بيلاروسيا تتصدر جدول أعمال ميركل خلال زيارتها لوارسو

ميركل مع رئيس وزراء بولندا ماتيوس مورافيكي (أ.ف.ب)
ميركل مع رئيس وزراء بولندا ماتيوس مورافيكي (أ.ف.ب)
TT

بيلاروسيا تتصدر جدول أعمال ميركل خلال زيارتها لوارسو

ميركل مع رئيس وزراء بولندا ماتيوس مورافيكي (أ.ف.ب)
ميركل مع رئيس وزراء بولندا ماتيوس مورافيكي (أ.ف.ب)

أتت زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لوارسو، أمس (السبت)، قبل أسبوعين من الانتخابات التشريعية الألمانية ومغادرتها المشهد السياسي الأوروبي، في الوقت الذي يثير فيه الوضع على حدود بولندا مع بيلاروسيا مخاوف متنامية داخل أروقة الاتحاد الأوروبي. وتبحث ميركل مع رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيكي قضية الهجرة من الحدود الشرقية لأوروبا وفيروس كورونا ومستقبل الاتحاد الأوروبي.
واتهمت حكومات بولندا وليتوانيا ولاتفيا، رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو بمساعدة اللاجئين على الوصول إلى الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بأعداد كبيرة، رداً على العقوبات التي فرضها الاتحاد على مينسك.
وفي مستهل الزيارة، قال سفير بولندي سابق لدى ألمانيا إن ميركل كان لها تأثير كبير على العلاقات الألمانية - البولندية خلال فترة ولايتها. وقال يانوش رايتر، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «لدى ميركل ما يسمى الصبر الاستراتيجي»، موضحاً أن هذا الصبر والتصميم اللذين تتمتع بهما ميركل كانا مهمين للغاية للعلاقة المعقدة بين البلدين. وقال رايتر إنه عندما تصبح الأمور صعبة، تؤكد ميركل أيضاً على المصالح الألمانية ضد انتقادات ومخاوف الآخرين، مضيفاً أن ذلك اتضح في حالة خط أنابيب الغاز الروسي إلى ألمانيا «نورد ستريم 2». وفي بولندا قوبل هذا المشروع برفض من مختلف الأحزاب.
تقاعد ميركل من العمل السياسي سيخلق فجوة في السياسة الأوروبية ويفتح الباب على مصراعيه لمنافسة غير معروفة النتائج بين الأحزاب الألمانية المتنازعة على السلطة، التي قد تعني دفع تحالفها المسيحي إلى صفوف المعارضة منذ 16 عاماً. ويتقدم الحزب الاشتراكي الديمقراطي على التحالف المسيحي، المنتمية إليه ميركل، ويحتل «الخضر» المركز الثالث في استطلاعات الرأي خلال الأسابيع الماضية.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن الحزب الاشتراكي قد يفوز بانتخابات 26 سبتمبر (أيلول) الجاري والمستشارية. وتظهر الاستطلاعات أن تقدمه يعود إلى ضعف منافسيه. وأظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد «يوغوف» لقياس مؤشرات الرأي ونُشرت نتائجه أمس (السبت)، أنه عندما سُئل المشاركون عن سبب حصول الاشتراكيين ومرشحهم شولتز على تأييد أكثر بكثير مما كان عليه قبل شهر، أجاب 51 في المائة منهم بأنه استفاد من نقاط ضعف منافسته من حزب الخضر، أنالينا بربوك، ومنافسه من التحالف المسيحي، أرمين لاشيت. وفي المقابل، يعتقد 12 في المائة فقط أن الاتجاه التصاعدي يرجع أساساً إلى شخصية أولاف شولتز. ويرجح 7 في المائة فقط من الذين شملهم الاستطلاع، الذي أُجري بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية، أن «الرسائل التي يقدم بها الحزب الاشتراكي الديمقراطي نفسه في الحملة الانتخابية» هي العامل الحاسم. ويعتقد 6 في المائة أن السبب الرئيسي هو أن سياسيي الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذين لا يتمتعون بشعبية خارج الحزب، لا يلعبون دوراً بارزاً في الحملة الانتخابية. وقدم 24 في المائة من الألمان أسباباً أخرى، أو لم يحسموا موقفهم من الأمر، أو لم يدلوا بأي بيانات.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».