المكسيك: خطة سداد الديون ستستغرق بعض الوقت

TT

المكسيك: خطة سداد الديون ستستغرق بعض الوقت

قال وزير المالية المكسيكي، روغيليو راميريز دي لا أو، إن خطة المكسيك لسحب 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، لسداد الدين العام، ستستغرق بعض الوقت قبل إمكانية تنفيذ ذلك.
وذكرت وكالة بلومبرغ أن راميريز قال في مقابلة عبر الهاتف مساء الأربعاء إن ذلك «ليس على وشك الحدوث... إنه أمر يتطلب العمل عليه بتفاصيل أكبر بكثير مما يمكننا القول إننا قمنا به حتى الآن».
وفي أول مقابلة للوزير منذ التصديق على توليه حقيبة وزارة المالية من قبل الكونغرس المكسيكي الشهر الماضي، قال راميريز إن وزارته لم تتقدم بأي طلب رسمي للبنك المركزي من أجل هذه الأموال، ولم تستهدف بعد إصدار ديون للسداد.
وقال الوزير إن الحكومة تخوض مشاورات غير رسمية مع بانكسيكو (البنك المركزي المكسيكي)، بعد أن خلصت إلى أن التخلي عن ضخ أموال من صندوق النقد كاحتياطيات دولية من المرجح ألا يكون الاستغلال الأمثل للسيولة النقدية الإضافية.
وكان الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور تعهد قبل أسابيع بسداد الديون مع أحدث إصدار لما يطلق عليه بحقوق السحب الخاصة في صندوق النقد الدولي، وهي حقوق مخصصة للدول الأعضاء استنادا لحصتها في الصندوق الذي يتخذ من واشنطن مقرا له.
وكان الصندوق وافق مطلع أغسطس (آب) الماضي على أكبر عملية لضخ الموارد في تاريخه، بقيمة 650 مليار دولار من حقوق السحب الخاصة، بهدف مساعدة الدول على التعامل مع الديون المتزايدة وتداعيات جائحة فيروس كورونا.
وبالتزامن، أظهرت بيانات اقتصادية يوم الخميس تباطؤ تضخم أسعار المستهلك في المكسيك خلال الشهر الماضي، مقارنة بالشهر السابق، مع بدء تطبيق التسعيرة الحكومية الجديدة لغاز الطهي.
وبحسب بيانات الحكومة، بلغ معدل تضخم أسعار المستهلك خلال شهر أغسطس (آب) 5.59 في المائة سنويا، مقابل 5.81 في المائة سنويا خلال يوليو (تموز) الماضي، وهو ما جاء متفقا مع توقعات المحللين الذين استطلعت وكالة بلومبرغ آراءهم.
في الوقت نفسه بلغ معدل التضخم الأساسي، الذي يستبعد السلع الأشد تقلبا مثل الطعام والوقود، 4.78 في المائة خلال الشهر الماضي، مقابل 4.66 في المائة خلال الشهر السابق عليه. كما تراجع معدل التضخم الشهري في المكسيك خلال أغسطس الماضي إلى 0.19 في المائة، مقابل 0.59 في المائة خلال يوليو الماضي. وبلغ معدل التضخم الأساسي الشهري 0.43 في المائة مقابل 0.48 في المائة، في حين كان المحللون يتوقعون وصول المعدل إلى 0.42 في المائة خلال الشهر الماضي.
ويذكر أن الحكومة المكسيكية كانت قد فرضت حدودا قصوى لأسعار الغاز البترولي المسال اعتباراً من أول أغسطس الماضي، بهدف مساعدة الشركات والأسر التي تقول إن نفقاتها ارتفعت للغاية.



ولاية جديدة لرئيسة منظمة التجارة العالمية وسط شبح «حروب ترمب»

رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
TT

ولاية جديدة لرئيسة منظمة التجارة العالمية وسط شبح «حروب ترمب»

رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)

قالت منظمة التجارة العالمية، في بيان، إن رئيسة المنظمة نغوزي أوكونجو - إيويالا أُعيد تعيينها لفترة ثانية في اجتماع خاص، يوم الجمعة، مما يعني أن ولايتها الثانية ستتزامن مع ولاية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وتتوقع مصادر تجارية أن يكون الطريق أمام المنظمة، التي يبلغ عمرها 30 عاماً، مليئاً بالتحديات، ومن المرجح أن يتسم بالحروب التجارية، إذ هدد ترمب بفرض رسوم جمركية باهظة على السلع من المكسيك وكندا والصين.

وتحظى أوكونجو - إيويالا، وزيرة المالية النيجيرية السابقة التي صنعت التاريخ في عام 2021 عندما أصبحت أول امرأة وأول أفريقية تتولى منصب المدير العام للمنظمة، بدعم واسع النطاق بين أعضاء منظمة التجارة العالمية. وأعلنت في سبتمبر (أيلول) الماضي أنها ستترشح مرة أخرى، بهدف استكمال «الأعمال غير المكتملة».

ولم يترشح أي مرشح آخر أمام أوكونجو - إيويالا. وقالت مصادر تجارية إن الاجتماع أوجد وسيلة لتسريع عملية تعيينها لتجنب أي خطر من عرقلتها من قبل ترمب، الذي انتقد فريق عمله وحلفاؤه كلاً من أوكونجو - إيويالا ومنظمة التجارة العالمية خلال الفترات الماضية. وفي عام 2020، قدمت إدارة ترمب دعمها لمرشح منافس، وسعت إلى منع ولايتها الأولى. ولم تحصل أوكونجو - إيويالا على دعم الولايات المتحدة إلا عندما خلف الرئيس جو بايدن، ترمب، في البيت الأبيض.

وفي غضون ذلك، حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، من الإضرار بالعلاقات مع كندا والمكسيك، وذلك بعد تصريحات لخليفته المنتخب دونالد ترمب بشأن فرض رسوم جمركية على البلدين الجارين للولايات المتحدة.

وقال بايدن للصحافيين رداً على سؤال بشأن خطة ترمب: «أعتقد أنه أمر سيأتي بنتائج عكسية... آخر ما نحتاج إليه هو البدء بإفساد تلك العلاقات». وأعرب الرئيس الديمقراطي عن أمله في أن يعيد خليفته الجمهوري «النظر» في تعهّده فرض رسوم تجارية باهظة على البلدين «الحليفين» للولايات المتحدة.

وأثار ترمب قلق الأسواق العالمية، الاثنين، بإعلانه عبر منصات التواصل الاجتماعي، أنّ من أول إجراءاته بعد تسلّمه مهامه في يناير (كانون الثاني) المقبل ستكون فرض رسوم جمركية نسبتها 25 بالمائة على المكسيك وكندا اللتين تربطهما بالولايات المتحدة اتفاقية للتجارة الحرة، إضافة إلى رسوم نسبتها 10 بالمائة على الصين.

وتعهّد ترمب عدم رفع هذه الرسوم عن البلدين الجارين للولايات المتحدة قبل توقف الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، مؤكداً أن التجارة ستكون من أساليب الضغط على الحلفاء والخصوم.

وبعدما أعربت عن معارضتها لتهديدات ترمب، أجرت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، محادثة هاتفية مع الرئيس الأميركي المنتخب، الأربعاء، تطرقت إلى تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة عبر حدود البلدين ومكافحة تهريب المخدرات... وأعلن ترمب أنّ شينباوم «وافقت» على «وقف الهجرة» غير الشرعية، بينما سارعت الزعيمة اليسارية إلى التوضيح بأنّ موقف بلادها «ليس إغلاق الحدود».

ورداً على سؤال بشأن التباين في الموقفين، قالت الرئيسة المكسيكية في مؤتمرها الصحافي اليومي الخميس: «يمكنني أن أؤكد لكم... أننا لن نقوم أبداً، ولن نكون قادرين أبداً، على اقتراح أن نغلق الحدود».

وحذّر وزير الاقتصاد المكسيكي مارسيلو إبرار، الأربعاء، من أنّ مضيّ ترمب في فرض الرسوم التجارية على المكسيك سيؤدي إلى فقدان نحو 400 ألف وظيفة. وأكدت شينباوم، الخميس، أنّ أيّ «حرب رسوم تجارية» بين البلدين لن تحصل، وأوضحت أنّ «المهم كان التعامل مع النهج الذي اعتمده» ترمب، معربة عن اعتقادها بأن الحوار مع الرئيس الجمهوري سيكون بنّاء.

إلى ذلك، شدّد بايدن في تصريحاته للصحافيين في نانتاكت، إذ يمضي عطلة عيد الشكر مع عائلته، على أهمية الإبقاء على خطوط تواصل مع الصين. وقال: «لقد أقمت خط تواصل ساخناً مع الرئيس شي جينبينغ، إضافة إلى خط مباشر بين جيشينا»، معرباً عن ثقته بأنّ نظيره الصيني لا «يريد ارتكاب أيّ خطأ» في العلاقة مع الولايات المتحدة. وتابع: «لا أقول إنه أفضل أصدقائنا، لكنه يدرك ما هو على المحك».