تطوير قلب القاهرة التاريخية... إحياء لتراث عمره ألف عام

مآذن ومنازل من أعلى باب زويلة في القاهرة (رويترز)
مآذن ومنازل من أعلى باب زويلة في القاهرة (رويترز)
TT
20

تطوير قلب القاهرة التاريخية... إحياء لتراث عمره ألف عام

مآذن ومنازل من أعلى باب زويلة في القاهرة (رويترز)
مآذن ومنازل من أعلى باب زويلة في القاهرة (رويترز)

تعمل مصر على تنفيذ مشروع جديد لترميم وتطوير القاهرة التاريخية التي تغطي مساحة كبيرة وأصبحت موقعاً أثرياً عالمياً يرجع تاريخه إلى ألف عام حيث كان مسرحاً دارت فيه أحداث بعض حكايات ألف ليلة وليلة وذلك بعد أن ظهرت عليه أعراض التداعي السريع، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.

وتهدف الخطة لإحياء القاهرة والترويج لها كمزار سياحي في الوقت الذي تتأهب فيه الحكومة للانتقال إلى عاصمة جديدة تقيمها في الصحراء.
وتعطي الخطة دفعة جديدة لجهود يبذلها معماريون ومرممون متخصصون لإنقاذ المباني القديمة التي يخشون أن تختفي بسبب البيروقراطية والفساد والقيود القانونية.
قال المهندس محمد الخطيب استشاري مشروع تطوير القاهرة التاريخية إن مباني سكنية منخفضة الارتفاع ستقام في الأراضي الفضاء في المنطقة التاريخية التي سيتم نقل السكان والورش منها، ريثما يعاد بناء وترميم المباني المتداعية. وأضاف أن الميزانية لم تعد تمثل مشكلة، لكنه لم يذكر تقديراً للتكلفة، وقال إن الحكومة أبلغته أنه ستتم الموافقة على أي ميزانية للقاهرة التاريخية.
وسيبدأ العمال قريباً العمل لتحسين واجهات المباني القديمة، حتى المباني التي ليست مسجلة باعتبارها تاريخية، وذلك لمطابقتها بما كانت عليه في القرون السابقة.
وقال الخطيب إن الخطة تقضي أيضاً بتحويل بعض الوكالات، أو ما كان يطلق عليه الخان، حيث كان يقيم المسافرون وقوافل التجار، إلى فنادق صغيرة، وهي فكرة حققت نجاحاً في مواقع أخرى في الشرق الأوسط. وأضاف: «بدأنا فعلاً في العمل على قطع الأراضي. انتهت المفاوضات مع السكان». وأوضح أن الحكومة تعتزم ترميم نحو عشرة في المائة من المنطقة في مرحلة أولى تستمر عامين وأنها تدرس مقترحات لإنشاء كيان واحد للقاهرة التاريخية التي تبلغ مساحتها تقريباً 30 كيلومتراً مربعاً.
وسيتركز جانب كبير من العمل في البداية على تطوير الأحياء حول ثلاث بوابات عريقة بناها الفاطميون الذين حكموا مصر قرنين من الزمان بعد فتح القاهرة في سنة 969 ميلادية.
وكان باب زويلة أحد هذه البوابات وشارع سكة الحبانية إلى الجنوب منه مسرحاً دارت فيه أحداث بعض حكايات ألف ليلة وليلة.
وتعج القاهرة التاريخية بالورش والأسواق والبيوت القديمة والحرف التي استقرت في بعض شوارعها منذ مئات السنين.

وقال جيف آلن من الصندوق العالمي للآثار الذي يعمل على ترميم مجمع ديني للمتصوفين يرجع تاريخه إلى القرن السادس عشر ويقع جنوب باب زويلة: «مدن قليلة في العالم بها كل هذه الطبقات من التاريخ وتمتد لفترات بعيدة كهذه».
ويشعر بعض المرممين والمعماريين بالقلق أيضاً من تعقيد عملية الترميم وتكلفتها واحتمال أن تتحول المباني التاريخية إلى ما يشبه المباني التي تقيمها ديزني تقليداً لآثار عريقة.
ويقول الخطيب إنه سيتم الحفاظ على طابع المنطقة، وقال علاء الحبشي المعماري والمرمم المتخصص في العمارة الإسلامية الذي طُلب منه المساهمة في وضع خطة التطوير إن الحكومة تأخذ في اعتبارها الآن السكان والحرف والنسيج التاريخي والبنية التحتية دون التركيز على الآثار وحدها، وأضاف أن التغيير كبير وأنه كان مطلوباً منذ مدة طويلة غير أن التنفيذ هو المفتاح. فقد قال إنه يخشى حدوث تأخير كما يخشى من تعديل المبادئ التي صيغ المشروع بأسره على أساسها أثناء التنفيذ.
وفي نهاية المشروع سيتحول قطاع كبير من القاهرة التاريخية إلى مناطق للمشاة فقط.
وقال الخطيب إن المرحلة الثانية ستمثل بداية التعامل مع المباني التاريخية وليس المقيدة في قوائم المباني التاريخية الرسمية فقط، وأضاف أنه سيتم توثيق جميع المباني وترميمها وإعادة استخدامها.


مقالات ذات صلة

حفلات المواقع الأثرية تفجّر انتقادات في مصر

يوميات الشرق مطالبات بتشديد قواعد تنظيم الحفلات في المواقع الأثرية في مصر (حساب جمال على «فيسبوك»)

حفلات المواقع الأثرية تفجّر انتقادات في مصر

فجرت واقعة سقوط حامل إضاءة على جمهور أمسية فنية في ساحة قصر البارون الأثري، مساء السبت، في القاهرة جدلاً وانتقادات واسعة في الأوساط الأثرية والسياحية بمصر.

عصام فضل (القاهرة )
يوميات الشرق منطقة الإمام الشافعي بعد هدم مقابر بها (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: خبراء يتهمون «الآثار» بـ«المماطلة» في تسجيل المقابر التاريخية

أثارت عملية الهدم الجديدة لمدافن بجبانة القاهرة التاريخية، انتقادات واتهامات للمجلس الأعلى للآثار ووزارة السياحة والآثار، بـ«المماطلة»

عصام فضل (القاهرة)
يوميات الشرق معبد فيلة بأسوان (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تحتفل بمرور 69 عاماً على إنقاذ معابد النوبة

قبل 69 عاماً، تم إنشاء مركز تسجيل الآثار المصرية، في 25 أبريل (نيسان)، ضمن حملة دولية لإنقاذ معابد النوبة التي كانت تواجه خطراً بعد إنشاء السد العالي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق الكشف الأثري بسقارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

اكتشاف مقبرة «الكاهن المرتل» وتمثال للملك زوسر وبناته العشر في مصر

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية الجمعة الكشف عن مقبرة الأمير «وسر إف رع» ابن الملك «أوسر كاف» أول ملوك الأسرة الخامسة من الدولة القديمة

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق مسلة الأقصر في ساحة الكونكورد بوسط باريس (أرشيفية - أ.ب)

فكّ رموز رسائل سرية على مسلة الأقصر في باريس

كشف عالم مصريات فرنسي ما وصفه بالرسائل السرية في النقوش الهيروغليفية على مسلة الأقصر في باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«جوازك إلى العالم» في جدة... جولة فريدة بين ثقافات متعددة

عكست الفعالية في نسختها الأولى بمدينة الخبر عمق التواصل الإنساني بين الشعوب (واس)
عكست الفعالية في نسختها الأولى بمدينة الخبر عمق التواصل الإنساني بين الشعوب (واس)
TT
20

«جوازك إلى العالم» في جدة... جولة فريدة بين ثقافات متعددة

عكست الفعالية في نسختها الأولى بمدينة الخبر عمق التواصل الإنساني بين الشعوب (واس)
عكست الفعالية في نسختها الأولى بمدينة الخبر عمق التواصل الإنساني بين الشعوب (واس)

تنطلق بمحافظة جدة (غرب السعودية)، الأربعاء المقبل، فعالية «جوازك إلى العالم» التي تأخذ الزوار في جولة فريدة بين شعوب وثقافات متعددة من خلال عروض تفاعلية وفعاليات فنية ورقصات تقليدية ونكهات أصيلة وتجارب لا تنسى، في أجواء احتفالية تنبض بالحياة.

ويأتي إطلاق الفعالية بعد نجاح لافت حققته النسخة السابقة التي تختتم هذا الأسبوع في مدينة الخبر (شرق السعودية)، وشهدت حضوراً واسعاً وتفاعلاً كبيراً من العائلات والزوار الذين استمتعوا بتجارب متنوعة، عكست عمق التواصل الإنساني بين الشعوب، وقدرة الفعاليات الترفيهية على خلق لحظات تجمع الزوار في أجواء ممتعة.

وتُقدم النسخة الجديدة من «جوازك إلى العالم» في جدة برنامجاً حافلاً يمتد طوال شهر مايو (أيار) المقبل، ويشمل أربع محطات رئيسية تبدأ مع الاحتفاء بالثقافة الفلبينية من 30 أبريل (نيسان) حتى 3 مايو تليها أجواء بنغلاديشية أصيلة بين 7 و10 مايو، ثم ينتقل الزوار إلى ألوان وتراث الهند من 14 حتى 17 مايو، قبل أن تختتم الفعالية بأيام سودانية من 21 حتى 24 مايو.

وتُوفِّر للزوار فرصة استكشاف حضارات متعددة في مكان واحد، عبر عروض فنية مباشرة، وتجارب تذوق مأكولات تقليدية شهيرة، وأنشطة تفاعلية تسلط الضوء على الفلكلور والعادات الاجتماعية للدول المشاركة، مما يجعل من الحدث محطة أساسية لكل من يبحث عن رحلة متكاملة في قلب السعودية.

«جوازك للعالم» تقدّم تجربة متكاملة تُعرِّف الزوار بثقافات متنوعة (هيئة الترفيه)
«جوازك للعالم» تقدّم تجربة متكاملة تُعرِّف الزوار بثقافات متنوعة (هيئة الترفيه)

وتتيح الفعالية التي تنظمها هيئة الترفيه السعودية للجاليات المقيمة في المملكة، للمغتربين إعادة الاتصال بجذورهم، وتعريف الزوار بثقافات متنوعة من خلال العروض الفنية، وتجارب الطهي، والحرف التقليدية، وورش العمل التفاعلية.

ويخوض زوار «جوازك إلى العالم» تجربة متكاملة تنعكس من خلال تصميم بصري موحد وهوية فنية مستوحاة من الزخارف الشعبية، والأنماط النسيجية، والعناصر الطبيعية، والمعمارية الخاصة بكل دولة.

وخُصِّصت لكل جالية مناطق لعرض مكونات الثقافة، منها الأزياء والإكسسوارات التقليدية، والعروض الراقصة، والأطعمة المتنوعة، والحِرف اليدوية، إضافة إلى الأسواق المفتوحة، والمسارح، والمجسمات التفاعلية.

وتأتي الفعالية ضمن أهداف متعددة، من أبرزها تعزيز التنوع الثقافي، وإبراز جمال تقاليد الدول المشاركة، وبناء جسور تواصل بين المقيمين والزوار، وخلق تجربة شاملة ممتعة وتعليمية لجميع أفراد العائلة، وتسليط الضوء على الإرث الثقافي من خلال الفنون والمأكولات.

ومن المتوقع أن تحظى بحضور جماهيري واسع، لما تحمله من طابع احتفالي وتجارب نابضة بالحياة تعبّر عن تقاليد عريقة، تتماشى مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030» في تعزيز الترفيه وجودة الحياة لسكان البلاد.