تشير دراسة جديدة إلى أن قصر باكنغهام هو واحد من العديد من المعالم العالمية المعرضة لخطر الاستسلام لارتفاع مستوى سطح البحر إذا لم تتخذ البلدان إجراءات عاجلة لخفض الانبعاثات وبناء دفاعات أقوى ضد الفيضانات، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
باستخدام توقعات عالية الدقة، يحذر البحث من أن لندن وغلاسكو وبريستول هي من بين المدن في جميع أنحاء العالم التي تواجه تهديدات «غير مسبوقة» من ارتفاع مستوى سطح البحر على مدى عقود إلى قرون نتيجة لأزمة المناخ.
وتشمل المعالم الأخرى المهددة بشكل خاص من ارتفاع مستوى سطح البحر البنتاغون في واشنطن العاصمة وبرج طوكيو في اليابان وبرج لندن.
وجد البحث أنه إذا وصلت درجات الحرارة العالمية إلى 4 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر يمكن أن يهدد مساحات تدعم ما يصل إلى مليار شخص خلال القرون القادمة.
مع ذلك، فإن تحقيق هدف اتفاقية باريس المتمثل في إبقاء الاحترار العالمي أقل من درجتين مئويتين يمكن أن ينقذ مئات الملايين من الأشخاص من المخاطر التي يشكلها ارتفاع منسوب مياه البحار.
تواجه المدن الساحلية الكبيرة في آسيا والجزر الصغيرة مثل جزر الباهاما وجزر المالديف وكيريباتي تهديدات كبيرة بشكل خاص من ارتفاع مستوى سطح البحر على المدى الطويل.
تأتي النتائج قبل أسابيع فقط من قمة المناخ «سي أو بي 26» في غلاسكو، حيث سيحاول قادة العالم شق طريق للوصول إلى المسار الصحيح لتحقيق أهداف اتفاقية باريس.
وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور بن شتراوس، الرئيس التنفيذي وكبير العلماء في «كلايمت سنترال»، إن النتائج توضح كيف ستؤثر الإجراءات المتفق عليها في الاجتماع على الحياة على الأرض لمئات السنين القادمة.
وقال لصحيفة «إندبندنت»: «الرسالة الرئيسية بالنسبة لي هي مدى الاختلاف الكبير بين عوالمنا المستقبلية المحتملة اعتماداً على ما إذا كنا سنخفض التلوث بشكل حاد أو نواصل الاقتراب من العمل كالمعتاد».
وتابع: «أحفادنا سوف يتعاملون مع هذه العواقب لمئات السنين. يتعلق الأمر ببقاء عشرات المدن الساحلية حول العالم».
والدراسة هي الأولى التي تصور كيف يمكن أن يؤثر ارتفاع مستوى سطح البحر على المدى الطويل أو «متعدد القرون» على كل جزء من العالم في السنوات القادمة.
ويفحص البحث ارتفاع مستوى سطح البحر على مدى مجموعة من العقود الآجلة المحتملة، بدءاً من واحد حيث تنجح البلدان في الحد من درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية إلى سيناريوهات حيث يشهد العالم 3 أو 4 درجات مئوية من الاحتباس الحراري.
ويظهر العلم أن مقدار ارتفاع درجة الحرارة الذي من المرجح أن يشهده العالم يتوقف إلى حد كبير على الإجراءات في المستقبل القريب.
ويوضح البحث أن للفشل في تحقيق الأهداف المناخية في العقود القادمة تداعيات لمئات السنين.
ويرجع ذلك إلى أنه من المتوقع أن ترتفع مستويات سطح البحر على مدى عدة قرون نتيجة لارتفاع درجة حرارة المحيطات، مما يتسبب في تمدد المياه، وذوبان الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية.
ويقدر البحث الجديد أنه إذا وصلت درجات الحرارة العالمية إلى 3 درجات مئوية، فقد تغمر المياه قصر باكنغهام حتى الطابق الثاني نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر في مرحلة ما خلال القرون القادمة. إذا تم الحفاظ على درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، فمن المحتمل أن تصل المياه بدلاً من ذلك إلى باب القصر.