«الفنان المؤلف»... تقليد قديم ونجاحات متباينة في مصر

الفنانة المصرية  ياسمين صبري (حسابها على فيسبوك)
الفنانة المصرية ياسمين صبري (حسابها على فيسبوك)
TT

«الفنان المؤلف»... تقليد قديم ونجاحات متباينة في مصر

الفنانة المصرية  ياسمين صبري (حسابها على فيسبوك)
الفنانة المصرية ياسمين صبري (حسابها على فيسبوك)

رغم تحقيق تجارب الفنانين المصريين في التأليف والكتابة نجاحات متباينة ومتفاوتة على مدار العقود الماضية، فإنها تجد إقبالاً غير محدود حتى الآن لا سيما بعد ارتباط هذه الظاهرة بعدد من الظروف الإنتاجية من دون النظر إلى موهبة بعض الفنانين في الكتابة والتأليف الذي يحتاج إلى تراكم خبرات حياتية كبيرة.
وكان الفنان الكبير الراحل فريد شوقي من أبرز الفنانين المؤلفين والمنتجين، وقدم عشرات الأعمال الناجحة على المستوى الجماهيري والنقدي، على غرار أفلام «الأسطى حسن»، «رصيف نمرة 5»، «الفتوة»، بجانب مسلسلات منها «عم حمزة»، «صابر يا عم صابر»، «البخيل وأنا»، وكذلك الفنان محمد صبحي الذي كتب عدة أعمال لنفسه بجانب التمثيل ومنها «يوميات ونيس»، «فارس بلا جواد»، «عايش في الغيبوبة». وخلال السنوات الأخيرة تألق الفنان عمرو محمود ياسين الذي بدأ حياته الفنية ممثلاً في كتابة عدد من الأعمال الدرامية اللافتة، قبل أن يكرس كامل مجهوده الفني في التأليف، بعدما لفت الأنظار إليه بشدة كمؤلف موهوب بحسب نقاد وقدم مسلسلات «نصيبي وقسمتك»، و«نحب تاني ليه»، «اللي مالوش كبير».
وقد أعادت الفنانة المصرية الشابة ياسمين صبري الانتباه إلى ظاهرة «الفنان المؤلف» أول من أمس، عقب إعلانها عن مشاركتها في كتابة مسلسلها الجديد، الذي تدور أحداثه حول قصة درامية من واقع الحياة اليومية المعاصرة، مشيرة إلى أنها اكتشفت في نفسها موهبة الكتابة التي كانت تجهلها وفق تصريحاتها لـمجلة «harper’s bazaar»، لكن تصريحات صبري قوبلت بانتقادات حادة من قبل متابعين ونقاد.
ويرى المؤلف والسيناريست المصري ناجي عبد الله، أنه يجب توافر بعض الشروط في الكاتب أهمها، الموهبة والمخزون والتجارب الحياتية الواقعية، مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد بعض التجارب الناجحة لأكثر من فنان في التأليف أشهرها تجربة العملاق الراحل فريد شوقي الذي أثرى مكتبة السينما والتلفزيون بأعمال درامية خالدة».
ومن بين الفنانين الذين اتجهوا للكتابة في بداية النصف الثاني من القرن الماضي الفنان القدير عبد الوارث عسر، ويوسف وهبي، وأنور وجدي، كما اتجه عدد من الفنانين الشباب خلال السنوات الأخيرة إلى الكتابة على غرار أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو، وأحمد مكي وإسلام حافظ، ومحمد مهران، ويوسف الشريف، وتامر حسني وغيرهم.
وفي محاولة لتخفيف حدة الهجوم عليها، نشرت ياسمين صبري منشوراً جديداً لها عبر خاصية «الستوري» على صفحتها بموقع «إنستغرام» أمس، قائلة: «إن تقديم الفكرة هي التي تخصها فقط، لكن يوجد كاتب للسيناريو».
وبحسب الكاتب والناقد أيمن نور الدين، فإن موهبة الكتابة لها علامات تظهر مبكراً بل وتولد مع الإنسان وتظل تطارده بشتى الطرق، وهو ما لا ينطبق على ياسمين صبري، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «صبري تعد من بين الممثلات المثيرات للجدل في مصر سواء بتصريحاتها أو بمنشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعي». مؤكداً أن «التأليف الدرامي يحتاج إلى موهبة وخبرة عكس الفكرة التي تحتاج إلى من يبلورها قبل إسنادها إلى المؤلفين المحترفين»، لافتاً إلى أن «نجاح بعض الفنانين في ذلك ليس معناه تعميم التجربة»، معتبراً حالة الجدل التي أحدثتها تصريحات الفنانة «دعاية مجانية لمسلسلها الجديد» على حد تعبيره.
وأشار نور الدين إلى أن تصدر بعض الفنانات للبطولة المطلقة أخيراً في مصر أمر يحكمه الرعاة والمنتجون الذين باتوا يمتلكون سلطة في اختيار بطلات الأعمال خصوصاً في موسم دراما رمضان، فشركات الإنتاج تعلم جيداً أن هناك أسماء بعينها قادرة على تغطية تكاليف إنتاج العمل الفني.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.