تسجيل محمية جزر فرسان السعودية في «اليونيسكو»

تمتاز بتنوع بيئي وحياة فطرية نادرة

تمتاز جزر وشواطئ فرسان بتنوع بيئي وحياة فطرية نادرة (واس)
تمتاز جزر وشواطئ فرسان بتنوع بيئي وحياة فطرية نادرة (واس)
TT

تسجيل محمية جزر فرسان السعودية في «اليونيسكو»

تمتاز جزر وشواطئ فرسان بتنوع بيئي وحياة فطرية نادرة (واس)
تمتاز جزر وشواطئ فرسان بتنوع بيئي وحياة فطرية نادرة (واس)

اعتمد برنامج الإنسان والمحيط الحيوي (الماب)، أحد البرامج التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) تسجيل محمية جزر فرسان السعودية، حسبما كشفت عنه اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، والجمعية السعودية للمحافظة على التراث «نحن تراثنا».
وجاء الإعلان عن تسجيل محمية جزر فرسان في شبكة برنامج الإنسان والمحيط الحيوي خلال اجتماع الدورة الثالثة والثلاثين للجنة التنسيقية للبرنامج الذي عُقد أول من أمس، كثمرة لمساعي الجمعية السعودية للمحافظة على التراث التي استمرت نحو 3 سنوات في ملف الترشح واستيفاء جميع المعايير المتطلبة للتسجيل، لا سيما أن جزر وشواطئ فرسان تمتاز بتنوع بيئي وحياة فطرية نادرة، لتسهم هذه الخطوة في تحقيق تطلعات وزارة الثقافة ومستهدفات «رؤية المملكة 2030» من خلال تحسين وتعزيز حضور المملكة في المحافل الدولية خصوصاً على قوائم «اليونيسكو»، إضافةً لتحسين جودة الحياة في جزر فرسان من خلال تطبيق المعايير والاشتراطات لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي.
وأوضحت الجمعية السعودية للمحافظة على التراث أنها عملت بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية -بوصفه الجهة المسؤولة عن إدارة المحمية والداعم الرئيس لملف الترشيح فيما يتعلق بالأمور الفنية- على إعداد ملف الترشيح وتحقيق جميع المتطلبات والاشتراطات اللازمة لقبول ملف التسجيل، وتضمن العمل على المشروع زيارة ميدانية لجزر فرسان بهدف توثيق المعالم المعمارية وإبراز التنوع البيئي والأحيائي الذي تمتاز به فرسان، إضافةً إلى ثرائها الثقافي والطبيعي.
وتأتي الخطوة تحقيقاً لتطلعات وزارة الثقافة وأهداف «رؤية المملكة 2030» لتحسين جودة التفاعل بين الإنسان والبيئة، وتكليلاً لجهود وفد المملكة لدى «اليونيسكو» برئاسة الأميرة هيفاء بنت عبد العزيز آل مقرن، المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو).
وأعربت الجمعية عن شكرها لكل الداعمين لتحقيق هذه الخطوة المهمة ضمن مستهدفات «رؤية المملكة 2030» وعلى رأسهم الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، ولكل العاملين على تحقيق هذا النجاح.
يُذكر أن شبكة برنامج الإنسان والمحيط الحيوي (الماب) التي نشأت في عام 1971، تُعنى بتحقيق الاستدامة في التنوع الأحيائي الحيواني أو النباتي، وكذلك التنوع البيئي من خلال وضع معايير واشتراطات علمية تطبّق على المحميات الطبيعية والحيوية حول العالم، كما يهدف هذا البرنامج إلى تحسين جودة التفاعل بين الإنسان والبيئة، وتحديد وتقييم التغييرات في المحيط الحيوي الناتجة عن الأنشطة البشرية وآثار هذه التغييرات على الإنسان والبيئة على حدٍّ سواء.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».