغف بالسينما، وقبل إنهاء دراسته الثانوية هناك التحق بمعهد سينمائي في بومباي، وتلقى تدريباً على التصوير الفوتوغرافي والجوانب الفنية للفيلم السينمائي، وتعرف على نجوم السينما والمخرجين الهنود والعالميين، وخلال تلك الفترة تكونت لديه موهبة الإخراج.
وعمل بعد التخرج في تلفزيون الكويت عام 1963. وبعد عام من العمل في القسم الهندسي بالتلفزيون، انتقل إلى الإخراج التلفزيوني معتمدًا على التدريب الذاتي، في عام 1964 أنجز أول عمل سينمائي وكان عبارة عن فيلم قصير مدته 20 دقيقة حمل اسم: «علياء وعصام»، ولعب في هذا الفيلم دور المخرج والمصور والممثل أيضاً، بعد ذلك عمل عدة أفلام قصيرة درامية وتسجيلية ووثائقية منها فلم «الصقر» عن القنص، وقد صور الفيلم في الصحراء.
وفي سيرته الفنية الكثير من الجوائز والتكريم، خاصة عن فيلمه (بس يابحر) منها الجائزة الأولى في مهرجان الفيلم الشبابي في دمشق (1972)، جائزة الشرف في مهرجان طهران الأول للسينما العالمية، وجائزة (فيبرانشي) وجائزة النقاد السينمائيين العالميين في مهرجان البندقية السينمائي، والجائزة الثانية في مهرجان (أوهايو) العالمي، في الولايات المتحدة، وكانت الجائزة الوحيدة المخصصة لفيلم روائي، وجائزة (الأسد الفضي) في مهرجان البندقية، إضافة لعدة جوائز من مهرجانات وملتقيات سينمائية في شيكاغو وأسبانيا وقرطاج وغيرها، كما حصد فيلمه «عرس الزين» 7 جوائز عالمية، ونال خالد الصديق جائزة الدولة التقديرية لعام 2010.


مقالات ذات صلة

حكيم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «طراد» يثير تساؤلات عميقة

يوميات الشرق المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)

حكيم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «طراد» يثير تساؤلات عميقة

هل هناك لصوص أبطال؟ سؤال عميق يطرحه المسلسل السعودي «طراد» المقتبس عن قصة الأسطورة الإنجليزية «روبن هود» الذي أخذ على عاتقه سرقة أموال الأغنياء وتقديمها للفقراء

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)

كتاب مصري جديد يحتفي بشكري سرحان في مئوية ميلاده

في ظل الجدل الذي أثير أخيراً حول «موهبته» احتفى مهرجان الأقصر السينمائي في دورته الـ14 بذكرى مئوية ميلاد الفنان المصري الكبير شكري سرحان.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الأميركي براد بيت (رويترز)

باستخدام الذكاء الاصطناعي... محتال يوهم سيدة بأنه «براد بيت» ويسرق أموالها

تعرضت امرأة فرنسية للاحتيال من قبل رجل أوهمها بأنه الممثل الأميركي الشهير براد بيت، باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وحصل منها على مبلغ 830 ألف يورو.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق مريم شريف ونهال المهدي شقيقتها بالفيلم (الشركة المنتجة)

«سنووايت» يستهل عروضه التجارية ويعوّل على حبكته الإنسانية

تنطلق، الأربعاء، العروض التجارية للفيلم المصري «سنووايت» الذي شهد عرضه العالمي الأول في الدورة الرابعة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان شكري سرحان قدم أدواراً مهمة في السينما المصرية (أرشيفية)

تصاعد الجدل حول انتقاد رموز الفن المصري بعد أزمة «شكري سرحان»

تصاعد الجدل خلال الأيام القليلة الماضية حول أزمة انتقاد رموز الفن المصري على خلفية انتقاد موهبة الفنان الراحل شكري سرحان بعد مرور 27 عاماً على رحيله.

داليا ماهر (القاهرة )

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.