انتخاب عزيز أخنوش رئيساً لبلدية أغادير

أسماء غلالو أول امرأة تصل إلى عمدية الرباط

عزيز أخنوش يجمع بين رئاسة الحكومة ورئاسة المجلس البلدي في أغادير (أ.ب)
عزيز أخنوش يجمع بين رئاسة الحكومة ورئاسة المجلس البلدي في أغادير (أ.ب)
TT

انتخاب عزيز أخنوش رئيساً لبلدية أغادير

عزيز أخنوش يجمع بين رئاسة الحكومة ورئاسة المجلس البلدي في أغادير (أ.ب)
عزيز أخنوش يجمع بين رئاسة الحكومة ورئاسة المجلس البلدي في أغادير (أ.ب)

جرى، أمس، انتخاب عزيز أخنوش، رئيساً لبلدية أغادير (وسط)، في سابقة فريدة من نوعها يجمع فيها رئيس الحكومة المعين بين المسؤولية على رأس الحكومة ورئاسة مجلس بلدي.
وحصل أخنوش، الذي ترشح من دون منافس، على أغلبية الأصوات بـ51 صوتاً وامتناع 5 أعضاء، في حين غاب خمسة أعضاء آخرين عن الجلسة التي عقدت في مقر الجماعة الحضرية (البلدية) لأغادير.
ولا يمنع القانون في المغرب الجمع بين المسؤولية الحكومة ورئاسة البلديات، ولكنه يمنع الجمع بين الصفة النيابية ورئاسة المدن الكبرى في المغرب منها أغادير. وعبر أخنوش عن تأثره بانتخابه للمرة الأولى على رأس بلدية مدينة أغادير التي قال، في تصريح صحافي، إنه يعرفها جيداً. فهو ابن مدينة تافراوت (جنوب أغادير)، وقال إنه يعرف جيداً مشاكل المدينة واستمع إلى ساكنيها خلال الحملات الانتخابية الأخيرة. وعبّر أخنوش عن افتخاره بالمكتب المسير لمجلس بلدية أغادير، الذي قال إنه ينتظر منه العمل بجد لـ«تغيير المعالم التنموية للمدينة، من خلال نموذج تنموي خاص بها» سيتم الإعلان عنه قريباً.
ويتشكل التحالف الذي قاد أخنوش للرئاسة من ثلاثة أحزاب؛ هي التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال، وهي نفس الأحزاب التي تحالفت لتشكيل الحكومة.
من جهة أخرى، جرى في العاصمة الرباط انتخاب أسماء غلالو، المنتمية لحزب التجمع الوطني للأحرار، عمدة جديدة لمدينة الرباط، خلفاً لمحمد صديقي، المنتمي لحزب العدالة والتنمية.
وهذه أول مرة تصل فيها امرأة إلى منصب العمدة في العاصمة. وسبق لغلالو أن كانت نائبة ضمن فريق حزب التجمع الوطني للأحرار في الولاية السابقة، وعضواً في لجنة المالية بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان).
وحصلت غلالو على 58 صوتاً من أصل 79 صوتاً لأعضاء المجلس الحاضرين، فيما حصل منافسها حسن لشكر المنتمي لحزب الاتحاد الاشتراكي على 7 أصوات فقط، وحصلت بديعة بناني مرشحة العدالة والتنمية على 8 أصوات وامتنع 6 منتخبين عن التصويت.
في غضون ذلك، فُتح، أمس، باب الترشيح لانتخابات مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان) التي ستجري في 5 أكتوبر (تشرين الأول) .
ويضم المجلس 120 عضواً ثلاثة أخماسهم ينتخبهم أعضاء المجالس الترابية (البلديات)، والجهات، وخمسان تنتخبهم هيئة المشغلين الأكثر تمثيلية (أي ممثلي رجال الأعمال)، وممثلو النقابات.
في سياق ذلك، تتواصل المشاورات التي يقودها أخنوش لإعلان تشكيلة حكومته بعد تحالف ثلاثة أحزاب حصلت على غالبية الأصوات في مجلس النواب في اقتراع 8 سبتمبر (أيلول) هي التجمع الوطني للأحرار (102 مقعد) والأصالة والمعاصرة (86 مقعداً) والاستقلال (81 مقعداً). ويتكون المجلس من 395 مقعداً، ومنه تنبثق الأغلبية الحكومية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.