عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> السفير جاسم المباركي، رئيس الديوان الوطني لحقوق الإنسان بالكويت، التقى الممثل المقيم للبنك الدولي في الكويت غسان خوجة، وقال المباركي إن الديوان يولي أهمية للشراكات الاستراتيجية مع المنظمات الدولية العاملة في مجال التنمية المستدامة لتحقيق «رؤية 2035»، وخلق بيئة معيشية مستدامة وتحسين المكانة الدولية للبلاد، كما استعرض خلال اللقاء دور الديوان فيما يتعلق بتحقيق رؤية الشراكة بين الكويت والبنك الدولي لتحسين بيئة الأعمال وظروف العمالة في الكويت.
> السفيرة سيسه الشيخ بيده، قدمت أول من أمس، أوراق اعتمادها سفيرة فوق العادة وكاملة السلطة للجمهورية الإسلامية الموريتانية لدى الولايات المتحدة الأميركية، إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، وخلال إجراءات التقديم، أبلغت السفيرة تحيات رئيس الجمهورية الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، للرئيس بايدن، وتمنياته للولايات المتحدة بدوام التقدم والازدهار، وأكدت السفيرة للرئيس الأميركي أنها لن تألو جهداً في تعزيز وتطوير علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، وخدمة للمصالح المشتركة بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية والولايات المتحدة الأميركية.
> هنري ووستر، سفير أميركا لدى المملكة الأردنيّة الهاشمية، زار أول من أمس، مقهى ومطل كوخ الجبل على شارع الستين في مدينة السلط، برفقة عقيلته، وتأتي زيارة السفير ضمن جولته في مدينة السلط مع مؤسسة إعمار السلط، وخلال الزيارة التقى السفير بالشّباب القائمين على مشروع كوخ الجبل السياحي الذي أصبح من أهم الوجهات السياحية في المدينة، وجال السفير وعقيلته في المكان والتقطا الصور التذكاريّة مع زوار المكان.
> السفير علي بن حسن الحمادي، الأمين العام للهلال الأحمر القطري، أكد أن الحوار الاستراتيجي الأول بين الهلال الأحمر القطري والصليب الأحمر الأميركي، يعد امتداداً للعلاقات الثنائية بين دولة قطر والولايات المتحدة، معتبراً أن «الجانب الإنساني لا يقل أهمية عن مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية وغيرها من جوانب العلاقات التي تربط البلدين». يذكر أن الحوار بين الطرفين جاء لتبادل الرؤى والخطط الاستراتيجية في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وتبادل الخبرات في طرق التعامل مع الأزمات.
> دميترى كرويتور، سفير جمهورية مولدوفا بالقاهرة، زار أول من أمس، الغرفة التجارية للقاهرة، والتقى عدداً من مسؤوليها، وأكد السفير أهمية توطيد العلاقات بين مصر ومولدوفا وزيارة حجم التبادل التجاري، والاستثمارات بين البلدين، خصوصاً أن مولدوفا تتمتع بعدة مميزات أهمها موقع جغرافي متميز، كما أكّد السفير أن الفترة المقبلة ستشهد تعاوناً جديداً بين البلدين، من عمل لقاءات «أون لاين» بين الشركات المصرية وشركات مولدوفا من خلال التدريب بين الغرفة التجارية للقاهرة وغرفة تجارة مولدوفا.
> السفير ناصر القحطاني، الأمين العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية، شهد أول من أمس بالقاهرة، انطلاق المنتدى العربي لصحة المرأة، تحت شعار «المرأة والسرطان... من الوقاية إلى التعافي»، بحضور عدد من الوزراء وممثلي الجهات والمنظمات الرسمية، وقال إن هناك تحديات تواجه النهوض بصحة المرأة العربية، أبرزها نقص البنية التحتية اللازمة، وبعض الأعراف الاجتماعية التي تعيق التعامل مع صحة المرأة، مضيفاً أن المنتدى يهدف إلى رفع الوعي الصحي لدى المرأة العربية بشأن أمراض السرطان.
> أصدر فهد أبو النصر؛ وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية العامة السعودية، قراراً بتكليف سليمان الغربي؛ مديراً لإدارة الهيئات والمؤسسات الإسلامية.
ويتمتع الغربي بخبرات عملية متنوعة في «الخارجية»، حيث عمل في عدد من سفارات المملكة في دول عدة.
> لسعد العجيلي، سفير تونس لدى ليبيا، استقبله أول من أمس، النائب العام الليبي الصديق الصور، حيث استعرض الجانبان سبل تعزيز التعاون القضائي في المسائل الجنائية بين البلدين، بما في ذلك تعزيز جهود التصدي للجريمة المنظمة وتيسير النظر في طلبات تسليم المجرمين عبر آلية عمل ترتكز على مذكرة تفاهم تجمع بين النيابتين العامتين الليبية والتونسية.
> جوناثان كوهين، سفير أميركا بالقاهرة، وأشرف صبحي وزير الشباب والرياضة المصري، شهدا أول من أمس، احتفال السفارة الأميركية بعدد من لاعبي ولاعبات الإسكواش المصريين الذين شاركوا في بطولة مصر المفتوحة الدولية للإسكواش، التي أقيمت فعالياتها خلال الفترة من 10 إلى 17 سبتمبر (أيلول) الجاري، ورحب السفير الأميركي بالوزير واللاعبين، متمنياً لهم دوام التوفيق والتقدم في البطولات المختلفة، مثنياً على الروح العالية التي ظهروا بها بجانب الروح الرياضية التي تحلوا بها، وهو ما تسهم فيه الرياضة بنشر ثقافة التسامح بين الجميع.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)