ارتفاع الإصابات والوفيات في مناطق النفوذ الثلاث بسوريا

حملة تطعيم أطفال في مركز طبي ببلدة تل تمر شمال سوريا (الشرق الأوسط)
حملة تطعيم أطفال في مركز طبي ببلدة تل تمر شمال سوريا (الشرق الأوسط)
TT

ارتفاع الإصابات والوفيات في مناطق النفوذ الثلاث بسوريا

حملة تطعيم أطفال في مركز طبي ببلدة تل تمر شمال سوريا (الشرق الأوسط)
حملة تطعيم أطفال في مركز طبي ببلدة تل تمر شمال سوريا (الشرق الأوسط)

عاودت الإصابات بفيروس «كورونا المستجد» إلى الارتفاع مجدداً في مناطق سيطرة الحكومة السورية وفصائل المعارضة السورية والإدارة الذاتية، وسجلت دمشق أمس 14 حالة وفاة، وأحصت 315 حالة إصابة إيجابية في حصيلة يومية تُعدّ الأعلى في مناطق سيطرتها منذ اندلاع الجائحة. كما أعلنت منظمة «الدفاع المدني» تسجيل 17 حالة وفاة، بينها 7 نساء في مناطق إدلب وريف حلب وأكثر من 1200 حالة إصابة جديدة، وكانت الأعلى خلال الشهر الحالي، فيما فرضت الإدارة الذاتية شرقي الفرات حظراً كاملاً على مدينة الحسكة، واتخذت تدابير وإجراءات وقائية في مدن وبلدات ريف دير الزور الشرقي، بعد تصاعد حالات الإصابة والوفاة في مناطق نفوذها شمال شرقي البلاد.
وفرضت «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا» إغلاقاً تاماً لمدة أسبوع على مدينة الحسكة يدخل حيز التنفيذ، اليوم (السبت). وجاء القرار بعد اجتماع خلية الأزمة التي أعلنت حظراً للتجوال الكلي بين مدن وبلدات الجزيرة حتى الجمعة المقبل، وبموجب القرار سيتم إغلاق جميع المرافق العامة والأسواق والمحال الصناعية، إلى جانب دور العبادة والمدارس والجامعات والمعاهد وروضات الأطفال والأنشطة الرياضية، إضافة إلى إغلاق المطاعم والمقاهي والعيادات الطبية.
واستثنت الإدارة من حظر التجوال: المنظمات الإغاثية وصهاريج المياه والمحروقات والأفران والمطاحن ومعتمدي الخبز، وتنقل سيارات الخضراوات والأدوية ووسائل الإعلام والمشافي الخاصة شريطة استقبال الحالات الإسعافية فقط، وفتح الصيدليات وفق جداول مناوبة ينظمها اتحاد الصيادلة. ويسمح قرار الحظر بفتح المتاجر ومحلات المواد الغذائية والخضراوات واللحوم من الساعة 6 صباحاً وحتى السادسة مساءً، على أن تفتح أسواق الهال المركزية من الساعة 10 مساءً وحتى العاشرة صباحاً من اليوم التالي.
وشددت الإدارة في قرارها على ارتداء الكمامات تحت طائلة الغرامة المالية، ودعا الدكتور جوان مصطفى رئيس هيئة الصحة التقيد بالإجراءات الوقائية والتعليمات الصحية للحدّ من انتشار فيروس «كورونا» في موجته الرابعة. وأوضح في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن معدل الإصابات ارتفع منذ منتصف الشهر الماضي، وقال: «مع دخول شهر سبتمبر (أيلول) الحالي قفزت الإصابات لترتفع إلى معدل ثلاثة أضعاف، كذلك ارتفعت حالات الوفيات، وسجلنا بداية الأسبوع الماضي وفاة 11 حالة بيوم واحد، وسجلنا 10 وفيات، أول من أمس».
وفي ريف دير الزور الشرقي، بدأت المجالس المحلية والبلديات بحملة تعقيم المرافق العامة والطرق الرئيسية، واتخاذ تدابير وقائية واحترازية بمساعدة كادر متخصص مشترك من البلديات وسيارات الدفاع المدني، وتستهدف الحملة تعقيم نقاط تجمّع المدنيين عند الأفران والأسواق الشعبية والساحات العامة ومقار المجالس المحلية ومؤسسات الإدارة المدنية والعسكرية.
وأوضح الدكتور جوان مصطفى أن الموجة الرابعة أكثر انتشاراً من الموجات السابقة وتصيب حتى الأطفال، قائلاً: «هذا يشكل خطراً مع ازدحام المراكز الصحية بالمصابين بفيروس (كورونا)، وفي حال استمرار الوضع على هذا المنوال ستكون هناك كارثة صحية»، حيث تفتقر مناطق الإدارة الذاتية وباقي مناطق سوريا إلى أنظمة رعايا صحية مع استمرار الحرب الدائرة بالبلد منذ 10 سنوات، وطالب المسؤول الطبي لعدم خروج الفيروس عن السيطرة «باتخاذ تدابير عاجلة إحداها كان فرض حظر كلّي في إقليم الجزيرة وخاصة مدن ديرك وقامشلو والحسكة التي شهدت ارتفاعاً في أعداد المصابين».
وناشد مصطفى المسؤول بالإدارة الذاتية الأهالي وسكان المنطقة ضرورة البقاء بالمنزل، قائلاً: «إذا لم يكن هناك ضرورة قصوى؛ فلا داعي للخروج من المنزل». وعن الفئات المستثنية من الحظر قال: «الكادر الطبي وموظفو بلديات الشعب والأفران سيكونون على رأس عملهم لكن بعدد وكادر أقل، أما الصيدليات فستكون مفتوحة على شكل مناوبات، كذلك ستغلق الأسواق المزدحمة وقوى الأمن الداخلي ستتكفل بالمراقبة».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.