القوات العراقية تلوم واشنطن لعدم مشاركتها في معارك صلاح الدين

مسؤول في التحالف: العراق لم يطلب منا دعمًا جويًا

القوات العراقية تلوم واشنطن لعدم مشاركتها في معارك صلاح الدين
TT

القوات العراقية تلوم واشنطن لعدم مشاركتها في معارك صلاح الدين

القوات العراقية تلوم واشنطن لعدم مشاركتها في معارك صلاح الدين

أثار قرار التريث في عملية تحرير مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين من سيطرة مسلحي تنظيم داعش الكثير من الأسئلة لدى المراقبين العسكريين والسياسيين والرأي العام العراقي والخارجي وذلك بعد أن بدأت القوات الأمنية العراقية التي تضم الكثير من التشكيلات العسكرية يساندها قوات من الحشد الشعبي تقدر بأكثر من 30 ألف مقاتل بالإضافة إلى متطوعي العشائر العراقية استعادة سيطرتها على مناطق واسعة في محافظة صلاح الدين شمال العراق.
الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد عمليات صلاح الدين قال: لـ«الشرق الأوسط»، إن المعلومات الدقيقة مهمة في حسم وكسب المعركة والقوات الأميركية تمتلك أجهزة رصد متطورة جدا ولديهم طائرات الأواكس المخصصة للمراقبة وكشف المواقع العسكرية والتحركات بشكل دقيق وبإمكانهم تحديد الأهداف بدقة متناهية وكان بإمكانهم تأمين غطاء جوي مساند للقوات على الأرض وحسم المعركة. وأضاف الساعدي قائلا: «إن عدم مشاركة قوات التحالف الدولي وبالأخص الطيران الأميركي جعل المعركة تطول في تحرير مدينة تكريت خصوصا أن مسلحي تنظيم داعش قاموا بتفخيخ الشوارع والجسور والمناطق بشكل مثير وقاموا أيضا بتصفيح العجلات والآليات وتفخيخها من أجل إعاقة حركة القطعات العسكرية المتقدمة باتجاه تحرير المدينة». وقال: «إن عدم مشاركة التحالف الدولي في هذه العملية أعزوه للجانب السياسي وليس للجانب العسكري».
من جهة أخرى أبدى الخبير العسكري اللواء عبد الكريم خلف استغرابه من «توقف عملية تحرير مدينة تكريت بسبب مربع صغير لا يتجاوز الثلاثة كيلومترات يسيطر عليه مسلحو تنظيم داعش»، وقال «كان يمكن معالجة هذا المربع بعملية عسكرية تقليدية أو يتم تخطيه ويكون الدخول من مناطق أخرى لمدينة تكريت خصوصا من الجهة الشمالية».
وأوضح خلف لـ«لشرق الأوسط» قائلا «إن تقدير العمليات العسكرية في محافظة صلاح الدين أمر يخص قائد العمليات ولكن لا يمكن مطلقا إيقاف عملية بهكذا حجم من أجل مربع صغير وكان لا بد من إحاطة تلك المنطقة وتكثيف النيران عليها ثم القيام باقتحامها مع فرض طوق محكم حول هذا المربع والاتجاه صوب مناطق أخرى من المدينة».
وأضاف خلف «لا بد من استمرار المعارك باتجاه الضغط على مسلحي داعش وإنهاء وجودهم والتأخير بذلك يصب حتما في مصلحة المسلحين الذين ستسنح لهم فرص في تفخيخ أكبر عدد ممكن من المناطق. بينما ستتيح عملية الانتهاء من مهمة تحرير تكريت وكامل مدن صلاح الدين في التركيز على تحرير مناطق حزام بغداد ومدن الأنبار والتوجه لتحرير محافظة الموصل والقضاء على وجود تنظيم داعش بشكل كامل».
من جهته قال الشيخ مروان الجبارة المتحدث باسم مجلس شيوخ عشائر صلاح الدين لـ«لشرق الأوسط» «ننتظر بفارغ الصبر تحرير تكريت وعودة أهلها لمدينتهم على غرار ما تم تحقيقه من انتصارات في بقية المناطق المحررة من سطوة مسلحي داعش والتي كان آخرها ما تحقق في ناحية العلم وقضاء الدور حيث بدأت العائلات بالعودة إلى مناطقهم ومنازلهم وبدأت الحياة المدنية تستعيد عافيتها في تلك المناطق. والتريث في تحرير مدينة تكريت يقلق الأهالي الذين يأملون بالعودة والاحتفال بطرد مسلحي داعش».
من جهة أخرى كشف قال مسؤول عسكري كبير في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم داعش أمس أن العراق لم يطلب دعما جويا من التحالف في الهجوم لاستعادة مدينة تكريت الذي توقف منذ نحو أسبوع.
وقال مسؤولون عراقيون هذا الأسبوع إنه توجد حاجة لمزيد من الغارات الجوية لطرد المتشددين المتحصنين في مجمع كبير من القصور الرئاسية التي بنيت في عهد صدام حسين والذين حولوا المدينة إلى متاهة من القنابل البدائية والشراك الخداعية.
وغاب التحالف بشكل واضح عن الحملة وهي أكبر هجوم تنفذه القوات العراقية وجماعات الحشد الشعبي الشيعية المدعومة من إيران منذ اجتاح تنظيم داعش نحو ثلث العراق الصيف الماضي. وقال مسؤول عسكري كبير في التحالف «لم تطلب منا الحكومة العراقية تنفيذ غارات في تكريت». وأضاف: «لا ننفذ أي غارات دون طلب وموافقة من الحكومة العراقية أو الحكومة الإقليمية في إقليم كردستان»، حسبما نقلت «رويترز».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.