«بلازما النقاهة» لا تساعد مرضى الحالات الخطرة من «كورونا»

جناح العناية المركزة لمرضى كورونا في مستشفى بأيداهو (أ.ب)
جناح العناية المركزة لمرضى كورونا في مستشفى بأيداهو (أ.ب)
TT

«بلازما النقاهة» لا تساعد مرضى الحالات الخطرة من «كورونا»

جناح العناية المركزة لمرضى كورونا في مستشفى بأيداهو (أ.ب)
جناح العناية المركزة لمرضى كورونا في مستشفى بأيداهو (أ.ب)

لفترة طويلة منذ بداية جائحة فيروس «كورونا»، المسبب لمرض «كوفيد - 19»، كان يُعتقد أن «بلازما الدم للناجين من المرض ستساعد أولئك الذين يعانون من مرض خطير من الفيروس»؛ لكن دراسة كندية حديثة نُشرت في العدد الأخير من دورية «نيتشر ميدسين»، أثبتت أنها «عديمة الفائدة في التقليل من خطر الوفاة أو التنبيب، أي إدخال أنبوب بلاستيكي إلى القصبة الهوائية لإبقاء المجاري التنفسية مفتوحة أو لتعمل كمجرى لإعطاء المريض أدوية».
وقال دونالد أرنولد، الباحث الرئيسي المشارك في الدراسة، اختصاصي أمراض الدم وأستاذ الطب بجامعة ماكماستر، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة في 9 سبتمبر (أيلول) الجاري: «نحن نحذّر من استخدام بلازما المتعافين في فترة النقاهة لعلاج مرضى (كوفيد - 19) في المستشفى؛ إلا إذا كانوا في تجربة إكلينيكية مراقبة عن كثب». ويضيف: «نحن ننصح بذلك بعد أن وجدنا أن المرضى الذين يتلقون (بلازما النقاهة) قد تعرضوا لأحداث سلبية أكثر خطورة من أولئك الذين يتلقون رعاية قياسية، وكانت غالبية هذه الأحداث هي زيادة الحاجة للأكسجين وتفاقم فشل الجهاز التنفسي. ومع ذلك، لم يكن معدل الحوادث المميتة مختلفاً بشكل كبير عن المجموعة الضابطة من المرضى الذين لم يتلقوا البلازما».
وكانت النتائج المبكرة لهذه الدراسة، التي شملت 940 مريضاً في 72 مستشفى في كندا والولايات المتحدة والبرازيل، قد تسببت في توقف التجربة السريرية للعلاج بالبلازما، المسماة (كونكور - 1) عن تسجيل المرضى في وقت مبكر من يناير (كانون الثاني) 2021 بعد أن أوصت لجنة مراقبة سلامة البيانات المستقلة بأن «الدراسة من غير المرجح أن تثبت فائدة (بلازما النقاهة) حتى لو تم تسجيل مزيد من المرضى». «وكونكور 1» هي تجربة للعلاج بالبلازما، استبعدت المرضى الذين لم يكونوا بحاجة إلى الوجود في المستشفى، ومرضى المستشفى الذين كانوا بحاجة إلى التنبيب في وقت دخولهم.
وكان الاكتشاف الثانوي لهذه الدراسة، هو أن «(بلازما النقاهة) تحتوي على محتوى متغير للغاية من الأجسام المضادة بسبب الاستجابة المناعية شديدة التغير للفيروس، ولوحظ أن أشكال الأجسام المضادة المختلفة في (بلازما النقاهة) تؤثر بشكل كبير على ما إذا كان المرضى قد عانوا من التنبيب أو الموت».
وكانت ملامح الجسم المضاد غير المواتية، والأجسام المضادة غير الوظيفية أو كليهما، مرتبطة بخطر أعلى للتنبيب أو الموت. ويقول الباحث الرئيسي المشارك فيليب بيجين إن «الضرر قد يأتي من نقل (بلازما النقاهة) التي تحتوي على أجسام مضادة سيئة الأداء». ويضيف: «إحدى الفرضيات هي أن هذه الأجسام المضادة المختلة يمكن أن تتنافس مع الأجسام المضادة الخاصة بالمريض ويمكن أن تعطل الاستجابة المناعية المتزايدة، وقد لوحظت هذه الظاهرة سابقاً في النماذج الحيوانية وفي الدراسات البشرية على لقاحات فيروس نقص المناعة البشرية».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.