«90 يوم»... فيلم سعودي يغوص في قضايا مجتمعية

جانب من كواليس تصوير الفيلم في مدينة جدة السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من كواليس تصوير الفيلم في مدينة جدة السعودية (الشرق الأوسط)
TT

«90 يوم»... فيلم سعودي يغوص في قضايا مجتمعية

جانب من كواليس تصوير الفيلم في مدينة جدة السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من كواليس تصوير الفيلم في مدينة جدة السعودية (الشرق الأوسط)

يستعد صناع الفيلم السعودي الجديد «90 يوم» لعرضه بمنطقة الخليج العربي في الفترة المقبلة من هذا العام، وتدور أحداث الفيلم حول طبيبة ترفض الزواج لأنها تبحث عن الرجل المناسب لها، وعندما تجده، تتحدى الجميع من أجل الزواج منه، لكنها تكتشف أنه يخفي حقيقة مثيرة، تسلط الضوء على بعض العادات والقضايا الشائكة.
يشارك في بطولة الفيلم نخبة من الفنانين السعوديين على رأسهم فيصل الزهراني، مروة محمد، محمد الهاشم، وسناء بكر يونس، وخالد الحربي، هو من إنتاج مؤسسة أفكار الغد للإنتاج الفني (المنتج المنفذ فيصل الحربي)، ومن إخراج خالد الحربي.
وعن كواليس العمل، يقول الفنان خالد الحربي لـ«الشرق الأوسط»: «فيلم 90 يوم، هو فيلم اجتماعي أسري يتطرق إلى قضايا مهمة للأسر العربية بشكل عام، والسعودية بشكل خاص، وتحديداً قضايا الزواج، وهو أمر جديد على السينما السعودية لم يتم التطرق له من قبل».
مشيراً إلى أن صناع الفيلم بذلوا فيه مجهوداً كبيراً حتى يخرج للنور، حيث استغرق التحضير له نحو 9 أشهر، ولفت إلى أن معظم مشاهد الفيلم تم تصويرها في مدينة جدة السعودية، بالإضافة إلى مشاهد قليلة تم تصويرها في مدينة السادس من أكتوبر المصرية.
ويؤكد الحربي أن «تصوير وإنتاج الفيلم تما بفضل التطور والنقلة الحضارية التي تعيشها المملكة العربية السعودية خلال الفترة الحالية»، مشيراً إلى أن «المملكة أصبح لديها إمكانيات كبيرة في التصوير السينمائي بالإضافة إلى دور عرض ومنشآت على أعلى مستوى، كما أن هناك فنانين وعاملين في صناعة السينما حاصلون على أعلى الكورسات والدبلومات السينمائية»، ولفت إلى أن «السينما السعودية سيكون لها شأن كبير خلال السنوات المقبلة مع تطور واحترافية صناعها».
وبحسب الحربي، فإنه يجري حاليا التنسيق لعرض الفيلم هذا العام في منطقة الخليج العربي، مع السعي لعرضه وتسويقه في جمهورية مصر العربية من خلال شركة MAD Solutions، التي كان لها دور كبير في خروج العمل للنور. على حد تعبيره.
وأكد مخرج الفيلم أنه يسعى مع شقيقه فيصل من خلال شركتهم «أفكار الغد» إلى خلق قاعدة جماهيرية أكبر للسينما المحلية السعودية خلال السنوات المقبلة وذلك بتقديم أفكار قريبة من المواطن السعودي والخليجي يلعب أدوارها ممثلون محترفون ومحبوبون، مشيراً إلى أن الفيلم السعودي المحلي لا يمتلك حتى الآن قاعدة جماهيرية كبيرة مقابل الفيلم الأجنبى.
بدورها، تقول الفنانة السعودية مروة محمد، بطلة العمل لـ«الشرق الأوسط»: «أجسد بالفيلم دور طبيبة تُدعى (سارة)، وهي متزوجة من شخص تحبه، وبعد عامين من البحث تفاجأ بسر قام بإخفائه عليها ويقلب أحداث حياتها رأسا على عقب، وتبدأ من هنا المشاكل الزوجية».
ووفق نقاد ومتابعين فإن السينما السعودية تشهد تطوراً لافتاً على مستوى تناول الأفكار والقضايا المجتمعية الشائكة، بجانب جودة وإتقان الأسلوب السينمائي، على غرار عدة أفلام تم إنتاجها خلال السنوات الماضية، مثل فيلم «مريم» سيناريو وإخراج فائزة أمبا، الذي يتناول قضية الحجاب التي تفجَّرت في فرنسا بعد صدور قانون يمنع الفتيات من ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات، وفيلم «بسطة» الذي أخرجته الشابة هند الفهاد في عام 2016، الذي تدور أحداثه في سوق شعبية للنساء المكافحات، عزيزات النفس، الساعيات وراء الرزق لتلبية احتياجاتهن، وتجنب مد أيديهن طلباً للمساعدة. وقد حصد جائزة أفضل فيلم من مسابقة المهر الخليجي القصير بمهرجان دبي السينمائي 2016.
كما تميز فيلم «حلاوة» للمخرجة هناء الفاسي، بالتلقائية والجرأة، عندما صوّر مواجهة فتاة لأبيها في موقف صادم، يبرز انتقال الفتاة من الطفولة إلى سن الرشد، حيث الاضطراب والقلق يظهران في عدد من المشاهد.


مقالات ذات صلة

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

يوميات الشرق داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

قالت الفنانة المصرية داليا البحيري إن التكريم الذي يحظى به الفنان يكون له وقع رائع على معنوياته إذ يُشعره بأنه يسير في الطريق الصحيح.

انتصار دردير (سلا (المغرب))
يوميات الشرق الفنان المصري محمود حميدة (صفحته على «فيسبوك»)

«الجونة السينمائي» يكرّم محمود حميدة بجائزة الإنجاز الإبداعي

أعلن مهرجان «الجونة السينمائي» في مصر عن تكريم الفنان محمود حميدة بمنحه جائزة الإنجاز الإبداعي في الدورة السابعة من المهرجان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
سينما «الرحلة 404» اشتراك مصري لهاني خليفة (فيلم كلينيك)

سباق أوسكار أفضل فيلم أجنبي بدأ عربياً وأجنبياً

لم تتقدّم بعد أي دولة عربية بفيلم لها في غمار سباق أوسكار «أفضل فيلم عالمي» (أفضل فيلم أجنبي)، وسيكون من الملاحظ أن الزحام الذي حدث في العام الماضي

سينما «خط أخضر» (ماد سوليوشن)

شاشة الناقد: حروب أهلية

خط أخضر - عودة إلى الحرب اللبنانية في فيلم تسجيلي بتوقيع سيلڤي باليو (لبنان، قطر، فرنسا - 2024).

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق أوطاننا تربّي القلق في أبنائها وتواجههم بأشكال النهايات (صور ماري لويز إيليا)

«الموت ومخاوف أخرى»... تمادي العبث اللبناني

الفيلم يتحوّل جماعياً بتبنّي حالة اللبناني المُدرِك أنّ خلف الفرح غصّة. وحين تقول صاحبته: «بِعتَل هَم انبسط»، فذلك لحتمية تسلُّل الأحزان من حيث لا ندري.

فاطمة عبد الله (بيروت)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.