أكد الفنان حسين فهمي أنه قرر البدء في التعامل مع العالم الافتراضي بعد سنوات من رفضه له، وذلك بعدما اكتشف صفحات عديدة تتحدث باسمه وتنشر صوره، وتنسب له كلاماً لم يصدر منه، إضافة إلى معلومات مغلوطة عنه، معلناً أن صفحاته الرسمية والخاصة به تحمل اسم (hussien.fahmi.official)، التي سيتواصل من خلالها مع الجمهور.
وقال فهمي، في حواره مع «الشرق الأوسط»، إنه سيبدأ تصوير فيلم جديد بعنوان «الملحد»، مع المخرج ماندو العدل، كما ينتظر عرض فيلم «الكاهن»، مشيراً إلى أنه كان يتمنى أن يخوض تجربة الإخراج السينمائي بحكم دراسته وشغفه بها، لكنّ المنتجين رفضوا ذلك وأرادوه ممثلاً.
ودشن النجم الكبير موقعاً باسمه وحسابات على «فيسبوك وإنستغرام وتويتر»، معلناً تفاعله مع الجمهور، بعيداً عن الصفحات المزيفة التي حملت اسمه، وقال فهمي: «فوجئت بصفحات عدة تحمل اسمي وتنتحل شخصيتي، واكتشفت بها معلومات مغلوطة وآراء لم أقلها تنسب لي، البعض يتعامل مع ما ينشر فيها باعتباره كلامي، طوال الوقت كنت أقول هذا عالم افتراضي غير حقيقي لن أشغل نفسي به، لكن ما استفزني حقاً هو نشر معلومات خاطئة عني، لذا قررت التصدي وتصحيح هذه المعلومات، كما أنني رأيت فيها نوعاً من التواصل مع الجمهور ومع جيل جديد هذا هو كل عالمه، وهناك موقع مرتبط بكل حساباتي على الميديا، وبه كل المعلومات والآراء الصحيحة عني، حتى (ويكيبيديا) كتب عني معلومات غير صحيحة وأعمالاً لم أقدمها، ولي أعمال أهم لا يتم ذكرها، ومواقع مهمة شغلتها وشرفت بها في الأمم المتحدة وكسفير دولي للأولمبياد الخاص، لا تُذكر.
ومع بداية دخوله عالم السوشيال ميديا، أوضح حسين فهمي أنه لا يخشى من تجاوز البعض وحالات التنمر بالآخرين والتطاول عليهم أحياناً، وقال: «أعلم أن هناك مَن سيكتبون تعليقات مسيئة أو مستفزة، سأتجاهل هذه الأشياء ولن أعمل (بلوك) لأحد، بل سأتعامل بأخلاقي وتربيتي، لكنني حتى الآن تلقيت تعليقات جيدة على إنستغرام، وشعرت أن الناس سعيدة لظهوري، ولدي حكايات ومواقف كثيرة أريد أن أرويها، نحن عموماً لا نتعامل مع التكنولوجيا بشكل سليم، المجتمع متمدن لكننا في حاجة لشيء من التحضر، لدينا قوانين للمرور، لكن التحضر أن نحترمها، عندنا طرق ومسارات للمشاة لكن لا نعتد بها، التحضر أن نحترم ذلك، لا شك أننا عشنا في (هرجلة) لسنوات طويلة، وصارت الناس تعمل ما تريده دون ضوابط، حينما يعتدي أب على مدرس ابنه، وحينما يقول أحدهم: (أنت مش عارف بتكلم مين؟)، كلها ظواهر سلبية علينا أن نتخلص منها».
غياب وعودة
يعود النجم الكبير لشاشة السينما بثلاثة أفلام جديدة، إذ ينتظر عرض أحدث أفلامه «الكاهن» الذي يشاركه بطولته محمود حميدة، وجمال سليمان، ودرة، وإياد نصار، وإخراج عثمان أبو لبن، ومثلما يشير: «من المتوقع عرضه قريباً، وهو دور مختلف والفيلم يطرح موضوعاً جديداً، ومعي مجموعة ممثلين رائعين، ومخرج رائع جداً لكنني لا أريد حرق مفاجآت العمل، كما يتبقى لي 4 أيام تصوير في فيلم (فارس) مع الفنان أحمد زاهر، وأبدأ خلال أيام تصوير فيلم جديد بعنوان (الملحد) سيناريو وحوار إبراهيم عيسى وإخراج ماندو العدل، ومعي أيضاً محمود حميدة، وصابرين، ونجلاء بدر، وأحمد حاتم».
ويؤكد فهمي أنه لم يشغل نفسه بغيابه الطويل عن السينما الفترة الماضية قائلاً: «أفضّل الغياب على الوجود الدائم، وكانت هذه قناعاتي منذ بداياتي، ولم أسعَ وراء الانتشار في أي وقت، لأن بداياتي كانت مختلفة... لا أحب أن يفتح الناس الحنفية فيجدوني».
اللعب مع الكبار
يؤمن حسين بأن القدر ساقه لتلك البدايات ليولد بطلاً، فلم يقدم أدواراً ثانوية مثل كثير من النجوم: «أؤمن تماماً بالقدر وأنه وضعني في بداية مختلفة، لا أقول عن ذلك (حظ) لأن الحظ يصلح أكثر للعب الكوتشينة، بالطبع أنا مدين لكثير من أساتذتي الذين علموني السينما، ومنهم، يوسف شاهين، وصلاح أبوسيف، وحلمي حليم، وعلي الزرقاني، وكمال الشيخ، وكبار مديري التصوير: عبد العزيز فهمي، ووحيد فريد، وعبد الحليم نصر، هؤلاء أساتذة كبار علموني، وحينما سافرت إلى أميركا لاستكمال دراستي كانت لدي خلفية كاملة منهم، الحمد لله كان قدري جميلاً بكل هؤلاء الأساتذة».
ويظل فيلم «خلى بالك من زوزو» من أكثر الأفلام التي حققت شهرة ونجاحاً لحسين فهمي، ولا يزال لقب «الواد التقيل» يطارده، ويعبّر فهمي عن سعادته بالفيلم، قائلاً: «هذا الفيلم استمر في السينما 52 أسبوعاً، وحطم مع فيلم (أبي فوق الشجرة) الأرقام القياسية خلال فترة عرضهما الطويلة، وقد أحبه الجمهور على اختلافه ولا يزال يستقطب جمهوراً جديداً في عروضه الفضائية، فهو عمل ممتع، ونجاحه يعود لأن كل فريق العمل ومخرجه الكبير حسن الإمام أحبوا العمل وأخلصوا له».
وفي وقت مبكر من مسيرته الفنية تمرد النجم الكبير على وسامته وقرر تقديم أدوار لا تعتمد على ملامحه، بل على قوة الأداء، وكان ذكاء منه عدم ترك نفسه في أيدي صناع الأفلام: «لم أقبل أن يتم تنميطي كممثل في قالب ثابت معتمداً على شكلي، هذا أمر أدركته منذ البداية، وكان لدي الوعي بذلك بحكم دراستي للسينما، فقدمت أفلاماً بعيدة عن شكلي وشخصيتي، مثل (الإخوة الأعداء، والشياطين، والرصاصة لا تزال في جيبي، والعار».
ورغم دراسته للإخراج السينمائي في الولايات المتحدة الأميركية وطموحه الكبير أن يكون مخرجاً، فإن هذا الطموح اصطدم برغبة شركات الإنتاج والتوزيع: «لم يكن أحد من المنتجين والموزعين، في ذلك الوقت يريدني أن أخرج أفلاماً، وقال لي المنتج الكبير رمسيس نجيب إن التوزيع الخارجي لا يريدك كمخرج، بل كممثل، لأن الأفلام تباع باسم البطل، ظروف توزيع الفيلم المصري كانت تتطلب ذلك، بالتأكيد كنت أتمنى أن يظهر اسمي كمخرج، لكن تجارب الممثلين المصريين في الإخراج لم تنجح بنفس قدر نجاحهم كممثلين، مثل كمال الشناوي ونور الشريف، أما نجوم السينما العالمية الذين جمعوا بين الإخراج والتمثيل فهم يستعينون عادة بمساعدي إخراج كبار، والنجم يخبره ماذا يريد من هذا المشهد فينفذه وفق رؤيته، لذلك فقد أقدم كثيرون منهم على الإخراج مثل جودي فوستر، وكلينت إيستوود وكاترين زيتا جونز، لكن الأمر عندنا مختلف، فالمخرج مسؤول عن كل شيء في الفيلم. كما أن الممثل عندما يتجه للإخراج يقولون: خلاص بقى مخرج، فلا يفكرون بي كممثل».
ألوان الحياة
مرور الزمن لا يشغل النجم الكبير، فهو صاحب نظرة متفائلة للحياة، تنعكس على آرائه ومظهره، إذ يفضل في ملابسه الألوان المبهجة، ويعيش بروح شابة، ولا تفارق الضحكة صوته، ولا تزال تطارده شائعات الزواج: «الأصل أن الزمن ثابت وفقاً لنظرية أينشتاين، نحن الذين نتحرك داخل الزمن، لكل منا بداية ونهاية وما بينهما الزمن، وكل منا يأخذ دوره في الحياة، أرى أن الحياة رحلة لا بد أن نسير إليها ونحن سعداء بها، وعلينا أن نقضي هذه الرحلة - التي تظل قصيرة مهما طالت - بشكل يسعدنا لنسعد من حولنا، وأنا أرى الألوان في كل شيء بحياتنا، وأحب الألوان المبهجة لأن الحياة نفسها مبهجة بكل حلاوتها وشقاوتها، وسأظل هكذا حتى تنتهي الرحلة».
وعن شائعات الزواج التي تتردد حوله، يقول بنبرة ضاحكة: «لا خلاص كفاية، أنا كده كويس».