مسؤولان أمنيان إسرائيليان في القاهرة تمهيداً لـ«الزيارة العلنية» لبنيت

رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت يتحدث إلى تلاميذ من خلال حسابه على «تيك توك» (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت يتحدث إلى تلاميذ من خلال حسابه على «تيك توك» (د.ب.أ)
TT

مسؤولان أمنيان إسرائيليان في القاهرة تمهيداً لـ«الزيارة العلنية» لبنيت

رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت يتحدث إلى تلاميذ من خلال حسابه على «تيك توك» (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت يتحدث إلى تلاميذ من خلال حسابه على «تيك توك» (د.ب.أ)

أجرى مسؤولان كبيران في الجيش والأمن القومي الإسرائيلي مباحثات في القاهرة، الثلاثاء، وذلك في إطار التحضير للقمة المقرر إجراؤها في شرم الشيخ بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، في موعد لاحق من الشهر الجاري.
وقال مصدر سياسي في تل أبيب، أمس (الخميس)، إن وفداً أمنياً برئاسة مسؤول كبير في مجلس الأمن القومي في مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية، ومنسق أعمال الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الجنرال غسان عليان، زارا القاهرة، وإن الموضوع الفلسطيني كان مركزياً في المباحثات، خصوصاً الوضع في قطاع غزة. وقال المصدر إنه يتوقع أن يكون هناك تقدم في المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحركة حماس عبر الوسيط المصري، بشأن التهدئة طويلة المدى وصفقة تبادل الأسرى.
وقالت بعض المصادر إن الطرفين يطرحان حلولاً تبدو واقعية وذات فرصة للتطبيق، لكن هذه المعطيات لم تؤكد من مصدر رسمي. ومع ذلك فإن المراقبين يربطون بين هذه الأنباء وبين القرارات الإسرائيلية الجديدة لتقديم تسهيلات ملموسة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد بدأت، أمس، رفع القيود التي فرضتها على القطاع منذ الحرب الأخيرة في مايو (أيار) الماضي، فقامت بتوسيع مساحة الصيد البحري مقابل غزة من 12 إلى 15 ميلاً بحرياً، وأعادت فتح معبر كرم أبو سالم بشكل كامل لإدخال المعدات والبضائع، وزادت حصة المياه (العذبة) لقطاع غزة بكمية 5 ملايين متر مكعب. كما سمح الجيش الإسرائيلي بزيادة التصاريح لخمسة آلاف تاجر من غزة للمرور عبر معبر «إيرز» (بيت حانون)، ليصبح عددهم 7000 تاجر، شرط أن يكونوا ممن تلقوا تطعيم «كورونا» أو تعافوا من المرض.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن «هذه الخطوات التي تم إقرارها في ختام تقييم للأوضاع الأمنية وبمصادقة المستوى السياسي، مشروطة بمواصلة الحفاظ على استقرار أمني طويل الأمد، حيث سيتم بحث توسيعها وفقاً لتقييم الوضع».
المعروف أن السلطات المصرية والإسرائيلية أكدت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيت، سيزور شرم الشيخ للقاء الرئيس السيسي، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وربما في الأسبوع القريب. وسيكون اللقاء في ظروف علنية، وسيتركز على العلاقات الثنائية والمصالح الاستراتيجية للبلدين، وفي المقدمة، الموضوع الفلسطيني بمختلف تفاصيله، بدءاً بالعلاقات الإسرائيلية مع السلطة الفلسطينية وحتى المحادثات بين إسرائيل و«حماس».
ونقلت قناة التلفزيون الإسرائيلي الرسمي «كان 11» عن مصادر فلسطينية ومصرية، قولها: إنه من المتوقع وصول المزيد من التسهيلات للقطاع خلال الأيام المقبلة، وذلك «في إطار إجراءات بناء الثقة بين (حماس) وإسرائيل بهدف التوصل إلى صفقة تبادل أسرى». ووفقاً للمصادر، فإن الصفقة والتخفيف، جزء من خطة مصر للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وغزة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.