بعد أيام من تهديد الحوثيين لوسائل الإعلام، هاجم عشرات المسلحين، أمس، مكاتب ومقرات قنوات فضائية محلية وعربية، إضافة إلى صحف يومية، واعتقلوا صحافيين وموظفين، في وقت توقف فيه البث الفضائي للباقة اليمنية التي كانت تسيطر عليها جماعة الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وتضم 4 قنوات فضائية تبث من صنعاء.
وداهم العشرات من مسلحي جماعة «أنصار الله»، أمس، مقرات وسائل الإعلام المحلية والخارجية في العاصمة صنعاء، حيث اقتحموا مقرات قناتي «سهيل» و«يمن شباب»، ومؤسسة «المصدر» الصحافية، ومكتب قناة الجزيرة القطرية، وبحسب عاملين في هذه الوسائل فقد نهب الحوثيون جميع أدوات وأجهزة المقرات، واختطفوا صحافيين وموظفين كانوا بداخلها، كما حجبت أجهزة المخابرات التي تتحكم في مراقبة المواقع الإخبارية أكثر من 5 مواقع إلكترونية. من أبرزها موقع حزب «الصحوة نت» التابع لحزب الإصلاح، الذي يعد أول موقع إخباري في اليمن، وشكا صحافيون في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، من تعرض هواتفهم الجوالة إلى المراقبة والتنصت من قبل بعض شركات الاتصالات التي تخضع لأجهزة المخابرات.
وقد توقف أمس البث الفضائي للباقة اليمنية التي تملكها وزارة الإعلام، بعد أكثر من 7 أشهر على سيطرة الحوثيين عليها، وتضم 4 قنوات فضائية، هي «اليمن»، و«سبأ»، و«الإيمان»، و«عدن»، وتتبع هذه القنوات المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، التي يديرها حوثيون وأنصار صالح، وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي، أصدر توجيهات بفتح تلفزيون تحت اسم «تلفزيون عدن» وبدأ بثه في 21 فبراير (شباط) الماضي من عدن، ورجحت مصادر صحافية أن يكون الرئيس هادي طلب من الشركة المصرية للأقمار الصناعية «نايل سات» إيقاف الباقة، بعد أن استغلها الحوثيين في التحريض ضده، وغيروا من سياستها الإعلامية لصالح توجهاتهم وسياستهم الأحادية.
وكانت وكالة الأنباء «سبأ» الخاضعة للحوثيين بثت بيان صحافي باسم وزارة الإعلام، جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة باتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة والصارمة ضدها، التي قد تصل إلى حد الإغلاق لأي وسيلة إعلامية تعمل على إثارة الفتن والقلاقل، وأشار البيان إلى أن هذه الإجراءات القانونية سيتم اتخاذها بسبب حساسية المرحلة التي تمر بها البلاد ودرءا للفتنة». واتهم البيان وسائل إعلامية لم يسمها بإثارة النعرات الطائفية والمناطقية، والتحريض بهدف تمزيق النسيج الاجتماعي ووحدته الوطنية، ونشر أخبار كاذبة وقلب الحقائق وبث إشاعات مغرضة.
وعد مدير إدارة الأخبار في «الصحوة نت» مأرب الورد، إجراءات الحوثيين «ترجمة فعلية لتهديداتهم، التي تأتي في سياق حملة العداء والقمع الممنهجة التي تستهدف وسائل الإعلام والصحافيين منذ اجتياح الحوثيين لصنعاء»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما تتعرض له وسائل الإعلام هي حرب لا تقل ضراوة عن ما يقومون به في الميدان، فهناك حملة تحريض واستهداف منظم، لم تشهده حرية الصحافة في اليمن من قبل»، ولفت إلى أن ما تعرضوا له من استهداف يأتي في سياق الهجمة التي يتعرض لها حزب الإصلاح، وقياداته، بسبب رفضهم ومناهضتهم لانقلابهم المسلح، ويعتقد الورد أن «ما يقوم به الحوثيون تجاه وسائل الإعلام هي إجراءات غير قانونية تعكس الصورة الحقيقة لضيق هذه الجماعة من حرية الصحافة ومن الرأي الآخر، ورفضها للتنوع والمعارضة»، مؤكدا أن قمع حرية الصحافة لن يجدي نفعا ولن يحجب الحقيقة عن وصولها للرأي العام، ولن يحصنهم من السقوط.
توقف البث لـ 4 قنوات يديرها الحوثيون
مداهمات ونهب لمقرات إعلامية
توقف البث لـ 4 قنوات يديرها الحوثيون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة