22 مطرباً عربياً يتنافسون على جوائز «الموسيقى الأفريقية»

عمرو دياب وسميرة سعيد ولطيفة ومحمد رمضان وجيلان الأبرز

الفنان المصري عمرو دياب (حساب الفنان على «إنستغرام»)
الفنان المصري عمرو دياب (حساب الفنان على «إنستغرام»)
TT

22 مطرباً عربياً يتنافسون على جوائز «الموسيقى الأفريقية»

الفنان المصري عمرو دياب (حساب الفنان على «إنستغرام»)
الفنان المصري عمرو دياب (حساب الفنان على «إنستغرام»)

أعلنت هيئة جوائز الموسيقى الأفريقية «أفريما» عن المرشحين لنيل جوائز الدورة السابعة، والتي من المقرر تنظيم حفلها الختامي في الحادي والعشرين من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في العاصمة النيجيرية القديمة لاجوس تحت رعاية مفوضية الاتحاد الأفريقي.
ورشح القائمون على الجائزة، 22 مطرباً عربياً للمنافسة على 10 جوائز من أصل 30 جائزة يتنافس عليها مطربون من أكثر من 50 دولة أفريقية، وستعلن الهيئة أسماء الفائزين بعد تدشين التصويت الإلكتروني عبر موقعها الرسمي لاختيار فائز في كل فئة من فئات الجائزة الثلاثين.
وتتنافس 10 مطربات عربيات على جائزة أفضل مطربة لمنطقة شمال أفريقيا وهن: المغربية عبير عن أغنية «يخت»، والتونسية أمل المثلوثي عن أغنية «حلم»، والمصرية هايدي موسى عن أغنية «تصدق وتؤمن بالله»، والمغربية جيلان عن أغنية «شي وقات»، والتونسية لطيفة العرفاوي عن أغنية «الأستاذ»، والمغربية منال بنشليخة عن أغنية «عيطو للبوليس»، والمغربية ندى أزهري عن أغنية «طاح الليل»، والمغربية سلمى رشيد عن أغنية «شلونج»، والمصرية روبي عن أغنية «حتة تانية»، والمغربية المصرية سميرة سعيد عن أغنية «مون شيري».
كما يتنافس 10 مطربين عرب على جائزة أفضل مطرب لمنطقة شمال أفريقيا وهم: المصري عمرو دياب عن أغنية «يا أنا يا لأ»، والمغربي ديزي دروس عن أغنية «نوطا»، والجزائري مو جرين عن أغنية «بيلا»، والمغربي حمزة الفضلي عن أغنية «ويلو»، والتونسي كلاي بيج عن أغنية «يلعب»، والمغربي الحر عن أغنية «حس بيا»، والمصري محمد رمضان عن أغنية «يا حبيبي» التي قدمها مع المطرب الفرنسي الكونغولي الأصل ميتري جيمس، والمغربي مسلم عن أغنية «سكاتي»، والجزائري سولكينج عن أغنية «فادا»، والمغربي زهير البهاوي عن أغنية «سولو دموعي».
فيما تتنافس الفنانة المغربية عبير على جائزتين أخريين وهما جائزة أفضل مطربة عربية تقدم أعمالاً خارج القارة «ديسابورا» عن أغنيتها في أميركا «يا الله» وعلى جائزة أفضل فنانة تقدم موسيقى معاصرة، وترشح الفنان المصري محمد رمضان على جائزة أفضل تعاون فني مع ميتري جيمس، وترشح أيضاً الدي جي الجزائري مو جرين على جائزة أفضل دي جي، وترشح الجزائري سولكينج على جائزة أفضل فنان يقدم موسيقى معاصرة، وكما ترشح الفنان المصري حسام الحسني لجائزة أفضل فيديو كليب عن إخراجه لكليب محمد رمضان وميتري جيمس «يا حبيبي»، كما ترشح المغربي توتو عن أغنية Étranger لجائزة أفضل أداء مسرحي.
يأتي ذلك في الوقت الذي غابت فيه أسماء المطربين العرب عن المنافسة على جائزة أفضل مطرب أو مطربة بالقارة السمراء كاملة، وأيضاً جوائز أفضل ألبوم للعام أو أفضل أغنية للعام.
ويرى الناقد الموسيقى فوزي إبراهيم أن الترشيحات لجوائز الموسيقى الأفريقية تختلف جذرياً في اختياراتها عن باقي جوائز الموسيقى الأخرى لأن اختياراتها نابعة من اختيار المهتمين بتقديم الموسيقى الأفريقية، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «دائماً نرى أسماء مطربين غير معروفين بالنسبة إلينا كمصريين وعرب، وذلك يرجع إلى أن القائمين على الاختيار يرشحون الأسماء التي تقدم موسيقى أفريقية خالصة في أعمالهم الغنائية».
وأشار إلى أن «وجود أسماء مثل عمرو دياب وسميرة سعيد ولطيفة ومحمد رمضان في قائمة المرشحين هدفه تسليط الضوء على الجائزة في منطقة شمال أفريقيا، خصوصاً أنهم يتمتعون بشعبية كبيرة في المنطقة العربية،»، موضحاً أن «هناك أسماء أخرى كان ينبغي وجودهم في المنافسة مثل تامر حسني ومحمد منير وأنغام لكونهم قدموا أعمالاً فنية جيدة نهاية عام 2020 وطيلة الأشهر الماضية في عام 2021».
يُذكر أن الجائزة انطلقت عام 2014 تحت رعاية مفوضية الاتحاد الأفريقي، للمساهمة في نشر الموسيقى الأفريقية على مستوى العالم، ويقام حفل توزيع الجوائز بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي لمكافأة الأعمال الموسيقية والمواهب والإبداع والاحتفال بها في جميع أنحاء القارة الأفريقية مع الترويج للتراث الثقافي الأفريقي.
وسيطر المطربون المغاربة على أغلبية الجوائز العربية التي حصل عليها العرب طيلة الدورات الست الماضية ووصل عددها إلى 11 جائزة أبرزها جائزة الفنان أحمد سلطان الفائز بجائزة أفضل ألبوم غنائي أفريقي لعام 2016، بينما حصلت مصر على جائزتين في الدورات الماضية، الأولى كانت عام 2018 حيث حصدت الفنانة مريم صالح جائزة أفضل مطربة روك عن أغنية «تسكر تبكي» والفنان محمد رمضان عام 2019 على جائزة أفضل فنان جماهيرياً في القارة السمراء.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».