الصبيحي.. جنرال في مواجهة {الحوثي}

الصبيحي.. جنرال في مواجهة {الحوثي}
TT

الصبيحي.. جنرال في مواجهة {الحوثي}

الصبيحي.. جنرال في مواجهة {الحوثي}

مع تصاعد أحداث العنف وانهيار الجيش اليمني تسلط الأضواء حاليا على الجنرال الجنوبي محمود الصبيحي الذي أصبح قائد الجيش الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي، منذ نجاحه في الإفلات من إقامته الجبرية، التي فرضها عليه الحوثيون في صنعاء.
واستغل الحوثيون الوضع الهش لتركيبة الجيش اليمني القائمة على الولاء الشخصي، منذ 3 عقود، ليتمكنوا من استقطاب قيادات عسكرية وأمنية سهلت لهم الطريق للسيطرة على المدن والعاصمة صنعاء ومعسكرات الجيش والأمن، فأصبح الجيش بيد ميليشيات مسلحة بعد أن كان يخوض معارك عنيفة ضدهم قبل خمس سنوات.

لقد أثار الجنرال الصبيحي الجدل في أول يوم وصل فيه إلى الجنوب، حيث فضل الذهاب إلى مسقط رأسه في لحج، وليس إلى عدن حيث يقيم هادي، وكانت هناك تكهنات باعتزاله العمل العسكري ومتابعة حياته بعيدا عن الزي العسكري، لكن سرعان ما أرسل هادي إليه وفدا رئاسيا لإقناعه بالعودة لمنصبه وزيرا للدفاع، وقيادة القوات الموالية له، وقد وافق على ذلك بعد ضغوط أميركية تعرض لها الرجل، ثم بعدها بأيام ذهب إلى عدن، والتقى بهادي بالزي الشعبي، لكنه لم يرتدِ البزة العسكرية إلا بعد أسبوعين من خروجه من صنعاء عندما زار مطار عدن ومعسكرات للجيش في عدن.
تمكن الجنرال خلال بضعة أيام من إعادة تشكيل وترتيب بعض الوحدات العسكرية والأمنية، وفتح باب التجنيد، والاستعانة باللجان الشعبية التي شكلها هادي عام 2012، ليقود بعدها أولى معاركه منذ تعيينه وزيرا للدفاع داخل أسوار عدن، حيث تمكن من إنهاء التمرد العسكري داخل فرع قوات الأمن الخاصة التي حاولت السيطرة على مقرات حيوية من بينها مطار عدن.

مهمة صعبة
يعلم الصبيحي جيدا أن الجيش ووحداته المنتشرة في الشمال والجنوب لا تدين بالولاء له بشكل كامل، لهذا حرص على زيارة المعسكرات والألوية في عدن، خصوصا المعسكرات التي تضم جنودا موالين للرئيس السابق، كما قام بتعيين قيادات جديدة في قاعدة العند الجوية التي تعد أكبر قاعدة عسكرية في البلاد، والتقى بقيادات ما تسمى اللجان الشعبية الجنوبية وطالبهم بأن يبتعدوا عن رفع شعارات الانفصال واللغة المناطقية، مؤكدا لهم أن عدو اليمن في الشمال والجنوب واحد وهم جماعة الحوثيين.
بحسب الخريطة العسكرية للجيش اليمني، فإن أغلب قواته تتوزع في الجنوب، ينتمي معظم منتسبيها إلى الشمال، وخلال الأيام الماضية فر كثير من الجنود من معسكراتهم باتجاه الشمال بعد تهديدات تعرضوا لها من الجنوبيين، وتبدو مهمة الصبيحي في إخضاع جميع المناطق العسكرية في الجنوب لإمرته صعبة، فمن بين سبع مناطق عسكرية توجد أربع مناطق في الجنوب والشرق وهي لا تزال بعيدة عن سيطرة الحوثيين وصالح اللذين يسيطران بشكل مباشر على ثلاث في الشمال، فالجنوب تقع فيه المنطقة العسكرية الأولى ومقر قيادتها مدينة سيئون، والمنطقة العسكرية الثانية ومقر قيادتها في المكلا، والمنطقة العسكرية الثالثة ومقر قيادتها في مأرب، وتمتد إلى محافظة شبوة الجنوبية والجوف في الشمال الشرقي، أما المنطقة العسكرية الرابعة ومقر قيادتها في مدينة عدن فهي من أهم المناطق العسكرية الخاضعة لهادي ووزير دفاعه، وكان الصبيحي قائدها قبل أن يعين وزيرا للدفاع، وتضم المنطقة العسكرية عدة ألوية ومعسكرات تمتلك أقوى الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، لكن مصادر عسكرية تؤكد وجود كتائب خاصة تدين بالولاء التام للرئيس السابق، ما يجعلها مشكوكا في ولائها للصبيحي وخضوعها له.
ويبدو أن الأحداث التي عاشها الجنرال الصبيحي طوال فترة حياته العسكرية التي أمضى فيها 39 سنة شكلت شخصية الصبيحي المغامرة والشجاعة والنزيهة كما يصفه من عمل معه، ما جعله من أهم الشخصيات العسكرية التي تحظى باحترام وإجماع سواء في الجنوب أو الشمال، فالصبيحي عاصر المراحل التاريخية في الجنوب والشمال، فقد كان قائد عسكري شغل كثيرا من المناصب في وحدات الجيش قبل الوحدة اليمنية عام 1990، وبعدها عيّن أيضا في مناصب عسكرية، ومثلما كان الرجل آخر قائد عسكري رحل من عدن في حرب 1994، التي انتصرت فيها قوات الشمال على الجنوب في ما يعرف بحرب الانفصال، فإن الصبيحي أيضا عاد للخدمة العسكرية بعد توقف دام 15 عاما، ليعينه الرئيس السابق علي عبد الله صالح قائد محور العند وأحد مستشاريه، ثم عيّن عام 2013 قائدا للمنطقة العسكرية الجنوبية في عدن، وعيّن في 2014 وزيرا للدفاع في ظروف صعبة وأوضاع منهارة للجيش، وبعد استقالة حكومة خالد بحاح في مطلع العام الحالي حاول الحوثيون استغلال الجنرال الصبيحي وعينوه رئيسا للجنة الأمنية العليا، وطلبوا منه إصدار قرارات بتعيينات موالين لهم في الجيش، وهو ما رفضه الرجل بحسب شهادة المقربين منه، الذي أكدوا أن هذه الضغوطات كانت سببا في فراره من صنعاء وكسر الإقامة الجبرية عليه.

انتصارات وخذلان
يقول اللواء متقاعد صالح حربي لـ«الشرق الأوسط» إن الصبيحي عرف عنه أنه رجل عسكري بامتياز يمتلك الشجاعة والانضباط العسكري والجدية في العمل، كما أن يده نظيفة ولا يعرف أنه قام باستغلال الجيش لمصلحته الشخصية، لذا يحظى باحترام الجميع سواء من العسكريين الذين عملوا معه أو المدنيين الذين عرفوه عن قرب. ويلفت حربي إلى أن الصبيحي جاء من أسرة مناضلة شاركت مع الجبهة القومية في الجنوب، وتعتمد أسرته بشكل رئيسي على فلاحة الأرض البسيطة في قريته»، موضحا أن معارك الصبيحي تشهد له بجدارته في قيادة الجيش تحت أي ظروف، وقال: «لقد كان يتقدم الصفوف الأولى في المعارك التي خاضها ضد عناصر تنظيم القاعدة في بداية تأسيس ما تسمى جماعة أنصار الشريعة، ونجح في كسر شوكتهم وهزيمتهم، خصوصا في محافظة شبوة»، ويستدرك حربي: «لكن رغم هذه الانتصارات فقد كان الصبيحي يتعرض لخذلان من قبل القيادة السياسية والعسكرية المركزية سواء في صنعاء أو عدن، حيث كان يتلقى توجيهات بوقف انتصاراته ووقف الهجوم على مواقع (القاعدة)»، وأشار اللواء المتقاعد إلى أن الصبيحي تمكن خلال الفترة الماضية من توحيد مواقف الجنوبيين والوحدات العسكرية التي لا تزال في الجنوب».
وبسبب اندفاعه وتقدمه الصفوف الأولى في المعارك التي يخوضها فقد تعرض الصبيحي لسبع محاولات اغتيال، أسفرت عن مقتل وجرح كثير من مرافقيه. يقول المقربون من الصبيحي إن الحياة العسكرية طغت على حياته الشخصية، فأغلب وقته يقضيه داخل المعسكرات ومقرات القيادة العسكرية، يقول المحلل السياسي أنيس منصور الذي ينتمي إلى مسقط رأس الصبيحي في منطقة هويرب بمديرية المضاربة في لحج: «إن الصبيحي الذي له ستة أولاد، يعيش معظم وقته في وحدات الجيش وفي حل المشكلات في منطقته، وقبل شهرين توفي والده وكريمته»، موضحا لـ«الشرق الأوسط»: «إن كل الفصائل السياسية والاجتماعية في الجنوب تكن له الاحترام وهي راضية عنه»، وأشار منصور إلى أن الصبيحي يعيش حياة تقشف ويده نظيفة، فأسرته تنتمي إلى الطبقة المكافحة، ومنزله متواضع، وغالبا ما يصرف من جيبه، حرصا منه على أموال الدولة»، مؤكدا أنه ورغم أنه قائد عسكري فإنه لم يطلب من أبنائه الانخراط في الجيش كما يفعل كثيرون، فهناك من أولاده من يدرس في ماليزيا، ومنهم معلم في مدرسة، والبقية يعملون في فلاحة الأرض ورعاية الغنم».
لا يجيد الصبيحي السياسة، وكما هو معروف عن الحياة السياسية فقط طبعت الرجل بشخصية جريئة وجادة بعيدا عن التعاملات الدبلوماسية، وقد ظهر ذلك في أحد مقاطع الفيديو الذي صورته في اجتماع لقيادات عسكرية مع سلفه اللواء محمد ناصر أحمد، ويظهر المقطع الصبيحي الذي كان يشغل قائد المنطقة الرابعة، أثناء إلقاء كلمته وانتقاده لموقف السلطات المركزية من دعم وحدات عسكرية في الجنوب، ليقاطعه وزير الدفاع، ما أغضب الصبيحي الذي وبخه وطلب منه السكوت حتى يكمل كلامه.
من جانبه يقول المحلل السياسي عبد الله الوصابي لـ«الشرق الأوسط» إنه رغم اللحظات التي كان فيها الصبيحي لغزا كبيرا لدى اليمنيين، وعدم قدرتهم على تحليل مواقفه، فإن الرجل اكتسب كثيرا من الزخم والثقة وعلقت عليه آمال كبيرة عندما رفض الانصياع لوضعه لدى الحوثيين بعد البيان الانقلابي الذي على أساسه عينه الحوثيون رئيسا للجنتهم الأمنية، رغم ما يحمله ذلك من مزايا ووضع عسكري كبير، مشيرا إلى أن الصبيحي نجح في أن يكتسب بخروجه من مظلة الحوثيين والتحاقه بالرئيس الشرعي هادي كثيرا من الاحترام والتقدير، ويثبت أنه لن يقبل أن يكون أداة بيدهم لتمرير مشروعهم، وجعله محافظا للقسم العسكري الذي خانه كثير من قيادات الجيش قبله»، ويؤكد الوصابي أن «كثيرا من الآمال معلق عليه في لملمة ما تبقى من جيش وطني، وتنظيم اللجان الشعبية وتنقيتها وجعلها لجانا شبه رسمية منضبطة تؤسس لتكون جزءا من الجيش الوطني».
أما الصحافي الجنوبي فؤاد مسعد فيعتبر أن ما عمله الصبيحي خلال الفترة الماضية رفع رصيده الوطني، فخروجه المفاجئ من صنعاء وانتقاله إلى عدن شكّل ضربة موجعة لميليشيا الانقلاب الحوثية، وتبعها بضربة موجعة ثانية حين قاد معركة عسكرية خاطفة لإخماد التمرد الذي دعمه الحوثيون وصالح في عدن ولحج، ويؤكد مسعد أن «الثقة التي يحظى بها الصبيحي من القوى السياسية والعسكرية جعلته معظم اليمنيين يراهنون عليه، في قيادة المواجهات مع مسلحي الحوثي وصالح».

من هو محمود أحمد سالم الصبيحي؟

مواليد: هويرب مديرية المغاربة محافظة لحج 1948م، متزوج ولديه 6 أولاد.
المؤهلات:

- بكالوريوس علوم عسكرية – الكلية العسكرية عدن 1976م.
- ماجستير علوم عسكرية - أكاديمية فرونزا - الاتحاد السوفياتي 1978 - 1982م.
- دورة قيادة وأركان - أكاديمية فورنزا 1988م.
المناصب التي تقلدها:

- أركان حرب لواء ملهم 1982 - 1986م.
- قائد اللواء 25 ميكا 1986 - 1988م.
- قائد الكلية العسكرية عدن 1988 - 1990م.
- نائب مدير الكلية الحربية 1990 - 1993م.
- قائد اللواء 25 ميكا 1993 - 1994م.
- مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة 2010م.
- قائد محور العند قائد اللواء 201 ميكا مارس (آذار) 2011 - 2013م.
- قائد المنطقة العسكرية الرابعة، (2013 - 2014).
- وزير الدفاع في حكومة خالد بحاح، 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014.
- عينه الحوثيون بعد انقلابهم على الرئيس هادي رئيسا للجنة الأمنية في فبراير (شباط) 2015.
- كسر الإقامة الجبرية وخرج من صنعاء إلى مسقط رأسه في لحج الجنوبية، في 8 مارس 2015.



بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها
TT

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

خطفت بوتسوانا (بتشوانالاند سابقاً) أنظار العالم منذ أشهر باكتشاف ثاني أكبر ماسة في العالم، بيد أن أنظار المراقبين تخاطفت الإعجاب مبكراً بتلك الدولة الأفريقية الحبيسة، بفضل نموذجها الديمقراطي النادر في قارتها، وأدائها الاقتصادي الصاعد.

قد يكون هذا الإعجاب سجل خفوتاً في مؤشراته، خصوصاً مع موجة ركود وبطالة اجتاحت البلاد منذ سنوات قليلة، إلا أنه يبحث عن استعادة البريق مع رئيس جديد منتخب ديمقراطياً.

على عكس الكثير من دول «القارة السمراء»، لم تودّع بوتسوانا حقبة الاستعمار عام 1966 بمتوالية ديكتاتوريات وانقلابات عسكرية، بل اختارت صندوق الاقتراع ليفرز برلماناً تختار أغلبيته الرئيس. وأظهر أربعة من زعماء بوتسوانا التزاماً نادراً بالتنحي عن السلطة بمجرد استكمال مدّد ولايتهم المنصوص عليها دستورياً، بدءاً من كيتوميلي ماسيري، الذي خلف «السير» سيريتسي خاما عند وفاته في منصبه بصفته أول رئيس لبوتسوانا. وهذا التقليد الذي يصفه «مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية» بأنه «مثير للإعجاب»، جنت بوتسوانا ثماره أخيراً بانتقال سلمي للسلطة إلى الحقوقي والمحامي اليساري المعارض دوما بوكو.

انتصار بوكو جاء بعد معركة شرسة مع الرئيس السابق موكغويتسي ماسيسي ومن خلفه الحزب الديمقراطي... الذي حكم البلاد لمدة قاربت ستة عقود.

ويبدو أن تجربة تأسيس الحزب الديمقراطي من زعماء قبائل ونُخَب أوروبية كانت العلامة الأهم في رسم المسار الديمقراطي لبوتسوانا، عبر ما يعرف بـ«الإدماج الناعم» لهؤلاء الزعماء القبليين في بنية الدولة. لكن المفارقة كانت «الدور الإيجابي للاستعمار في هذا الشأن»، وفق كلام كايلو موليفي مُستشار الديمقراطية في مكتب رئيس بوتسوانا السابق للإذاعة السويسرية. وتكمن كلمة السر هنا في «كغوتلا»، فبحسب موليفي، اختار البريطانيون الحُكم غير المُباشر، عبر تَرك السلطة للقادة القبليين لتسيير شؤون شعبهم، من دون التدخل بهياكل الحكم التقليدية القائمة.

نظام «كغوتلا» يقوم على «مجلس اجتماعي»، ويحق بموجبه لكل فرد التعبير عن نفسه، بينما يناط إلى زعيم القبيلة مسؤولية التوصل إلى القرارات المُجتمعية بتوافق الآراء. ووفق هذا التقدير، قاد التحالف البلاد إلى استقرار سياسي، مع أنه تعيش في بوتسوانا 4 قبائل أكبرها «التسوانا» - التي تشكل 80 في المائة من السكان وهي التي أعطت البلاد اسمها -، بجانب «الكالانغا» و«الباسار» و«الهرو».

وإلى جانب البنية الديمقراطية ودور القبيلة، كان للنشأة الحديثة للجيش البوتسواني في حضن الديمقراطية دور مؤثر في قطع الطريق أمام شهوة السلطة ورغباتها الانقلابية، بفضل تأسيسه في عام 1977 وإفلاته من صراعات مع الجيران في جنوب أفريقيا وزيمبابوي وناميبيا.

على الصعيد الاقتصادي، كان الاستعمار البريطاني سخياً – على نحو غير مقصود – مع بوتسوانا في تجربة الحكم، إلا أنه تركها 1966 سابع أفقر دولة بناتج محلي ضئيل وبنية تحتية متهالكة، أو قل شبه معدومة في بعض القطاعات.

مع هذا، انعكس التأسيس الديمقراطي، وفق محللين، على تجربة رئيسها الأول «السير» سيريتسي خاما؛ إذ مضى عكس اتجاه الرياح الأفريقية، منتهجاً نظام «رأسمالية الدولة»، واقتصاد السوق، إلى جانب حرب شنَّها ضد الفساد الإداري.

على صعيد موازٍ، أنعشت التجربة البوتسوانية تصدير اللحوم، كما عزّز اكتشاف احتياطيات مهمة من المعادن - لا سيما النحاس والماس - الاقتصاد البوتسواني؛ إذ تحتضن بلدة أورابا أكبر منجم للماس في العالم.

ثم إنه، خلال العقدين الأخيرين، جنت بوتسوانا - التي تغطي صحرء كالاهاري 70 في المائة من أرضها - ثمار سياسات اقتصادية واعدة؛ إذ قفز متوسط الدخل السنوي للمواطن البوتسواني إلى 16 ألف دولار أميركي مقابل 20 دولاراً، بإجمالي ناتج محلي بلغ 19.3 مليار دولار، وفق أرقام البنك الدولي. كذلك حازت مراكز متقدمة في محاربة الفساد بشهادة «منظمة الشفافية العالمية». ومع أن الرئيس البوتسواني المنتخب تسلم مهام منصبه هذا الأسبوع في ظل مستويات بطالة مرتفعة، وانكماش النشاط الاقتصادي المدفوع بانخفاض الطلب الخارجي على الماس، إلا أن رهان المتابعين يبقى قائماً على استعادة الماسة البوتسوانية بريقها.