مباحثات مصرية - روسية تناقش التعاون المشترك والتطورات

عبد العاطي التقى بوغدانوف في موسكو

مساعد وزير الخارجية المصري ونائب وزير الخارجية الروسي ومسؤولون من البلدين في موسكو أول من أمس (الخارجية المصرية)
مساعد وزير الخارجية المصري ونائب وزير الخارجية الروسي ومسؤولون من البلدين في موسكو أول من أمس (الخارجية المصرية)
TT

مباحثات مصرية - روسية تناقش التعاون المشترك والتطورات

مساعد وزير الخارجية المصري ونائب وزير الخارجية الروسي ومسؤولون من البلدين في موسكو أول من أمس (الخارجية المصرية)
مساعد وزير الخارجية المصري ونائب وزير الخارجية الروسي ومسؤولون من البلدين في موسكو أول من أمس (الخارجية المصرية)

ناقش مسؤولون مصريون وروس عدداً من الملفات الثنائية والإقليمية، مع تركيز خاص على المشروعات المشتركة، وكذلك التطورات في إقليم الشرق الأوسط والمنطقة الأوروبية.
والتقى السفير بدر عبد العاطي، مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأوروبية، في موسكو أول من أمس، السفير ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحضور السفير إيهاب نصر، سفير مصر لدى روسيا.
وأعرب عبد العاطي عن ترحيب القاهرة بـ«الطفرة الكبيرة التي شهدتها علاقات البلدين مؤخراً»، مؤكداً «التطلع لتعزيز التعاون في شتى المجالات خلال المرحلة المقبلة».
وأشار بيان عن الخارجية المصرية، إلى أن اللقاء تناول آخر التطورات الخاصة بعدد من المشروعات الكبرى بين البلدين «على رأسها مشروع الضبعة، ومشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية في قناة السويس»، وكذلك «بحث سبل زيادة تدفقات السياحة الروسية الوافدة إلى مصر خلال الفترة القادمة، وذلك على ضوء القرار الروسي الصادر مؤخراً باستئناف رحلات الطيران المباشرة من مختلف المدن الروسية إلى مدينتي شرم الشيخ والغردقة والتي ستشهد تكثيفاً في الأسابيع المقبلة».
ونقل بيان الخارجية المصرية عن نائب وزير الخارجية الروسي إعرابه عن «تقدير بلاده لدور مصر كركيزة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، منوهاً إلى حرص بلاده على استمرار التشاور مع مصر حول جميع الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، كما أبدى تطلع بلاده نحو تعزيز التعاون بين البلدين في الكثير من المجالات في المرحلة المقبلة».
كما تطرق اللقاء إلى عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، من بينها ملف عملية السلام، وكذا تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا والسودان.
وتضمنت أجندة عمل المسؤولين المصريين والروس كذلك عقد «جولة جديدة من المشاورات بين مصر وروسيا حول الموضوعات الأوروبية»، إذ التقى عبد العاطي، مع السفير ألكسندر غروشكو، نائب وزير الخارجية الروسي للشؤون الأوروبية.
وقال عبد العاطي إن مصر تقدّر «التطورات الملموسة على صعيد العلاقات الثنائية مع روسيا، والتنسيق المستمر فيما بينهما اتصالاً بالموضوعات السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية».
وتناولت المشاورات تبادل وجهات النظر والتقييمات حول تطورات الأوضاع في المنطقة الأوروبية وشرق المتوسط، كما استعرض الجانبان تطور العلاقات الثنائية مع كل من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».