«صالون زهرة» يمسح هموم مشاهده بابتسامة لونها «بمبي»

نادين نسيب نجيم في «صالون زهرة»
نادين نسيب نجيم في «صالون زهرة»
TT

«صالون زهرة» يمسح هموم مشاهده بابتسامة لونها «بمبي»

نادين نسيب نجيم في «صالون زهرة»
نادين نسيب نجيم في «صالون زهرة»

من النادر جداً أن تتحمس في القرن الواحد والعشرين لمتابعة دراما صامتة. فالصورة مع الصوت يشكلان عنصرين أساسيين فيها، سيما وأن هناك منافسة حامية تدور حول المهارة في الإخراج.
ولكن في مسلسل «صالون زهرة» ستستمتع من دون شك بمشاهدته مع أو من دون صوت. فصورته السينمائية وأداء ممثليه المحترف، وألوان كادراته الزاهية، تدفعك إلى متابعته في الحالتين. فمخرجه جو بو عيد طبع العمل بفن درامي جديد وحديث ومن دون مبالغة. أعطى لكل مشهد أهميته وعناصره المطلوبة. فتشعر بأنك تتصفح ألبوماً يجمع ما بين فنون التصوير والموسيقى والتمثيل. تبتسم بصورة عفوية وأنت تتابع «صالون زهرة»؛ فالقفشات التي يتضمنها هي بمثابة هدية مجانية ترافق العرض. ترتكز حبكة العمل على أحداث خفيفة وطريفة حيناً، ساخرة وشيقة حيناً آخر. فيمضي مشاهدها فترة استجمام وراحة تنسيه تعبه اليومي. أبطاله هم نادين نسيب نجيم ومعتصم النهار مع الرباعي بصيغة التأنيث، زينة مكي وأنجو ريحان ولين غرة ونهلة داود. ويقابلهم كل من نقولا دانييل وفادي أبي سمرا ومجدي مشموشي وطوني عيسى وجنيد زين الدين، إضافة إلى كارول عبود وحسين مقدم. ومن دون أن ننسى نوال كامل وناظم عيسى ورشا كامل وعلي سكر.
جميعهم عملوا بتناغم منفذين عملاً درامياً، شكّل لدى اللبنانيين متنفساً وجرعة أكسيجين، كانوا يحتاجون إليها في زمنهم القاتم. خرج «صالون زهرة» إلى النور وحياتهم «بقا لونها بمبي» كما تقول أغنية الراحلة سعاد حسني. بطلا المسلسل، زهرة (نادين نسيب نجيم) وأنس (معتصم النهار) ألّفا معاً ثنائياً خفيف الظل، فدخل قلب المشاهد من دون استئذان. ومع باقي الممثلين يكتمل النصاب، فجو بو عيد عرف كيف يضع السكر على المربى ليلد «صالون زهرة». ومن حلقاته الأولى تتذوق طعمه الحلو، بعيداً كل البعد عن المرارة التي نعيشها.
كتبت المسلسل نادين جابر فبرز قلمها الطريف هي التي اعتدنا على نصها الدرامي بالحبكة الشيقة كما في «للموت» و«2020». ورغم تسديد انتقادات لاذعة لها حول الخط العريض للقصة، وبأنها استوحتها من مسلسل قديم «غوار الطوشة»؛ إذ تكمن حبكته في استرجاع مبلغ من المال مخبأ في كرسي، فإن جابر أعادتنا من دون شك إلى زمن الفن الجميل. فهي قدمت مادة تزيل الهم عن قلب المشاهد العربي، وفي الوقت نفسه تروي قصصاً صغيرة عن الحياة، وتقدم حدوتة حب سلسة. تصدر المسلسل منذ عروضه الأولى الـ«تراند» على وسائل التواصل الاجتماعي. وجرى تداول لقطات منه عبرها تحمل مواقف طريفة أو عبارات حفظها المتفرج كـ«ما شاء الله» و«سينيور» و«يقصف عمر عدوك»، وغيرها.
تجاوز «صالون زهرة» كل ذلك بامتياز؛ فمنذ إعلان شركة «الصباح أخوان» عن نيتها في بدء تنفيذه، صبّت على المسلسل السهام التي تتهمه بسرقة اسم الصالون من فيلم لنادين لبكي «كراميل». وكذلك تردد أنه كان اسماً لمسلسل ينوي المخرج عادل سرحان تنفيذه بعنوان «صالون بديعة».
ولكن المشاهد لم يعر كل هذه الاتهامات أهمية؛ إذ كان يكفيه أن يتابع عملاً درامياً خفيف الظل من نوع الـ«لايت كوميدي» ينسيه معاناة زمن «كورونا». وكذلك يتضمن المسلسل العناصر الفنية المتكاملة من ممثلين وصورة تجذب النظر وإخراج ينبض بالشباب.
تدور أحداث المسلسل في حي شعبي بيروتي في إطار رومانسي مختلط بدراما لايت كوميدي. ومن خلال صالون نسائي لتصفيف الشعر تديره زهرة نتعرف إلى قصص معاصرة للنساء وعلاقاتهن مع الرجل والأصدقاء. ويسلط الضوء على الأزمة الاقتصادية في لبنان، وكذلك يتذكر انفجار مرفأ بيروت.
استفاد جو بو عيد من حس الطرافة لدى نادين نجيم. فـ«زهرة عا خصرها مقص»، كما تقول شارة المسلسل، بدت على طبيعتها وكأنها لا تمثل. ونرى ذلك بوضوح وهي تغمر ابنتها ياسمين، وحين تقدم وصلة غناء ورقصة سريعة، وحتى حين تستذكر انفجار بيروت. فمتابعها عبر منشوراتها الإلكترونية لن يجد زهرة تختلف عن شخصية نادين نسيب نجيم الحقيقية. كما أن نضوجاً في أدائها وشكلها الخارجي طغيا على صورتها كفنانة. فهي اليوم أصبحت تعرف تماماً ما تريد وكيف تختار أعمالها.
معتصم النهار الذي لم يسبق أن رأيناه في شخصية لطيفة وظريفة معاً، بدا وكأن الأدوار الكوميدية تليق به، وتبرز مواهب مدفونة عنده، بعيداً عن صورة الممثل الوسيم التي اشتهر بها. فتصرفاته العفوية الممزوجة بدموعه الحزينة، وملابسه النافرة للعين ذات الألوان الفاقعة، ولا سيما فيما يخص تلك المتعلقة بجواربه، نكّهت دوره. وكذلك مواقفه الرومنسية المخلوطة بحس النصب والاحتيال، زودته بدمغة فنية أعادت خلط الأوراق لدى مشاهده.
أما كارول عبود وطوني عيسى ونقولا دانييل وفادي أبي سمرا وحسين مقدم ومجدي مشموشي، فلونوا العمل كضيوف شرف محترفين. أداؤهم التلقائي غلب على المسلسل، بحيث زودوه بجرعة حضور دسمة، لا بد أن تترك بأثرها على متابعها.
ويمكن القول، إن الممثلة أنجو ريحان نجحت في إضحاك المشاهد وإبكائه في آن. فاستطاعت أن تقدم وبحرفية يشهد لها دور الأم المعنفة والخاضعة، وكذلك دور المرأة الثائرة على هذا الواقع. فـ«صالون زهرة» شكل قفزة نوعية في مشوارها الفني، ولو من خلال مساحة تمثيل ضيقة إلى حد ما.
«هابي إند» كان عنوان الحلقة الـ15 والأخيرة من المسلسل الذي ستعرضه قناة «إم بي سي» ابتداءً من 10 الحالي. فبعد النجاح الذي حققه العمل عبر منصة «شاهد» التابعة لها، ها هي تأخذ على عاتقها توسيع انتشاره فتتيح مشاهدته من قبل شريحة أكبر من المشاهدين المتعلقين بالشاشة الفضية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.