رغم تحقيق تجارب الفنانين المصريين في التأليف والكتابة نجاحات متباينة ومتفاوتة على مدار العقود الماضية، فإنها تجد إقبالاً غير محدود حتى الآن لا سيما بعد ارتباط هذه الظاهرة بعدد من الظروف الإنتاجية من دون النظر إلى موهبة بعض الفنانين في الكتابة والتأليف الذي يحتاج إلى تراكم خبرات حياتية كبيرة.
وكان الفنان الكبير الراحل فريد شوقي من أبرز الفنانين المؤلفين والمنتجين، وقدم عشرات الأعمال الناجحة على المستوى الجماهيري والنقدي، على غرار أفلام «الأسطى حسن»، «رصيف نمرة 5»، «الفتوة»، بجانب مسلسلات منها «عم حمزة»، «صابر يا عم صابر»، «البخيل وأنا»، وكذلك الفنان محمد صبحي الذي كتب عدة أعمال لنفسه بجانب التمثيل ومنها «يوميات ونيس»، «فارس بلا جواد»، «عايش في الغيبوبة». وخلال السنوات الأخيرة تألق الفنان عمرو محمود ياسين الذي بدأ حياته الفنية ممثلاً في كتابة عدد من الأعمال الدرامية اللافتة، قبل أن يكرس كامل مجهوده الفني في التأليف، بعدما لفت الأنظار إليه بشدة كمؤلف موهوب بحسب نقاد وقدم مسلسلات «نصيبي وقسمتك»، و«نحب تاني ليه»، «اللي مالوش كبير».
وقد أعادت الفنانة المصرية الشابة ياسمين صبري الانتباه إلى ظاهرة «الفنان المؤلف» أول من أمس، عقب إعلانها عن مشاركتها في كتابة مسلسلها الجديد، الذي تدور أحداثه حول قصة درامية من واقع الحياة اليومية المعاصرة، مشيرة إلى أنها اكتشفت في نفسها موهبة الكتابة التي كانت تجهلها وفق تصريحاتها لـمجلة «harper’s bazaar»، لكن تصريحات صبري قوبلت بانتقادات حادة من قبل متابعين ونقاد.
ويرى المؤلف والسيناريست المصري ناجي عبد الله، أنه يجب توافر بعض الشروط في الكاتب أهمها، الموهبة والمخزون والتجارب الحياتية الواقعية، مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد بعض التجارب الناجحة لأكثر من فنان في التأليف أشهرها تجربة العملاق الراحل فريد شوقي الذي أثرى مكتبة السينما والتلفزيون بأعمال درامية خالدة».
ومن بين الفنانين الذين اتجهوا للكتابة في بداية النصف الثاني من القرن الماضي الفنان القدير عبد الوارث عسر، ويوسف وهبي، وأنور وجدي، كما اتجه عدد من الفنانين الشباب خلال السنوات الأخيرة إلى الكتابة على غرار أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو، وأحمد مكي وإسلام حافظ، ومحمد مهران، ويوسف الشريف، وتامر حسني وغيرهم.
وفي محاولة لتخفيف حدة الهجوم عليها، نشرت ياسمين صبري منشوراً جديداً لها عبر خاصية «الستوري» على صفحتها بموقع «إنستغرام» أمس، قائلة: «إن تقديم الفكرة هي التي تخصها فقط، لكن يوجد كاتب للسيناريو».
وبحسب الكاتب والناقد أيمن نور الدين، فإن موهبة الكتابة لها علامات تظهر مبكراً بل وتولد مع الإنسان وتظل تطارده بشتى الطرق، وهو ما لا ينطبق على ياسمين صبري، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «صبري تعد من بين الممثلات المثيرات للجدل في مصر سواء بتصريحاتها أو بمنشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعي». مؤكداً أن «التأليف الدرامي يحتاج إلى موهبة وخبرة عكس الفكرة التي تحتاج إلى من يبلورها قبل إسنادها إلى المؤلفين المحترفين»، لافتاً إلى أن «نجاح بعض الفنانين في ذلك ليس معناه تعميم التجربة»، معتبراً حالة الجدل التي أحدثتها تصريحات الفنانة «دعاية مجانية لمسلسلها الجديد» على حد تعبيره.
وأشار نور الدين إلى أن تصدر بعض الفنانات للبطولة المطلقة أخيراً في مصر أمر يحكمه الرعاة والمنتجون الذين باتوا يمتلكون سلطة في اختيار بطلات الأعمال خصوصاً في موسم دراما رمضان، فشركات الإنتاج تعلم جيداً أن هناك أسماء بعينها قادرة على تغطية تكاليف إنتاج العمل الفني.
«الفنان المؤلف»... تقليد قديم ونجاحات متباينة في مصر
«الفنان المؤلف»... تقليد قديم ونجاحات متباينة في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة