أميركا: «كورونا» حصد أرواحاً أكثر مما فعلت الإنفلونزا الإسبانيةhttps://aawsat.com/home/article/3201021/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%C2%AB%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7%C2%BB-%D8%AD%D8%B5%D8%AF-%D8%A3%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%A7%D9%8B-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D9%85%D9%85%D8%A7-%D9%81%D8%B9%D9%84%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D9%81%D9%84%D9%88%D9%86%D8%B2%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
أميركا: «كورونا» حصد أرواحاً أكثر مما فعلت الإنفلونزا الإسبانية
رجال يحملون نعشاً مخصصاً لاحد ضحايا كورونا (أرشيفية-رويترز)
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
أميركا: «كورونا» حصد أرواحاً أكثر مما فعلت الإنفلونزا الإسبانية
رجال يحملون نعشاً مخصصاً لاحد ضحايا كورونا (أرشيفية-رويترز)
أفادت بيانات نشرتها أمس (الاثنين) جامعة جونز هوبكنز التي تعتبر مرجعاً في تتبع الإصابات والوفيات الناجمة عن جائحة «كوفيد - 19» أن فيروس «كورونا» حصد في الولايات المتحدة أرواحاً أكثر مما فعلت الإنفلزلونزا الإسبانية قبل قرن من الزمن، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ووفقاً لآخر حصيلة نشرتها الجامعة، فإن أكثر من 675 ألفا و700 مصاب بفيروس «كورونا» في الولايات المتحدة توفوا منذ بدء الجائحة في مطلع العام الماضي.
ووفقاً للمؤرخين والمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، الوكالة الصحية الرئيسية في الولايات المتحدة، فإن الإنفلونزا الإسبانية التي ضربت البشرية في 1918 - 1919 حصدت أرواح ما لا يقل عن 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، بينهم 675 ألفا في الولايات المتحدة.
وبهذا تكون الإنفلونزا الإسبانية قد خسرت أمس لقبها كأخطر جائحة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، أقله من ناحية الحصيلة الإجمالية للوفيات الناجمة عنها.
لكن، خلافاً لـ«كوفيد - 19»، فإن جائحة الإنفلونزا الإسبانية فتكت خصوصاً بفئات عمرية يفترض أنها تتمتع بصحة جيدة، بما في ذلك الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات والأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاماً.
لا يزال «كوفيد - 19» يشكل تهديداً مع انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» المسبب للوباء بشكل مطرد في أنحاء العالم، حسبما قالت «منظمة الصحة العالمية»، الثلاثاء.
يورغن بوديتس لـ«الشرق الأوسط»: أظهرتُ بشاعة الحروب وعرّفتُ بالأماكن المنسيّة
المصوّر العراقي لطيف العاني في مشهد من الفيلم (صور المخرج)
للعراق وجهٌ خفيٌّ، يظهر بوضوح في أرشيف المصوّر لطيف العاني، الذي التقط صوراً لبلده طوال 30 عاماً. حين بلغ الـ86، سافر بحثاً عن أشخاص وأماكن صوَّرها في الماضي. هذه باختصار قصة الوثائقي «جمال العراق الخفي» الذي يُعرض حالياً في مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» بجدة، ضمن عرضه الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يقول العاني في الشريط: «العراق هو البلد الوحيد الذي يُعدّ ماضيه أفضل من حاضره»، ثم يأخذ المشاهدين، عبر هذا الوثائقي العاطفي، في رحلة إلى داخل بلاده المنكوبة بحثاً عن موضوعات صوّرها، فيشارك أرشيفه الفريد، وقصصه مع عراقيين لا يصدّقون أنّ بلدهم الجميل بعدسته، هو نفسه ما رأوه بعيونهم الحزينة.
يُظهر الفيلم الذي صوّره طوال 5 سنوات، وجه العراق قبل الحروب، وهو أشبه بشهادة عاطفية لأهم مصوِّر في تاريخ هذا البلد؛ عاش تفاصيله بصور نادرة، فشكّلت أرشيفاً فريداً من الخمسينات إلى السبعينات.
«بوستر» الفيلم (صور المهرجان)
الأماكن العراقية المنسيّة
لافتٌ أنّ الفيلم من إنتاج وكتابة وإخراج مخرج بلجيكي هو يورغن بوديتس، فيوضح في حديث خاص مع «الشرق الأوسط» أنه تعرّف إلى أعمال لطيف العاني من خلال كتاب لدى صديقه العراقي، ضمَّ صوراً مذهلة عن مكان لم يره في حياته. ويضيف: «في أوروبا، حين نشاهد نشرات الأخبار، نرى فقط الكوارث والمشكلات في البلدان العربية. عندما عاينتُ صور العاني، وجدتها ممتازة وكاملة. تواصلتُ معه، وطرحت عليه فكرة إعداد الفيلم، في مغامرة رائعة حاولنا من خلالها إظهار الأماكن العراقية المنسيّة».
ويشير بوديتس إلى أنّ لقاءه العاني كان في العام عينه الذي حصد فيه جائزة «الأمير كلاوس» المرموقة (2015)، التي تمنحها العائلة المالكة الهولندية سنوياً. ويتابع: «بعد هذه الجائزة، بدأ الإعلام الأوروبي يهتمّ بالعاني، وأردتُ بدوري فهم لماذا تغيّرت الأمور في العراق خلال 17 عاماً، فاختلف البلد كثيراً».
المخرج البلجيكي يورغن بوديتس خلال حديثه مع «الشرق الأوسط» (الشرق الأوسط)
60 يوماً في 5 سنوات
بسؤاله عن رحلته الطويلة التي استغرقها إعداد الفيلم، يعزو ذلك إلى الجهد البحثي وتحدّيات الميزانية، ويضيف: «لم أرغب بإنجاز وثائقي قصير، بل أردتُ فيلماً شاعرياً عن حياته، مع تخصيص الوقت المناسب لذلك، فعملنا يتعلّق بالوقت»، مشيراً إلى صعوبات واجهها، لمعاناة العراق عدم الاستقرار الأمني، بينما كان تنظيم «داعش» يلفظ أنفاسه الأخيرة، علاوة على جائحة «كورونا» التي شلَّت العالم.
يتابع: «التصوير الفعلي استغرق نحو 60 يوماً طوال 5 سنوات». وعن كيفية التعامل مع رجل في منتصف الثمانين، يجيب: «لطيف صوَّر جميع الرؤساء العراقيين، وكان عليه أن يكون ذكياً لبلوغ ما حقّقه، وليبقى على قيد الحياة من بعدهم. لم يكن سهلاً أن نصنع فيلماً عنه، فهو بالغ الذكاء».
فريق الفيلم رافق لطيف العاني طوال 5 سنوات (صور المخرج)
بشاعة الحروب
وإذ يؤكد بوديتس أنّ رسالة الفيلم تُظهر بشاعة الحروب وتنادي بإيقافها، يتابع: «كان من الصعب أن نحدّد المعنى الحقيقي للجمال، لكنَّ لطيف منحني انطباعاً بأنه مهم جداً لنا كبشر للبقاء على قيد الحياة. في غياب الجمال لا نستطيع تحديد شكل البشاعة». أما عن أكثر ما لفته في العراق، فيردّ: «كأوروبي، أدهشني التواصل بين الناس، والصداقات، والانفتاح والرغبة القوية في إنجاز أشياء جميلة ومتقدّمة».
يقف الفيلم على ما فعلته الحرب في العراق (صور المخرج)
أبو التصوير العراقي
يُذكر أنّ لطيف العاني من مواليد 1932 في بغداد، وكان أول مَن صوَّر الحياة العراقية في خمسينات القرن الماضي وسبعيناته، وعُرف باسم أبو التصوير العراقي.
تُمثّل صوره بالأبيض والأسود ذاكرة بصرية فريدة للبلد خلال زمنه الجميل، كما قدّم الحضارة العراقية النابضة بالحياة بكثافتها وتعقيدها. وبالإضافة إلى توثيق الحياة اليومية المتحضّرة، والثقافة السياسية والصناعية، التقط صوراً للعراق من الجوّ لشركة نفطية.
وفي فترة حُكم الرئيس الراحل صدام حسين، توقّف العاني عن التصوير. واليوم، تشهد صوره على عصر مضى. خلال بينالي البندقية في عام 2016؛ ركز المعرض في جناح العراق على أعماله من الفترة المبكرة من حياته المهنية، والتي أظهرت موضوعاتها اتجاهات التحديث والحفاظ على التقاليد.
طروب لـ«الشرق الأوسط»: أصبح للفن مفهوم لا يُشبه الذي تربّينا عليهhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4710036-%D8%B7%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%84%D9%80%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7%C2%BB-%D8%A3%D8%B5%D8%A8%D8%AD-%D9%84%D9%84%D9%81%D9%86-%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85%C2%A0%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D9%8F%D8%B4%D8%A8%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%91%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87
طروب لـ«الشرق الأوسط»: أصبح للفن مفهوم لا يُشبه الذي تربّينا عليه
طروب لا تزال تحافظ على إطلالاتها الأنيقة (صور الفنانة المعتزلة)
تنتمي الفنانة اللبنانية المعتزلة طروب إلى زمن الفن الجميل الذي طبعت أهم وجوهه المعروفة في الستينات حتى منتصف التسعينات. اسمها الحقيقي أمل إسماعيل جركس؛ شكلت ثنائياً ناجحاً مع الفنان محمد جمال. فهما تزوّجا وانفصلا، لكنهما حقّقا شهرة واسعة، ولُقّبا بـ«جمال الطروب».
رغم اعتزالها منذ عام 1996، لا يزال اللبنانيون ينتظرون ظهورها في مهرجان أو برنامج. فأحدث إطلالاتها كانت في برنامج «ذا ستايدج» عبر قناة «إل بي سي آي» المحلية، في حلقة كرَّمت محمد جمال. كذلك أطلّت في مهرجان «الزمن الجميل»، فمُنظّمه الدكتور هراتش ساغبازاريان، كرّمها عبره مرات عدّة.
تؤكد طروب أنّ كل فنان لا يمكن أن يتكرّر (صور الفنانة المعتزلة)
منذ اعتزالها، قلَّ ظهورها تحت الأضواء. تقيم طروب حالياً في القاهرة، وتزور لبنان من وقت إلى آخر. فهي تكنّ للبلدين محبّة، لا سيما أنها لبنانية من أصل شركسي. في حديث مع «الشرق الأوسط»، تقول: «بيروت تسكنني عميقاً، وتربطني بها علاقة خاصة. عندما أزورها، أحرص على التوجّه إلى منطقة الروشة، وشارع الحمراء الذي أحتفظ بذكريات جميلة عنه. هناك وُجدتُ دائماً، وتجوّلتُ بين مقاهيه ومحلاته التجارية». وتتابع عن مصر: «لها وَقْع خاص في قلبي؛ تُذكرني بأجمل أيام حياتي الفنية. يومها، شكّلتُ ومحمد جمال ثنائياً مشهوراً، فتُذكرني بتلك المرحلة التي لا أنساها».
قرارها الاعتزال في منتصف التسعينات فاجأ جمهورها، فتساءل عن الأسباب وراءه. مطربة حصدت نجاحاً منقطع النظير، وبقي الناس يردّدون أغنياتها حتى بعد اعتزالها، فكيف استطاعت الانسلاخ عن الفن؟ تجيب: «كل هذه الأمور باتت ورائي، وما عادت تهمّني. أقفلتُ الباب، وما عدتُ أكترثُ للغناء والتمثيل والتلحين. لا أبالغ إن قلتُ بألا مزاج لديّ لدندنة أغنية. حتى الـ(آه) الطربية لم تعد تخرج مني».
حققت طروب نجاحاً كبيراً منذ الستينات (صور الفنانة المعتزلة)
صاحبة أغنيات ضربت الرقم القياسي في انتشارها، تؤكد أنّ هذا الانسلاخ ليس سهلاً: «ينبغي تحلّي المرء بقوة خارقة لفعل ذلك. قوتي وجدتها في الإيمان والصلاة، وهما سعادتي الكبرى».
غنت طروب ولحّنت ومثّلت، فكانت فنانة شاملة تعزف على العود، وصاحبة صوت جميل وإطلالة جاذبة. مَن لا يذكر أغنياتها «عالكورنيش»، و«يا ستي يا ختيارة»، و«أنا مسافرة ودّعوني»، وغيرها... أما أغنيتها الديو مع جمال، «قول كمان»، فتُعدّ الأشهر ضمن هذا النوع. ورغم ازدحام الساحة بالمواهب الغنائية، فإنّ أحداً لم يستطع أن يخلفها. تعلّق: «لا فنان يمكن أن يتكرّر أو يخلفه أحد. لكلٍّ هويته وأسلوبه، ولا يمكن استنساخه مجدداً».
تقول إنها شقّت طريقها بموهبتها، واستحدثت هوية خاصة بها منذ بداياتها: «لم يساعدني أحد في مشواري. توفيق الله فتح أمامي الطريق، وكنت محظوظة لأنها كانت مليئة بالنجاحات».
أسأل طروب عن سبب تعلُّق الناس بالزمن الجميل، فما سرّ عدم زواله، رغم مراحل كثيرة شهدتها الساحة؟ تردّ: «كل شيء كان مباركاً في ذلك الزمن. الأمر لم يقتصر على الفن فحسب، بل شمل أهله وجمهوره والدنيا بأكملها. تميّز عن غيره بأصالته، فتحوّل أحلى الأيام، ولن يكون له مثيل أبداً».
حلّت ضيفة على برنامج «ذا ستايدج» في حلقة تكريم الراحل محمد جمال (إل بي سي آي)
ترى أنّ الساحة الفنية اليوم تغيّرت تماماً: «تبدّلت بسرعة هائلة، وطبعتها وسائل التواصل الاجتماعي بهوية مختلفة. أصبح للفن مفهوم لا يُشبه الذي تربّينا عليه. وصار الهابط منه هو الأساس والـ(ترند) الرائج. فالطرب غاب ليحلّ مكانه الـ(هشّك بشّك)، وهذا مؤسف». وتضيف: «لا أتابع الساحة اليوم إلا قليلاً. أتفرّج على مَن يطالعني على الشاشة بالمصادفة، والغالبية تمرّ مرور الكرام. أما الفنانون الذين لا أزال أستمع إليهم، فبقوا أنفسهم منذ بداياتي. لذلك يظلّ الراحلون محمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، والسيد درويش، وأمثالهم، المفضّلين عندي».
تُخبر «الشرق الأوسط» أنّ قرارها الاعتزال لم يأتِ بين ليلة وضحاها: «إشارات عدّة وصلت إليَّ منذ كنتُ في سنّ السادسة عشرة، لكنني أكملتُ طريقي، رغم أنها استوقفتني وفكرتُ فيها». في آخر إشارة تلقّتها، تأكدت أنّ قرارها بات قريباً: «يومها كنتُ مسافرة على متن الخطوط الجوّية الفرنسية، فخُطِفت الطائرة، لكننا هبطنا بخير. شعرتُ أنني نجوتُ بفعل قوة ربانية، وشكّلتْ هذه الإشارة حاجة للابتعاد، فتوالت بعدها إشارات مماثلة دفعتني لحسم قراري».
لا ترفض طروب الغناء، ولا تلوم مَن يمارسه، لكنها توجّه نصيحة لمَن ينوي دخول هذا المجال: «تأكد من موهبتك الخارقة. مهما اختلفتْ رسالتُك الفنية، عليك أن تفكر انطلاقاً من أن هذه نعمة الموهبة. قلّما يطبّق كثيرون هذه القاعدة، لذا؛ فالفن الهابط هو الرائج اليوم».
«فنون العلا» يعود في نسخته الثالثة بأعمال مستلهَمة من الصحراء والتاريخhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4709926-%C2%AB%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%C2%BB-%D9%8A%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D8%B3%D8%AE%D8%AA%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A9-%D8%A8%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%84%D9%87%D9%8E%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE
يهدف «فنون العلا» الى إبراز الجماليات الطبيعية الموجودة في المدينة (الهيئة الملكية للعلا)
العلا:«الشرق الأوسط»
TT
العلا:«الشرق الأوسط»
TT
«فنون العلا» يعود في نسخته الثالثة بأعمال مستلهَمة من الصحراء والتاريخ
يهدف «فنون العلا» الى إبراز الجماليات الطبيعية الموجودة في المدينة (الهيئة الملكية للعلا)
تستعد العلا لعودة مهرجانها للفنون بنسخته الثالثة، بأعمال فنية مستلهَمة من تاريخها العريق وتضاريسها المذهلة، بفعاليات متنوعة، تدعم الحراك نحو تحويل المدينة إلى أكبر متحف فني مفتوح في العالم.
وينطلق المهرجان في 8 فبراير (شباط) 2024 ويستمر على مدار ثلاثة أسابيع ببرنامج متنوع يسلّط الضوء على مكانة العلا وجهةً للإبداع والتبادل الثقافي منذ آلاف السنين.
ويتمحور هدف المهرجان حول إثراء المساحات الإبداعية وتعزيز روابط الاتصال، إلى جانب إبراز أهمية العلا مركزاً رائداً للفنون المعاصرة، مع التركيز على إحياء فنون الحضارات القديمة التي سكنت المنطقة عبر التاريخ.
وتتزامن فعاليات «فنون العلا»، مع معرض «صحراء إكس»، الذي يعود بنسخته الثالثة ويستمر حتى 23 مارس (آذار) ليوفر تجربة فريدة من نوعها، تستعرض مجموعة من الأعمال الفنية المعاصرة لفنانين سعوديين وعالميين في قلب طبيعة العُلا الصحراوية.
ويستقبل المعرض جميع ضيوفه بشكل مجاني، ويُعدّ الأول من نوعه في السعودية، ويعزز التواصل بين الفنانين والضيوف والمجتمعات المحلية والعالمية، بتصميمٍ مستوحى من مفهوم الصحراء وتفاصيلها الفريدة.
وسيشهد المهرجان افتتاح «وادي الفن» الذي يضم مجموعة من أعمال الفن المعاصر المبتكرة والفريدة من نوعها، التي ستوضع بشكلٍ دائمٍ ضمن محيطٍ طبيعي صحراوي في قلب العُلا بدايةً من 2026.
يهدف المهرجان الى إبراز أهمية العلا مركزاً رائداً للفنون المعاصرة (الهيئة الملكية للعلا)
وسيفتتح المهرجان المعرض الفني الخاص للفنانة السعودية منال الضويان، إذ ستتاح الفرصة لرؤية الأعمال الفنية التي تحكي أروع القصص من مجتمعات العُلا المحلية.
ويكتمل برنامج فعاليات المهرجان مع معرض «أكثر مما تراه العين»، إذ يمكن للضيوف استكشاف الكثير من الأعمال الفنية الحديثة المعاصرة التي ابتكرها فنانون سعوديون.
ويسلّط المعرض المبتكر الضوء على تاريخ الفنون الحديثة والمعاصرة في السعودية، بدعمٍ من مجموعة من جامعي الأعمال الفنية السعوديين البارزين، ويشكل جزءاً من برنامج ما قبل افتتاح متحف الفن المعاصر في العُلا.
ويقدم المهرجان مجموعة من العروض المباشرة ومعارض التصوير الفوتوغرافي إلى جانب جولات فنون الشارع المميزة وشاشات السينما في الهواء الطلق.
كما تستضيف مدرسة الديرة، مركز الفنون والتصاميم في العُلا، ورشات عمل تفاعلية مبتكرة ضمن مجموعة متنوعة من المجالات، انطلاقاً من الخياطة وصناعة الفخار وتصميم المجوهرات؛ ووصولاً إلى الهندسة والمجسمات ثلاثية الأبعاد وأعمال النسيج.
«ثريلر» مايكل جاكسون تتصدَّر عرش البوب بعد 40 عاماً على إصدارهاhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4709886-%C2%AB%D8%AB%D8%B1%D9%8A%D9%84%D8%B1%C2%BB-%D9%85%D8%A7%D9%8A%D9%83%D9%84-%D8%AC%D8%A7%D9%83%D8%B3%D9%88%D9%86-%D8%AA%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D9%91%D9%8E%D8%B1-%D8%B9%D8%B1%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D8%A8-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-40-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A5%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%87%D8%A7
شوهدت النسخة عالية الجودة لأغنية «ثريلر» نحو مليار مرة على «يوتيوب» (أ.ف.ب)
هوليوود:«الشرق الأوسط»
TT
هوليوود:«الشرق الأوسط»
TT
«ثريلر» مايكل جاكسون تتصدَّر عرش البوب بعد 40 عاماً على إصدارها
شوهدت النسخة عالية الجودة لأغنية «ثريلر» نحو مليار مرة على «يوتيوب» (أ.ف.ب)
في ديسمبر (كانون الأول) 1983، دمجت أغنية مصوَّرة للمغنّي العالمي مايكل جاكسون نوعين من أنواع الفن بصورة لم تحدث من قبل. فقد حوَّل جون لانديس، مخرج فيلمَي «بلوز برازرز» و«أميركان ويرولف»، أغنية «ثريلر» فيلماً مرعباً موسيقياً مدته 14 دقيقة من بطولة ملك البوب.
«ثريلر» فيلم مرعب موسيقياً مدته 14 دقيقة من بطولة ملك البوب (مواقع التواصل)
حتى وقتنا هذا، شوهدت النسخة عالية الجودة للأغنية نحو مليار مرة على «يوتيوب».
وذكرت «وكالة الأنباء الألمانية»، أنّ ثمة أسباباً جعلت هذه الأغنية المصوَّرة رائجة بعد 40 سنة من إصدارها، من بينها أنها كانت مثل فيلم هوليوودي، وليست مجرّد أغنية. فهي لم تكن مجرّد فيديو آخر لنجم يرقص ويغنّي، بل روت قصة. كانت أقرب إلى موسيقى سينمائية، وابتعدت عن أداء الأغنيات المصوَّرة المعتادة، الذي يهدف إلى الترويج لأغنية من خلال افتتاحية موسَّعة يليها سرد معقّد يشمل عدداً من عوالم القصص.
تبدأ الأغنية عندما يتحوّل جاكسون مستئذباً (شخصية خيالية مبنية على أسطورة تحوُّل الرجل ذئباً)، وهو في موعد غرامي مع صديقته، التي جسّدتها عارضة الأزياء أولا راي.
بعد ذلك، نرى الحبيبين «الحقيقيين»، مايكل وأولا، يشاهدان هذا المشهد في السينما. في طريق عودتهما، يغنّي مايكل مقاطع من الأغنية، وعندما يمرّان بجانب مقبرة، تبدأ قصة «ثريلر» المثيرة.
أنتج جون لانديس الفيديو المصوَّر عام 1983، واستوحى مناخها العام من فيلم «أميركا ويروولف». وتُعدّ الأغنية التي بلغت ميزانيتها نحو نصف مليون دولار أميركي، الأكثر تكلفة حتى الآن.
أغنية «ثريلر» المصوَّرة لا تزال رائجة بعد 40 سنة من إصدارها (أ.ف.ب)
أخرج لانديس الفيلم القصير بأسلوب الأفلام التجارية منخفضة الميزانية، مستوحياً الإلهام من أفلام كلاسيكية، مثل «هاوس أوف واكس» المرعب للممثل فنسينت برايس.
وحصدت الأغنية جوائز عدة، بينما أشادت قناتا «إم تي في» و«في إتش وان» الموسيقيتان بالفيلم القصير، ووصفتاه بـ«الأفضل على الإطلاق».
مع ذلك، فإنّ جاكسون، الذي توفي في يونيو (حزيران) 2009، لم يكن على قيد الحياة لاستلام أكبر جائزة. فقد كانت «ثريلر» أول أغنية مصوَّرة تُضمَّن في السجل الوطني للسينما الأميركية في 30 ديسمبر 2009، وتُدرجها إدارة المكتبة الوطنية الأميركية في قائمة خاصة لأفلام جديرة بالاحتفاظ بها.
ومن أسباب نجاح الأغنية المصوَّرة، خبير المكياج الأميركي ريك بيكر الذي كان في بداية مسيرته مطلع الثمانينات. وها هو قد حصل على 7 جوائز «أوسكار» لأفضل مكياج، تتضمّن جوائز عن أفلام «إيد وود» (1995)، و«مين إن بلاك» (1998)، و«وولف مان» (2011). إلا أنّ أول جائزة «أوسكار» نالها كانت عن فيلم «أميركان ويروولف» (1982).
وبعد عملهما معاً في الثمانينات، استعان لانديس ببيكر لوضع مكياج مرعب من أجل «ثريلر». ورغم أنّ هذا المنظر أصبح معتاداً في السينما اليوم، فإنّ تحوُّل الإنسان وحشاً في الأغنية كان مستغرباً حينها.
وثمة أسباب عدة لكون أغنية «ثريلر» الأخيرة التي يتم إطلاقها؛ أولها، أنّ شركة التسجيل «إيبك ريكوردز» ابتعدت بدايةً عن إصدار أغنية مرعبة. إلى ذلك، فإنّ الفيلم القصير لـ«ثريلر» بمثابة خاتمة لثلاثية، بدأت بفيديو أغنية «بيلي جين»، تليها أغنية «بيت إت»، وانتهت بـ«ثريلر»، ومدتها نحو 14 دقيقة.
قال جاكسون لاحقاً في سيرته الذاتية «موون ووك» الصادرة عام 1988: «أردت أن أكون رائداً في هذا الوسط الجديد نسبياً».
ولا تزال رقصة الزومبي في «ثريلر» التي صمّمها جاكسون ومصمّم الرقصات مايكل بيترز، مستمرة في التأثير على ثقافة البوب.
ففي عام 2006، أعاد 62 شخصاً تمثيلها خلال فعاليات لموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية في تورونتو بكندا. وأصبح هذا حدثاً سنوياً يُطلق عليه «ثريل ذا وورلد»، فتُمثَّل رقصات من أنحاء العالم.
وبعد فترة قصيرة من وفاته، أدّى 13 ألفاً و597 شخصاً من محبّي «ثريلر»، في عيد ميلاد جاكسون بـ29 أغسطس (آب) 2009، رقصة الزومبي في مدينة مكسيكو سيتي.
حُكم بالسجن 6 أشهر على مستخدم «يوتيوب» أميركي تسبّب عمداً بتحطّم طائرته ليصوّر نفسه وهو يقفز منها بالمظلّة قبل سقوطها، حاصداً بفضل الفيديو المثير عدداً كبيراً من المشاهدات عبر الإنترنت.
وفي المقطع الذي شوهد ملايين المرات منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، يظهر تريفور جيكوب الشغوف بالرياضات الخطرة، كأنه يواجه مشكلة فنية أثناء الرحلة، قبل أن يقذف نفسه إلى خارج الطائرة فوق كاليفورنيا حاملاً عصا «سيلفي» بيده، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وصُوِّر الحادث من كل الزوايا بواسطة كاميرات مثبتة على الطائرة، لكنه كان في الواقع مدبّراً بكل تفاصيله من هذا الطيار ذي الخبرة؛ بهدف الترويج لشركة وقّع معها عقد رعاية، وفق بيان وزارة العدل الأميركية.
وحرص اليوتيوبر الذي سبق أن مثّل الولايات المتحدة في مسابقات التزلج على الجليد في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي عام 2014، على أن يُظهر في الفيديو محفظة صنعتها الشركة الراعية.
ورجّح المدّعون العامون في القضية أن يكون «ارتكب هذه الجريمة بهدف استقطاب تغطية من وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لتحقيق مكاسب مالية»، ورأوا أنه «من غير الممكن التسامح مع هذا النوع من السلوك المتهوّر».
وأُدينَ الرياضي (30 عاماً) بإعاقة تحقيق فيدرالي، وهي جريمة تصل عقوبتها إلى السجن 20 عاماً.
وبعد الحادث، أكّد للسلطات أنه لا يعلم بمكان تحطُّم الطائرة. لكنّ وثائق قضائية أظهرت أنه وصديقه أخرجا الحطام من الغابة بالاستعانة بطوافة، وبعدها قطّع جيكوب الطائرة قطعاً صغيرة ورماها في مستوعبات النفايات. كذلك أقرّ بأنه كذب على المحقّقين حين أبلغهم عن تقرير مزوّر يفيد بأنّ الطائرة واجهت مشكلة تقنية.
بطل «مندوب الليل» لـ«الشرق الأوسط»: الرياض هي القصة ولست أناhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4709701-%D8%A8%D8%B7%D9%84-%C2%AB%D9%85%D9%86%D8%AF%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D9%84%C2%BB-%D9%84%D9%80%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7%C2%BB-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%88%D9%84%D8%B3%D8%AA-%D8%A3%D9%86%D8%A7
بطل «مندوب الليل» لـ«الشرق الأوسط»: الرياض هي القصة ولست أنا
يستعد الفيلم لعرضه في أوروبا مطلع العام الجديد (الشرق الأوسط)
من لم يحالفه الحظ بزيارة الرياض قد لا يدرك كم هي مدينة نابضة بالحياة، وسريعة النمو ومزدحمة معظم الوقت، ولها وجه ساحر ومختلف يفهمه أهلها جيداً. هذا ما حاول إظهاره الفيلم السعودي «مندوب الليل»، الذي شهد عرضه الأول في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» بجدة، حضوراً كبيراً من الجمهور المتعطش لمشاهدة الفيلم، بعد أن حقَّق أصداء عالمية جيدة في مهرجانات عدة شارك بها مؤخراً.
يلعب الفيلم بذكاء على تناقضات مدينة الرياض، ما بين الأبراج الشاهقة والمطاعم الفاخرة والسيارات الفارهة، وما بين الأحياء الشعبية والبيوت البسيطة والسيارات قديمة الطراز، بما يجعل المتفرج يدرك أن الرياض عامرة بالحياة والتنوّع، وذلك بتلقائية عالية اشتغل عليها المخرج علي الكلثمي، وأظهرت صخب المدينة في أثناء فعاليات موسم الرياض، وكذلك هدوءها في لحظات ما قبل الفجر، وكل ذلك يحدث بعيون مندوب توصيل، يطرق أبواب عدة لإتمام عمله.
الممثل السعودي محمد الدوخي (من المهرجان)
شخصية فهد القضعاني
يتحدث بطل الفيلم الممثل السعودي محمد الدوخي لـ«الشرق الأوسط» عن خبايا تجسيده شخصية الشاب الثلاثيني الأعزب والمضطرب (فهد القضعاني)، حين انقطع الدوخي عن معارفه لفترة، واشتغل مندوب توصيل حقيقياً، واستخرج رقم جوال جديداً، وصار يستخدم سيارات الأجرة، وكان يبدأ عمله في توصيل الطلبات بعد منتصف الليل، تماماً كما جاء في قصة الفيلم، ليتقمّص دوره في شخصية فهد، قبل بدء التصوير.
ويشير الدوخي إلى أن الفيلم حاول إظهار سحر الرياض وجمالها في ساعات الليل الحالك، فصُوّرت جميع مشاهده ليلاً، واثنان فقط في أثناء النهار. ويتابع: «صُوّر الفيلم في فصل الشتاء، وتزامن أحياناً مع هطول الأمطار، حين تكون درجات الحرارة منخفضة جداً في العاصمة السعودية». ويستطرد: «في مشهد تصوير خارجي كان عليّ أن أغطس في حوض ماء، ودرجات الحرارة حينها لامست الصفر، كان المشهد صعباً جداً... إلا أن الرياض جميلة صيفاً وشتاءً».
وبسؤال الدوخي عن مدى التقارب بينه وبين فهد القضعاني يجيب: «لا يشبهني أبداً، ولم يكن التحضير للشخصية سهلاً على الإطلاق، فهو إنسان مختلف ولديه مشكلات مع أهله وعمله ومع الحياة ككل». ويؤكّد أن فهد شاب كغيره من شباب جيله، وشخصيته موجودة في المجتمع.
نجوم «مندوب الليل» على السجادة الحمراء مع جُمانا الراشد ومحمد التركي (من المهرجان)
رسالة حب للرياض
يصف محمد القرعاوي، الذي شارك في كتابة النص، الفيلم بقوله: «هو رسالة حب للرياض، المدينة التي تربينا ونشأنا بها، وفي كل شارع بها لنا قصص كثيرة».
بسؤال القرعاوي إن كان «مندوب الليل» فيلماً نخبوياً، يجيب: «بل هو شعبي من قلب الشارع، وحتى في كتابتنا كنا نقترب من المساحات المفهومة من حيث تشكيل دوافع الشخصية والأحداث التي مرت بها، كما حاولنا إظهار مدينة الرياض بكل طبقاتها واتجاهاتها، بالطريقة التي نرى فيها أنفسنا، ولا أعتقد أن هناك أفضل من مندوب التوصيل ليكون المنظور من خلاله».
محمد القرعاوي في مشهد المدير (الشرق الأوسط)
لماذا مندوب التوصيل؟
يؤكّد القرعاوي ضرورة أن يحمل أي عمل رسالة ما، وغالباً ما تكون إنسانية بالدرجة الأولى. ويشير إلى تأثره بكتاب «معجم الأحزان الخفية» (The Dictionary of Obscure Sorrows)، الذي كان عبارة عن قناة «يوتيوب» أنشأها جون كوينغ، لتسمية المشاعر التي ليس لها مصطلح وصفي في اللغة بلفظة جديدة.
ويوضح: «الخلاصة هي أنك لست الشخصية الرئيسية في هذا الوجود، بل أنت شخص إضافي في قصة شخص آخر»، وتجسد ذلك في موقف عاشه القرعاوي، حين كان في اجتماع مع عدد كبير من المشاهير، حينها أطلّ مندوب التوصيل لتسليم طلبية ما، وشد انتباهه أن هذا الرجل البسيط تجمّد في مكانه، قد يكون فوجئ بوجوده في مكان يجمع كل هؤلاء المشاهير، ويضيف: «من هنا أدركنا أنه ليس هناك أفضل من مندوب التوصيل لنحكي القصة من خلاله».
بطل العمل محمد الدوخي مع المخرج علي الكلثمي (الشرق الأوسط)
سينما الواقع
«مندوب الليل» قد ينتمي لسينما الواقع، إلى درجة تُشعر المشاهد بالالتصاق بالشاب فهد القضعاني، الذي يجد نفسه عالقاً في زحمة سير خانقة بشوارع الرياض، ويعاني تأنيب مديره، ويبحث عن علاج لوالده المريض، وهي مشكلات معتادة تواجه معظم الناس، مما يعني أن المشاهد يتابع فيلماً يشبه حياته اليومية ولم يأته من وحي الخيال.
في حين قدم محمد القرعاوي شخصية المدير الشرير في «مندوب الليل»، وظهر في مشهدين مؤثرين في سياق الفيلم. عن هذه التجربة، يقول: «تعاطفت مع المدير، فهناك دوافع كثيرة جعلته يبدو على هذه الصورة. وهو أيضاً يشبه كثيرين من المديرين من حولنا». مشيراً إلى أن نقاط قوة العمل تكمن في اقترابه الشديد من المشاهد، لدرجه تجعله يندمج سريعاً مع الفيلم.
ومن الجدير بالذكر أن الفيلم المنتظر عرضه في صالات السينما بدءاً من 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، شارك حتى الآن في نحو 5 مهرجانات سينمائية من حول العالم، ومن المقرر أن يُعرض في الصالات الأوروبية بداية العام المقبل 2024، وفق ما كشف عنه صُناعه لـ«الشرق الأوسط». والفيلم من إنتاج «استوديوهات تلفاز 11»، بدعم من «مؤسسة مهرجان البحر السينمائي»، (صندوق دعم الإنتاج).
تحدث الممثل الأميركي البارز ويل سميث مؤخراً عن مخاطر الشهرة. وتطرق سميث للموضوع في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بالسعودية يوم السبت، حيث وصف الشهرة بأنها «وحش فريد» حاول أن يكون «حذراً» منه، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وتابع: «لا يمكنك أن تتحمس عندما يقول الجميع أشياء جيدة عنك، لأنه كلما زاد تقبلك لحديث الناس عنك بإيجابية، زاد تألمك عندما يقولون أموراً سيئة عنك».
وأضاف سميث أن مهمته للمضي قدماً هي أن «أكون واضحاً بشأن هويتي وما أحاول القيام به في العالم».
وتابع «لا أحتاج إلى أن يصفق لي الآخرون كي أواصل التركيز على مهمتي. لقد أردت دائماً أن أضيف الخير للعالم... لطالما أردت أن أجعل الناس يبتسمون. لقد كرست دائماً عملية الفرح والإلهام».
قال الفائز بجائزة الأوسكار إنه شعر «بالخزي» بعد أن صفع الممثل الكوميدي كريس روك على خشبة المسرح في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2022، مضيفاً أنه يشعر الآن «بالإلهام العميق لإتقان النور الخاص بي».
وأفاد «وهذا ما ستكون عليه المرحلة التالية من حياتي، حيث أكمل نوري وأسلطه بأكبر قدر ممكن من السطوع على أكبر عدد ممكن من الناس».
العِرضيات: مدينة التاريخ والطبيعة تطلق «مهرجان العسل»https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4708421-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%90%D8%B1%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D8%AA%D8%B7%D9%84%D9%82-%C2%AB%D9%85%D9%87%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%84%C2%BB
العِرضيات: مدينة التاريخ والطبيعة تطلق «مهرجان العسل»
شهد المهرجان إطلاق أوبريت يحكي تاريخ المدينة في العسل (تصوير: محمد المانع)
تحت أكوام السحب وحباتها التي عانقت الأرض، وما بين الجبال، وعلى خرير الجداول، وفي زحمة التاريخ، وحلاوة الماضي، ونشوة المستقبل الذي تعيشه محافظة العرضيات الواقعة في الجزء الجنوبي من منطقة مكة المكرمة، انطلق أمس أحد أهم مهرجانات العسل، الذي يشكل نموذجاً في طرق الدعم الذي تقوم به وزارة البيئة لقطاع الزراعة في كل اتجاهاته.
المهرجان عرض 5 أنواع من العسل التي تشتهر بها العرضيات (تصوير: محمد المانع)
بإنتاج يفوق 205 آلاف كيلوغرام من العسل الصافي سنوياً، تقول العِرضيات (بكسر العين)، أو (العُرضيات) بضمها، إنها موجودة على خريطة الأمن الغذائي التي تبنتها السعودية وفق رؤيتها، ولم تركن المدينة إلى كثير من القصص والروايات في صفحات التاريخ لمختلف الحقب والأزمنة التي شكلت ملامحها، فكانت حديث الذكريات وأيضاً أيقونة الحاضر بما تحتضنه من تلك الحكايات وتضاريس طبيعية، جعلها حاضرة في كل العصور وملاذاً للحالمين والباحثين عن الجمال.
جانب من حضور «مهرجان العسل» يتقدمهم محافظ العِرضيات (تصوير: محمد المانع)
في مشهد يتكرر مع نهاية كل عام، تجمّع آلاف النحالين تحت سقف واحد، ليس للتحدي، ولكن جل حديثهم مع «الشرق الأوسط» كان بصفة الجمع... «العسل الطبيعي موطنه العِرضيات. أنا أو ذلك النحال في زوايا المعرض، أهدافنا مشتركة، وطموحاتنا ليست لها حدود»، بعد أن وصلوا للعالمية وحصلوا على شهادات في محافل دولية، ما يثبت، وفق حديثهم، أن مدينتهم هي موطن العسل الأصلي، كما أنهم يسعون لرفع إنتاجهم باستخدامهم الطرق الحديثة والوصول عبر هذه المعطيات (الجودة) إلى مرحلة ما بعد الإنتاج في تطوير عمليات التسويق محلياً وخارجياً.
ولمعرفة المزيد عن إنتاج العسل، يقول أحمد الفقيه، مدير مكتب البيئة والمياه والزراعة في محافظة العِرضيات، لـ«الشرق الأوسط»: «المهرجان قائم تحت مظلة وزارة البيئة والمياه والزراعة التي تقوم بدور مهم وكبير في جميع الاتجاهات لدعم النحالين عبر برنامج (ريم)، وأخرى مخصصة لصدور تراخيص النحالين والمزارعين بدعم غير مسترد للنحالين، وهناك دعم الأسر المنتجة»، موضحاً أن «هذه الاستراتيجية تتوافق مع (رؤية المملكة 2030) وفقاً لمستهدفاتها للأمن الغذائي والبيئي والمائي».
أحمد الفقيه مدير مكتب البيئة والمياه والزراعة في محافظة العِرضيات (تصوير: محمد المانع)
وأضاف الفقيه أن هناك جهات لها دور في إنجاح «مهرجان النحل»؛ ومنها «جمعية التنمية في المحافظة الجنوبية»، و«الجمعية التعاونية في المحافظة الشمالية» من خلال الدكتور علي سلطان، الذي يبرز عمله في الدّعم المالي والتنظيم لهذا المهرجان، متوقعاً أن المهرجان سيظهر بشكل يليق بالمحافظة على مستوى البلاد؛ لأنها من المحافظات التي تنتج العسل بكميات كبيرة.
وعن الكميات المقدرة للإنتاج، قال الفقيه، إن إجمالي ما تنتجه المحافظة يقدر بأكثر من 205 أطنان سنوياً من العسل (205 آلاف كيلوغرام) تقدر قيمتها السوقية بنحو 82 مليون ريال (22 مليون دولار)، لافتاً إلى أن العِرضيات تنتج 5 أنواع من العسل تشمل: السدر، والضهيان، والطلح، والسمرا، والمجر. وجميعها متميزة؛ ومنها ما يستخدم للعلاج.
وفي عدد الممارسين قال، إن هناك نحو 1800 نحال مرخص لهم، وهناك نحالون غير مرخص لهم، ليصل إجمالي النحالين إلى نحو 5 آلاف نحالٍ، موضحاً أن عسل المحافظة بشقّية الشمالي والجنوبي يتميز بجودة عالية تتفرد بها العِرضيات لما تملكه من طبيعة وتضاريس مكنتها من أن تمتلك هذه الجودة التي وصلت للعالمية من خلال حصول عدد من النحالين ومربي النحل المحليين على جوائز عالمية في عدد من الدول مثل بريطانيا، والإمارات.
تدفق الزائرون إلى موقع المهرجان (تصوير: محمد المانع)
وتحدث مدير مكتب وزارة البيئة عن دور الوزارة في عمليات التسويق لهذه الكميات الكبيرة من العسل، وجميع المنتجات الزراعية، من خلال الجمعيات المختصة ومنها «الجمعية الزراعية» التي تعرض المنتج بشكل مناسب يتوافق مع المعاير والجودة والشكل النهائي الذي يصل للمستهلك، وهناك «جمعية النحل» وهي تساعد في توفير المواقع لبيع العسل، موضحاً أن غالبية النحالين ينفذّون عمليات البيع شخصياً عبر منافذ مخصصة ووفق ضوابط محدّدة.
وتشير الأرقام إلى أن إنتاج السعودية من العسل يقدر بـ2646 طناً من العسل، في حين أطلقت وزارة البيئة والزراعة حزمة برامج لتطوير قطاع صناعة عسل النحل وإنتاجه في 2018، الذي يُسهم بنحو 660 مليون ريال (176 مليون دولار) تمثل 1.07 في المائة من إجمالي الناتج المحلي الزراعي رافداً اقتصادياً للبلاد.
وتتمثّل البرامج الداعمة لإنتاج العسل في تحسين وتطوير سلالة نحل العسل المحلي وتطوير البنى التحتية، ورفع وتنمية كفاءة المحتوى المحلي وبناء القدرات، وتنظيم وتنمية المراعي النحلية وتشجيع الاستثمار والبحث العلمي لرفع حجم الإنتاج المحلي، خصوصاً أن التقديرات تشير إلى أن استهلاك الفرد المحلي يفوق ضعف متوسط الاستهلاك العالمي، تحديداً في أنواع محددة من العسل الطبيعي.
مهرجان «البحر الأحمر» يُعيد مقتنيات فريد الأطرش وأسمهان للواجهة
الفنانة المصرية لبلبة تقف بجوار عود فريد الأطرش (الشرق الأوسط)
أعاد «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في مدينة جدة بالسعودية، مقتنيات الموسيقار الراحل فريد الأطرش وشقيقته المطربة أسمهان إلى الواجهة مرة أخرى، عبر تنظيم معرض فني تحت عنوان «نورتونا: الإرث المضيء لأسمهان وفريد الأطرش» يستمر حتى 11 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وتضمن المعرض الذي يُنظّم بالتعاون بين المهرجان ومؤسسة «فن جميل» مواد أرشيفية نادرة، وملصقات أصلية، وصوراً فريدة، وممتلكات شخصية للفنان الراحل فريد الأطرش والفنانة أسمهان، من بينها العود الخاص الذي كان يعزف عليه «ملك العود» (اللقب الذي اشتهر به فريد الأطرش) وعدد من الصور والملصقات التاريخية النادرة.
وحرص عدد كبير من الفنانين وضيوف المهرجان على حضور المعرض، من بينهم الفنانة المصرية لبلبة، والإعلامية بوسي شلبي، وأنطوان خليفة مدير البرامج العربية وكلاسيكيات الأفلام في المهرجان، بالإضافة إلى الأمير فيصل بن فؤاد الأطرش نجل شقيق فريد وأسمهان.
تصف الفنانة لبلبة الراحل فريد الأطرش بأنه «كان فناناً استثنائياً»، وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنها «لم تكن محظوظة بمقابلة الفنانة أسمهان»، ولكن فريد الأطرش تقول عنه: «حين كنت طفلة كنت أشاركه في حفلاته الغنائية، وكان يسعد بتقليدي له في فقرات كانت تسبق وصلته الغنائية». وأشارت إلى «أنهما كانا (جيران) ويسكنان في مبنى واحد بالقاهرة». وتابعت: «فريد كان بالفعل فريداً من نوعه، لم يكن يعرف الكذب، ولا يجيد إلا عمل الخير، كل من تعاون معه أحبه، وكان يعشق مصر».
وتخلّل المعرض عرض للفيلم المصري الموسيقي، الذي رُمم حديثاً «انتصار الشباب» (1941) بطولة أسمهان وفريد الأطرش. وأعربت لبلبة عن سعادتها بترميمه وعرضه ضمن فعاليات المهرجان قائلة: «سعيدة للغاية بقيام مهرجان البحر الأحمر بترميم فيلم (انتصار الشباب) الذي أراه واحداً من كلاسيكيات السينما المصرية والعربية، وأتمنى من القيمين عليه ترميم المزيد من الأفلام خلال السنوات المقبلة، لنحافظ على إرثنا للأجيال القادمة».
ولد فريد الأطرش عام 1910 في سوريا، وعاش في مصر واشتهر بصفته واحداً من أهم الموسيقيين والمطربين العرب. وافته المنية في بيروت عام 1974، وولدت أسمهان عام 1912 في سوريا، واسمها الحقيقي آمال فهد الأطرش، وتوفيت في حادث عام 1944 عن عمر 32 عاماً.
وعدّت أنطونيا كارفر، المديرة التنفيذية لمؤسسة «فن جميل»، إطلاق مشروع «سينما حي» في عام 2022 «لحظة محورية للثقافة العامة في السعودية». وقالت في بيان بمناسبة مرور عام على إطلاق المشروع: «حرصنا منذ البداية على أن يحمل المشروع شعار (السينما للجميع)»، مضيفة أن «المشروع يعمل على صناعة سينما مستقلة ومتخصصة في السعودية تهدف إلى دعم المشهد السينمائي المحلي»، ولفتت إلى «اهتمام المشروع بالعروض البحثية والمناقشات وورش العمل التي تسلط الضوء على تاريخ السينما في المنطقة ومستقبلها». وتابعت: «لقد أتاح مشروع (سينما حي) الفرصة لعشاق السينما في مدينة جدة التواصل مع العالم من خلال الأفلام العالمية التي تقدمها عبر المهرجانات، والمعارض المؤقتة، والتعاون المحلي، والعالمي، مع الجهات المختلفة مثل وزارة الثقافة، ومعرض بينالي للفنون الإسلامية، وكلية الفنون السينمائية في جامعة عفت».
ويذكر أن النسخة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»، تُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى 9 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. ويُعدّ معرض «نورتونا» التعاون الثالث بين مؤسسة «فن جميل» ومهرجان «البحر الأحمر».
أمجد الرشيد لـ«الشرق الأوسط»: «إن شاء الله ولد» يجسد مُعاناة المرأة
المخرج الأردني أمجد الرشيد (حسابه عبر «إنستغرام»)
يتناول الفيلم الأردني «إن شاء الله ولد» للمخرج أمجد الرشيد، معاناة امرأة بسيطة، من قوانين وتقاليد لا تمنحها حقوقها، وينافس ضمن المسابقة الرسمية في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»، حيث يشهد عرضه العربي الأول بالمهرجان، الذي سبق أن حظي بدعم إنتاجي منه، وحاز الفيلم 10 جوائز من مهرجانات دولية منذ عرضه في مهرجان «كان» السينمائي في دورته الماضية، كما ترشح ليمثل الأردن في منافسات «الأوسكار» ضمن فئة أفضل فيلم دولي، وهو من بطولة منى حوا، وهيثم عمري، ويمنى مروان.
وأعرب المخرج أمجد الرشيد عن سعادته بأن يكون «العرض العربي الأول للفيلم عبر (مهرجان البحر الأحمر) الذي دعمه إنتاجياً»، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «سعادته مغلفة بحزن كبير، بسبب ما يحدث في غزة وفلسطين»، متمنياً أن يحلّ السلام على المنطقة العربية كلها.
ويحكي الفيلم قصة نوال، وهي امرأة أردنية شابة وأم لطفلة تستيقظ لتفاجأ بوفاة زوجها النائم بجوارها، وقبل أن تفيق من صدمة رحيله المباغت تقابل حصاراً من شقيقه الذي يطالب بحقه في ميراثه «الذي لم ينجب ولداً»، وباستيفاء ديون لزوجها لم تعرفها، حتى لو ببيع غرفة نومها والبيت المتواضع الذي يأويها وطفلتها، والذي كانت تدفع أقساطه من دخلها عاملة. وتكتشف نوال بعد ذلك حملها، فيطاردها الأمل أن يكون المولود ذكراً حتى تبقى في بيتها وينتهي هذا الكابوس.
ورأى الرشيد «أن الفيلم يطرح قصة امرأة، لكنها بالنسبة له قضية مجتمع كامل».
عن مصدر الحكاية ومدى ارتباطها بالواقع، قال الرشيد إن «بطلة الفيلم هي كل امرأة موجودة من حولي، فقد نشأت في عائلة بها الكثير من النساء، كنت أسمع قصصهن منذ صغري، ورأيتهن سيدات مكافحات تعرضن لظلم لكنهن لم يستسلمن»، موضحاً أنه «أراد لنوال ألّا تتصرف كضحية رغم أنها كذلك، ففي نهاية المطاف الذكور في الفيلم هم ضحايا أيضاً للمجتمع».
لقطة من الفيلم (المخرج)
ويعد «إن شاء الله ولد» أول أفلام المخرج الأردني الشاب، الذي قدم قبله خمسة أفلام قصيرة. وقال: «حاولت أن أجرب أموراً مختلفة سواء بالكتابة أو الصورة، لأبحث عن صوتي كصانع أفلام، إلى أن توصلت إلى أنني أريد أن أحكي هذا النوع من القصص الاجتماعية الواقعية».
جاء «إن شاء الله ولد» برؤية ناضجة عكس بعض الأفلام الأولى للمخرجين التي تتسم عادة بطابع التجريب، وعن ذلك يقول الرشيد: «صنعت الفيلم بخياراتي ووفق رؤيتي»، ولفت إلى أنه وجد تجاوباً كبيراً من نساء غربيات عند عرضه في الخارج، مع البطلة رغم أنهن لم يتعرضنّ لتلك المعاناة.
ونفى المخرج تعمده تقديم نماذج سلبية للرجال في الفيلم، موضحاً أن «زميل البطلة كان مهتماً بها، ويسعى لإكمال حياته معها بشكل جدّي، لكنه لم يكن خياراً لنوال لأنها ستخسر كل شيء». وأوضح أنه «يطرح من خلال شخصية (رفقي) شقيق الزوج الذي يحاول الاستفادة من القوانين، معادلة اجتماعية وأخلاقية»، وتابع: «هدفي ليس إظهار الرجل بصورة بشعة ولا المرأة كضحية، وإنما أن أحثّ المشاهد للتفكير فيما نطرحه».
بوستر الفيلم (المخرج)
لا يخفي الرشيد «قلقه من العرض الجماهيري للفيلم في بلاده»، مبرراً ذلك بأن همّه الأول الجمهور الأردني والعربي. وقال: «نحن لا نقصد أبداً أن نطرح أفلاماً لا تمثل الشعب أو المجتمع، بل يهمّنا أن نعكس قضايا مجتمعاتنا ونقف أمام مرآة لنواجه أنفسنا بهدف تطوير المجتمع لا بهدف الفرجة على عيوبنا».
وعن تعدد جهات الإنتاج في الفيلم، يؤكد الرشيد أنه من إنتاج أردني سعودي قطري مصري فرنسي مشترك، وأوضح قائلاً: إنه «فيلم مستقل، لذا فهو يتطلب دعماً مختلفاً، الفيلم ليس كوميدياً يقف وراءه منتج، بل قصة اجتماعية تطرح قضية مهمة، ونوعية الأفلام هذه تتطلب هذه الطريقة في الإنتاج المشترك».
لا يضع الفيلم نهاية محددة لمصير البطلة، لكنه يترك مشاهده في حالة ترقّب، وعن ذلك يقول الرشيد إن «النهاية مثل البداية لم نطرح حلاً للمشكلة، بل طرحنا أسئلة بطريقة ساخرة».