الليرة التركية تهوى لأدنى مستوى بالتاريخ أمام الدولار

تفاعلاً مع تعليقات رئيس المركزي حول الفائدة

تهاوت الليرة التركية لأدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار عقب تصريحات لرئيس البنك المركزي حول الفائدة (رويترز)
تهاوت الليرة التركية لأدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار عقب تصريحات لرئيس البنك المركزي حول الفائدة (رويترز)
TT

الليرة التركية تهوى لأدنى مستوى بالتاريخ أمام الدولار

تهاوت الليرة التركية لأدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار عقب تصريحات لرئيس البنك المركزي حول الفائدة (رويترز)
تهاوت الليرة التركية لأدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار عقب تصريحات لرئيس البنك المركزي حول الفائدة (رويترز)

قادت تعليقات لرئيس البنك المركزي التركي شهاب كاوجي أوغلو بشأن قرار خفض سعر الفائدة بواقع 100 نقطة أساس أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، الليرة التركية إلى أدنى مستوى من السقوط لها في التاريخ لتهبط في تعاملات أمس (الثلاثاء) إلى أكثر من 9 ليرات للدولار.
وأرجع خبراء هذا السقوط الفادح إلى تأثر الليرة بعدم التيقن بشأن الضغوط السياسية لخفض سعر الفائدة بدرجة أكبر وبارتفاع الدولار بشكل عام. وسجل سعر الليرة مستوى 9.02 في التعاملات المبكرة قبل أن يسجل 9.01 بحلول الساعة 0606 بتوقيت غرينتش، بينما استمر مستوى السعر في التعاملات المسائية عند مستوى 8.99 ليرة للدولار.
وواصلت الليرة التركية خسائرها منذ السقوط الكبير في أغسطس (آب) 2018 عندما فقدت 40 في المائة من قيمتها وسط توتر حاد مع الولايات المتحدة وعوامل داخلية وجيوسياسية. وانخفضت منذ بداية العام الجاري بنحو 18 في المائة أمام الدولار منذ بداية العام، ما فاقم ارتفاع التضخم الذي بلغ مستوى 19.58 في المائة في نهاية سبتمبر الماضي.
وصعقت ردود رئيس البنك المركزي على أسئلة أعضاء لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان مساء أول من أمس، الأوساط الاقتصادية. وأضاف أنه من الخطأ ربط هبوط قيمة الليرة في الآونة الأخيرة بخفض البنك سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 100 نقطة أساس إلى 18 في المائة في سبتمبر الماضي، مشيراً إلى أن خفض سعر الفائدة لم يكن مفاجأة وأن البنك المركزي لم يهمل واجباته.
وإجمالاً هبطت الليرة بأكثر من 0.6 في المائة في تعاملات أمس عن تعاملات أول من أمس، بعد أن كانت تراجعت لما يتجاوز مستوى 8.9 مقابل الدولار الأسبوع الماضي، لتلامس أدنى مستوى لها على الإطلاق بسبب مخاوف من خفض غير متوقع لأسعار الفائدة. وقال خبراء إن الدولار صعد أمس بدعم مخاوف بشأن التضخم العالمي والتشديد المنتظر من البنك المركزي الأميركي.
وارتفع التضخم في تركيا إلى 19.58 في المائة على أساس سنوي في سبتمبر، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2019، مما يكبد العوائد الحقيقية المزيد من الخسائر بعد أن خفض البنك المركزي سعر الفائدة إلى 18 في المائة.
ولا يشك المحللون في أن تيسير السياسة النقدية جاء بتدخل سياسي من الرئيس رجب طيب إردوغان، الذي صنف نفسه «عدوا للفائدة»، معتبراً أنها سبب كل الشرور، ودأب على المطالبة بتحفيز نقدي رغم صعود حاد في الأسعار، معتبراً، خلافاً للنظريات الاقتصادية التقليدية الراسخة، أن خفض الفائدة من شأنه خفض التضخم وإنعاش العملة.
ونقلت «رويترز»، الجمعة الماضي، عن مصادر، لم تحددها بالاسم، أن إردوغان استشاط غضباً لأن تيسير السياسة النقدية استغرق وقتاً طويلاً وأنه يفقد الثقة في كاوجي أوغلو بعد أقل من سبعة أشهر من عزل سلفه.
وكان كاوجي أوغلو أكثر ليناً في مؤتمر عبر الهاتف مع المستثمرين الأسبوع الماضي، وفقا لمشاركين في المؤتمر، لكنه لم يوضح ما إذا كان يتوقع المزيد من خفض الفائدة.
من ناحية أخرى، أعلن محافظ البنك المركزي التركي أن احتياطيات البنك وصلت 123.5 مليار دولار، مؤكداً مواصلة تراكم الاحتياطي لتعزيز السياسة النقدية. وأعرب كاوجي أوغلو عن توقعاته بأن الاتجاه التصاعدي القوي في الصادرات والانتعاش في قطاع السياحة نتيجة التسارع في عمليات التطعيم ضد فيروس كورونا سيزيدان من الفائض في الحساب الجاري في بقية العام الحالي.
وقال كاوجي أوغلو إن الموقف الصارم في السياسة النقدية بدأ يؤثر في انكماش القروض التجارية، وإنه تم تعزيز السياسة الاحترازية الكلية من أجل عودة القروض الفردية إلى مسارها المعتدل. وكانت احتياطيات البنك المركزي التركي وصلت إلى 122 مليار دولار، بحسب ما أعلن البنك الخميس.



غانا على مفترق طرق اقتصادي... انتخابات حاسمة تحدد مصير الديون والنمو

المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)
المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)
TT

غانا على مفترق طرق اقتصادي... انتخابات حاسمة تحدد مصير الديون والنمو

المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)
المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)

سيذهب الغانيون إلى صناديق الاقتراع في السابع من ديسمبر (كانون الأول) لاختيار رئيس جديد وبرلمان، في انتخابات تراقبها الأوساط الاستثمارية من كثب لتحديد كيفية توجيه الفائز للاقتصاد الذي يخرج من مرحلة تعثر في سداد الديون.

المتنافسون الرئيسيون لاستبدال الرئيس نانا أكوفو - أدو، البالغ من العمر 80 عاماً، الذي يتنحى بعد ولايتين على رأس دولة تنتج الذهب والكاكاو، هما الرئيس السابق جون دراماني ماهاما ونائب الرئيس الحالي محامودو باوميا. كما أن هناك 11 مرشحاً آخرين يتنافسون على المنصب، وفق «رويترز».

ما الذي يركز عليه المستثمرون؟

وصلت غانا إلى نهاية عملية إعادة هيكلة الديون الطويلة والمعقدة؛ حيث أعادت الحكومة هيكلة 13 مليار دولار من السندات الدولية بوصف ذلك جزءاً من خطة أوسع لخفض الديون بنحو 4.7 مليار دولار وتوفير نحو 4.4 مليار دولار من تخفيف السيولة خلال برنامج صندوق النقد الدولي الحالي الذي يستمر حتى عام 2026.

ومع بقاء الخطوة الأخيرة المتمثلة في التوصل إلى اتفاق مع الدائنين التجاريين غير الأوروبيين، فإن المستثمرين يقومون بالفعل بتقييم فترة ما بعد الانتخابات لمعرفة ما إذا كان الفائز سوف يستمر في الإصلاحات الاقتصادية اللازمة لضمان استدامة الديون. وتعهد ماهاما (65 عاماً)، الذي يتصدر العديد من استطلاعات الرأي، بمحاولة إعادة التفاوض على شروط اتفاق صندوق النقد الدولي لتأمين المزيد من التمويل. ووعد أيضاً بتعديل القانون لوضع سقف للدين العام يتراوح بين 60 و70 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لمنع الاقتراض المفرط.

ومع ذلك، فإن فترة رئاسته السابقة (2012 - 2017) شهدت زيادة ملحوظة في الاقتراض للاستثمار في مشاريع البنية التحتية مثل الطرق، ما أوقعه في انتقادات بسبب نقص الكهرباء وارتفاع التضخم.

من جانبه، يتبنى بوميا (61 عاماً) شعاراً يتمثل في تحديث الاقتصاد من خلال الرقمنة، وخفض الضرائب، وتعزيز الانضباط المالي بهدف رفع النمو السنوي إلى متوسط ​​6 في المائة. وتعهد أيضاً بتحديد الإنفاق العام بنسبة 105 في المائة من عائدات الضرائب في العام السابق، وتقديم خطة ضريبية ثابتة، ونقل 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي من الإنفاق العام إلى القطاع الخاص لتوفير البنية الأساسية العامة.

هل يمكن للفائز إعادة التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي؟

من الشائع أن يلجأ القادة الجدد إلى صندوق النقد الدولي لمراجعة البرامج القائمة، كما حدث مؤخراً في سريلانكا. ويقول صندوق النقد الدولي، الذي يعد مقرض الملاذ الأخير لغانا في إعادة هيكلة ديونها بموجب الإطار المشترك لمجموعة العشرين، إن تركيزه الأساسي هو دعم الحكومة في استعادة الاستقرار الاقتصادي الكلي مع تمكين استدامة الدين والنمو الشامل. وقد وافق الصندوق حتى الآن على الأداء الاقتصادي لغانا في إطار برنامج قروضه الحالي البالغة قيمته 3 مليارات دولار.

ويؤكد الصندوق أنه يمكن تعديل برنامج غانا الحالي؛ حيث يتم تطوير برامج الإصلاح المدعومة من الصندوق بالتعاون مع الحكومات وتتم مراجعتها بشكل دوري. ومع ذلك، يجب أن تؤخذ أي مناقشات في الاعتبار مع ضرورة الحفاظ على قدرة البلاد على تحقيق الأهداف الاقتصادية المنشودة.

ما القضايا الاقتصادية الأخرى التي تؤثر في الانتخابات؟

سيتعين على الفائز في الانتخابات أن يعالج عدداً من القضايا الملحة، بما في ذلك أزمة تكاليف المعيشة، والبطالة المتفشية، وارتفاع الأسعار، وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر. ويخطط حزب ماهاما (المؤتمر الوطني الديمقراطي) لزيادة الإنفاق الحكومي في القطاعات الاجتماعية مثل الصحة والتعليم، فضلاً عن تعزيز البنية الأساسية لدعم النمو وخلق فرص العمل، إذا فاز في الانتخابات.

أما حزب باوميا (الحزب الوطني الجديد) فيرغب في تحسين استقرار الاقتصاد من خلال خفض التضخم وجذب الاستثمارات الخاصة. وستواجه أي من الحكومات المقبلة خيارات محدودة في ظل العبء الثقيل للديون، وفقاً لتقرير «أكسفورد إيكونوميكس». وأظهرت تحليلات أن وعود ماهاما خلال الحملة الانتخابية بتحسين الظروف الاقتصادية للأفراد والأسر قد تجد نفسها في اختبار حقيقي نتيجة الحاجة إلى موازنة هذه الوعود مع مطالب صندوق النقد الدولي بالتحلي بضبط الإنفاق المالي.

السلع الأساسية على المحك

سيتعين على الحكومة الجديدة التعامل مع عملية الترخيص لمشاريع النفط والغاز الجديدة؛ حيث انخفض الإنتاج، الذي بدأ في عام 2010، في السنوات الخمس التي سبقت عام 2024. ويخطط ماهاما لمنح السكان المحليين المزيد من الملكية في مشاريع النفط والتعدين المستقبلية إذا فاز.

ويحتاج قطاع الكاكاو أيضاً إلى اهتمام عاجل. وانخفض الإنتاج في ثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم إلى أدنى مستوى له منذ 20 عاماً، بسبب تدني أجور المزارعين، وأمراض النبات، وتهريب الحبوب، والتعدين غير القانوني الذي يدمر المزارع. وسوف تكون سوق الكاكاو العالمية مهتمة بشدة بمعرفة ما إذا كان الرئيس الجديد سينفذ مقترحات صندوق النقد الدولي لإجراء إصلاحات شاملة في القطاع، وما إذا كان نموذج التسويق الجديد الذي حل محل قروض الكاكاو المجمعة التي سادت لأكثر من ثلاثة عقود سوف يستمر.