مصر: أحكام بالسجن ضد 5 مدانين في قضيتي إرهاب

إرجاء محاكمة مرشد {الإخوان} و78 متهماً إلى الشهر المقبل

TT

مصر: أحكام بالسجن ضد 5 مدانين في قضيتي إرهاب

عاقبت محكمتان مصريتان، أمس، 5 مدانين بأحكام متفاوتة بالسجن في قضيتين تتعلقان بـ«الإرهاب»، فيما أرجأت محكمة أخرى محاكمة المرشد العام لجماعة «الإخوان» محمد بديع و78 متهماً آخرين في القضية المعروفة بـ«أحداث المنصة» إلى أكتوبر (تشرين الأول) المقبل».
وقضت محكمة جنايات القاهرة، أمس، بالسجن 10 سنوات على متهم في إجراءات إعادة محاكمته في القضية المعروفة بـ«لجان المقاومة الشعبية»، والتي نسبت التحقيقات للمتهمين فيها ارتكاب جرائم عدة منها «تكوين جماعة إرهابية لتعطيل الدستور والقانون، وقتل 3 أشخاص بينهم أمين شرطة، وحيازة أسلحة، وذخائر بدون ترخيص». وفي قضية أخرى تعرف باسم «خلية متفجرات الساحل»، قضت محكمة «جنايات أمن الدولة العليا طوارئ»، برئاسة المستشار معتز خفاجي، بالسجن المؤبد ضد 3 مدانين والمشدد 5 سنوات بحق متهم، لإدانتهم بـ«استهداف المنشآت الشرطية باستعمال المتفجرات، كما قضت ببراءة متهم واحد». وأسندت النيابة العامة للمتهمين الأول والثاني ارتكاب جرائم «الانضمام لجماعة إرهابية أُسست على خلاف أحكام القانون، وتستهدف المؤسسات العامة والعاملين بها بعمليات عدائية، بقصد الإخلال بالنظام العام، وتعريض أمن وسلامة المجتمع للخطر، وكان الإرهاب من وسائلها لتحقيق أغراضها». وبحسب تحقيقات النيابة فإن «المتهمين الأول والثاني شرعا في استعمال عبوات مفرقعة في تعريض حياة الناس للخطر، وأحدث انفجارها موت شخص، واستهداف المنشآت العامة والشرطية بعبوات مفرقعة، تحقيقاً لأغراض جماعتهم، كما شرعا في استعمال عبوات مفرقعة استعمالاً من شأنه تعريض أموال الغير للخطر». وفي قضية أخرى، قررت الدائرة الأولى (إرهاب)، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى، تأجيل ثالث جلسات محاكمة محمد بديع مرشد الإخوان، ومحمود عزت القائم بأعمال المرشد، و77 متهماً آخرين في القضية المعروفة إعلامياً بـ«أحداث المنصة»، إلى جلسة 10 أكتوبر المقبل». ووجهت النيابة للمتهمين ارتكاب جرائم «تولى قيادة في جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات من ممارسة عملها، وإمداد جماعة إرهابية بمعونات مادية، ودبروا وآخرون مجهولون تجمهراً الغرض منه ارتكاب جرائم القتل العمدي تنفيذاً لغرض إرهابي». وبدأت في يونيو (حزيران) الماضي أول جلسات المحاكمة، إذ طالبت النيابة العامة بتوقيع نصوص مواد الاتهام الواردة بأمر الإحالة على المتهمين، وقالت إنهم «تولوا جماعة أسست على خلاف أحكام القانون ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والإضرار بالوحدة الوطنية، ومحاولة تغير نظام الحكم بالقوة».
كما تضمن نص بيان الإحالة، اتهامات بـ«الإمداد بأموال وأسلحة وذخائر، واستعمال العنف مع موظفين عموميين والتخريب العمدى لمبانٍ وأملاك عامة والتلويح بالعنف والتأثير على السلطات».
ومن بين التهم المنسوبة للخاضعين للمحاكمة، «المشاركة في التجمهر، وقتل ضابط شرطة، ومواطنين اثنين آخرين وشرعوا في قتل رجال الشرطة بطريق النصر وأعدوا لهذا الغرض أسلحة نارية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».