ماكرون: على الأوروبيين التخلي عن السذاجة حيال واشنطن

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في باريس (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في باريس (إ.ب.أ)
TT

ماكرون: على الأوروبيين التخلي عن السذاجة حيال واشنطن

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في باريس (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في باريس (إ.ب.أ)

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، إنه «على الأوروبيين التخلي عن السذاجة» و«استخلاص العبر» من الخيارات الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة التي تتركز على خصومتها مع الصين.
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني، تعليقاً على فسخ أستراليا عقداً لشراء غواصات فرنسية لصالح الولايات المتحدة: «حين نكون تحت تأثير ضغوط قوى كبرى تشتد أحياناً، فإن إبداء ردّ فعل أو الإثبات بأن لدينا نحن أيضاً القوة والقدرة على الدفاع عن أنفسنا لا يعني الانقياد إلى التصعيد، بل هو ببساطة فرض احترامنا».
ويؤكد ماكرون باستمرار أن أوروبا تحتاج إلى تطوير قدراتها الدفاعية الخاصة بها، والتقليل من الاعتماد على الولايات المتحدة.
وتابع «الولايات المتحدة الأميركية صديق تاريخي كبير وحليف قيم، لكن لا بد لنا من الإقرار بأنه منذ أكثر عشر سنوات، تركز الولايات المتحدة جهودها بالمقام الأول على نفسها، ولها مصالح استراتيجية تعيد توجيهها إلى الصين والمحيط الهادئ».
وشدد على أن «هذا من حقهم، إنها سيادتهم الخاصة. لكننا سنكون هنا ساذجين أو سنرتكب خطأ فادحا إذا رفضنا استخلاص كل العبر لأنفسنا»، متحدثا بمناسبة توقيع عقد مع اليونان لبيعها ثلاث فرقاطات.
وقال «بالروح البراغماتية ذاتها والوضوح ذاته، علينا كأوروبيين تحمل قسطنا من المسؤولية في تأمين حمايتنا الخاصة. هذا ليس بديلا عن التحالف مع الولايات المتحدة، ليس استعاضة عنه، بل هو تحمل مسؤولية هذه الركيزة الأوروبية في إطار الحلف الأطلسي».
وخلص إلى القول «مطلوب منا أن نتحمل مسؤولية أكبر في حماية أنفسنا، أعتقد أن هذا مشروع، ويعود الأمر لنا في تنفيذه».
وتشهد العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة حاليا أزمة دبلوماسية بعد الإعلان في 15 سبتمبر (أيلول) عن شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ما أدى إلى فسخ عقد ضخم لبيع كانبيرا غواصات فرنسية.



رئيسة «الجنائية الدولية» تنتقد أميركا وروسيا بسبب التهديدات الموجّهة للمحكمة

خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
TT

رئيسة «الجنائية الدولية» تنتقد أميركا وروسيا بسبب التهديدات الموجّهة للمحكمة

خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)

انتقدت رئيسة المحكمة الجنائية الدولية، الولايات المتحدة وروسيا، بسبب تدخلهما في تحقيقات المحكمة، ووصفت التهديدات والهجمات على المحكمة بأنها «مروعة».

وقالت القاضية توموكو أكاني، في كلمتها أمام الاجتماع السنوي للمحكمة الذي بدأ اليوم (الاثنين)، إن «المحكمة تتعرض لتهديدات بعقوبات اقتصادية ضخمة من جانب عضو دائم آخر في مجلس الأمن، كما لو كانت منظمة إرهابية»، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وأضافت: «إذا انهارت المحكمة، فإنّ هذا يعني حتماً انهيار كلّ المواقف والقضايا... والخطر على المحكمة وجودي».

وكانت أكاني تشير إلى تصريحات أدلى بها السيناتور الأميركي، ليندسي غراهام، الذي سيسيطر حزبه الجمهوري على مجلسي الكونغرس الأميركي في يناير (كانون الثاني) المقبل، والذي وصف المحكمة بأنها «مزحة خطيرة»، وحض الكونغرس على معاقبة المدعي العام للمحكمة.

القاضية توموكو أكاني رئيسة المحكمة الجنائية الدولية (موقع المحكمة)

وقال غراهام لقناة «فوكس نيوز» الأميركية: «أقول لأي دولة حليفة، سواء كانت كندا أو بريطانيا أو ألمانيا أو فرنسا: إذا حاولت مساعدة المحكمة الجنائية الدولية، فسوف نفرض ضدك عقوبات».

وما أثار غضب غراهام إعلان المحكمة الجنائية الدولية الشهر الماضي، أن قضاة المحكمة وافقوا على طلب من المدعي العام للمحكمة كريم خان بإصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق، والقائد العسكري لحركة «حماس» بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية فيما يتصل بالحرب المستمرة منذ ما يقرب من 14 شهراً في غزة.

وقوبل هذا القرار بإدانة شديدة من جانب منتقدي المحكمة، ولم يحظَ إلا بتأييد فاتر من جانب كثير من مؤيديها، في تناقض صارخ مع الدعم القوي الذي حظيت به مذكرة اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي، على خلفية تهم بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

كما وجهت أكاني، اليوم (الاثنين)، أيضاً انتقادات لاذعة لروسيا، قائلة: «يخضع كثير من المسؤولين المنتخبين لمذكرات توقيف من عضو دائم في مجلس الأمن».

وكانت موسكو قد أصدرت مذكرات توقيف بحق كريم خان المدعي العام للمحكمة وآخرين، رداً على التحقيق في ارتكاب بوتين جرائم حرب بأوكرانيا.