قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنه يعتقد أن المفاوضات النووية بين إيران والقوى العالمية ستستأنف «قريباً»، وطلبت فرنسا من الصين العمل على حضّ إيران على العودة سريعاً إلى طاولة الحوار في فيينا، بينما قالت طهران إنها تجري تقييماً للجولات السابقة من المفاوضات.
وأعرب بوريل عن اعتقاده بأن المفاوضات التي تهدف إلى إعادة طهران وواشنطن إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي لعام 2015، ستستأنف «خلال فترة زمنية مقبولة» حسب «رويترز».
وأدلى بوريل بتصريحاته وكان يشير فيها إلى المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا التي بدأت في أبريل (نيسان) الماضي وتأجلت غداة إعلان فوز المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية في يونيو (حزيران) الماضي.
وسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بلاده من الاتفاق قبل 3 سنوات وأعاد فرض عقوبات على إيران، وأعادت طهران بناء مخزون اليورانيوم المخصب، وتقوم بالتخصيب إلى مستويات نقاء أعلى مع تركيب أجهزة طرد مركزي متطورة لتسريع الإنتاج.
ويسعى الرئيس الأميركي جو بايدن لإحياء الاتفاق، لكن الطرفين يختلفان حول الخطوات التي يتعين اتخاذها وتوقيتاتها، وتتمثل أهم القضايا في القيود النووية التي تقبل بها طهران والعقوبات التي ستلغيها واشنطن.
في باريس، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، آن كلير لوجاندر: «نعوّل على الصين لاستخدام الحجج الأكثر إقناعاً في حوارها الخاص مع طهران». ورأت في مؤتمر صحافي عبر تقنية الفيديو أن العودة «من دون تأخير» إلى طاولة التفاوض، هي «الطريق الوحيدة المتلائمة مع مصالحنا المشتركة»، وذلك رداً على سؤال عما إذا كانت بكين تؤدي دوراً «بناء بما فيه الكفاية» مع طهران التي تربطها بها علاقة وثيقة.
وأوضحت أن «فرنسا وشركاءها الأوروبيين، والشركاء الآخرين في (خطة العمل الشاملة المشتركة)؛ (الاسم الرسمي للاتفاق النووي)، والولايات المتحدة، متحدون في دعوة إيران إلى العودة من دون تأخير إلى مباحثات فيينا من أجل إتمام المفاوضات سريعاً».
وفي تأكيد على موقف إيران الرسمي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، لصحيفة «لوموند» إن «إيران خلصت إلى نتيجة مفادها بأننا سنعود بالتأكيد للمحادثات النووية» في فيينا. وأضاف أن بلاده «لن تهدر ساعة واحدة من الوقت قبل العودة لمحادثات فيينا بمجرد اكتمال عملية إعادة التقييم للجولة السادسة من المحادثات النووية» حسب «رويترز».
من جانبها؛ نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث قوله إن عودة بلاده إلى المباحثات النووية، ستتطلب وقتاً أقل مما تطلبه جلوس واشنطن إلى الطاولة بعد تسلّم بايدن مهامه رسمياً مطلع العام الحالي. وقال: «أشك في أننا سنحتاج للانتظار بقدر ما احتاجته إدارة بايدن، من أجل أن تلتزم حكومتنا مجدداً بمفاوضات فيينا». وأضاف: «حين تسلم الرئيس بايدن السلطة، كم يوماً انتظرنا قبل أن ينخرط الأميركيون مجدداً في المباحثات؟». ولفت إلى أنه لم يمضِ على تولي الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي مهامه سوى نحو 50 يوماً.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني؛ حسين أمير عبد اللهيان، الأسبوع الماضي، أن المباحثات ستستأنف «قريباً جداً»، مشيراً إلى أن الموعد سيكون رهن إنجاز الحكومة الجديدة مراجعة ملف المباحثات التي جرت في الأشهر الماضية. إلا إن واشنطن أبدت شكوكاً في قرب عودة طهران إلى المفاوضات، مشيرة؛ على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، نيد برايس، إلى أنها لم تتلق «أي مؤشر واضح» على موعد لحدوث ذلك.
«الأوروبي» يتوقع استئناف المفاوضات مع طهران قريباً
«الأوروبي» يتوقع استئناف المفاوضات مع طهران قريباً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة