ألمانيا: مخاوف من عودة «القاعدة» وزيادة التهديدات في أوروبا

TT

ألمانيا: مخاوف من عودة «القاعدة» وزيادة التهديدات في أوروبا

بدأت المخاوف في ألمانيا بالظهور من تأثير عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان على التهديدات الأمنية في أوروبا. وقال رئيس المخابرات الداخلية في ولاية هامبورغ إنه «قلق» من إمكانية عودة تنظيم القاعدة إلى أفغانستان ورص صفوفه، مشيراً إلى ضرورة التنبه لمدى إمكانية أن تجذب أفغانستان والمنظمات المتطرفة التي قد تتخذ منها مقراً لها، مقاتلين دوليين قد يسافرون للانضمام لصفوفها قادمين من أوروبا». وقال ثورستن فوس في مقابلة مع صحيفة «تاغس تزايتونغ» إن خطر القاعدة على الغرب في الماضي كان نابعاً من تماشيها مع طالبان مشيراً إلى أن كلا الزعيمين اللذين ترأسا التنظيم، أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، حلفا بالولاء لطالبان، بينما تنظيم داعش، بحسب ثورستن هو معادٍ لطالبان، وهذا ظهر في الاعتداءات الأخيرة قبل بضعة أيام في محيط مطار كابل، وقال: «الاعتداءات هذه تشير إلى أن داعش لن يتعاون مع القاعدة وطالبان ضد الغرب». ورغم أن فوس نفى احتمال استمرار وجود قدرة لدى التنظيمات المتطرفة بشن هجمات منظمة مثل هجمات سبتمبر (أيلول) 2011، فإنه أشار إلى استمرار وجود خطر تهديد عالٍ من «الذئاب المنفردة» المنتشرة في أوروبا، وقال: «الحرب ضد القاعدة ربحناها، والتنظيم فشل بشن هجمات على أوروبا والولايات المتحدة في السنوات الماضية، ولكن التطرف ما زال موجوداً حتى بعد خسارة داعش لأراضيه في العراق وسوريا، ما زال يشكل خطراً كبيراً على ألمانيا لأنه يعيد تنظيم خلاياه في أنحاء العالم ويحاول أن يترك أثره عبر تنفيذ هجمات». وأشار رئيس جهاز المخابرات الداخلية في هامبورغ إلى ضرورة مراقبة كيف سيتطور وجود «داعش» في أفغانستان، علماً بأن المخابرات الأميركية تقدر عدد المقاتلين في التنظيم الآن الموجودين في أفغانستان بقرابة الألفي مقاتل». واعتبر أن وجود طالبان في السلطة يفتح الباب أيضاً أمام تنظيمات إرهابية قد تجد لنفسها «ملاذاً آمناً» هناك. وأشار إلى أن احتمال جذب هذه المنظمات لمقاتلين أجانب «سيزيد من خطورة الوضع بالنسبة إلى ألمانيا في المدى المتوسط والطويل».
وتراقب السلطات الأمنية الألمانية عن قرب الساحة المتطرفة داخل البلاد ورد فعلها على عودة طالبان للسلطة. ونقلت صحيفة «دي فيلت» المحافظة تصريحات أدلى بها أستاذ في علم الاجتماع في جامعة بيلفلد كيرستن إيبرت لوكالة الأنباء الإنجيلية، قوله إن «الساحة المتطرفة في ألمانيا تمر في فترة توحد» بعد سيطرة طالبان على الحكم، مشيراً إلى أن الكثير منهم احتفل بعودة طالبان وأن الأمر كان واضحاً من خلال مراقبة منصاتهم التي تحدثت عن «نجاح عسكري بوجه الكفار والحرب ضد الغرب». ورأى أن نجاح طالبان قد «يعيد تنشيط» الساحة المتطرفة في ألمانيا «التي كانت تعاني من ضياع الهدف بعد هزيمة داعش». وأشار إلى أن العديد من المتطرفين في ألمانيا بقوا على تواصل مع مقاتلي داعش ومنهم من ساعد عائلات المقاتلين الأجانب على العودة إلى ألمانيا. وتحاكم المحاكم الألمانية عدداً كبيراً من عائلات العائدين من أراضي داعش السابقة ومن المتهمين بتقديم الدعم لهم. وما زال الادعاء الألماني يحقق في عشرات القضايا المشابهة، ويوم أمس أصدر الادعاء الفيدرالي الذي يحقق في قضايا الإرهاب، مذكرة توقيف بحق ألمانية تدعى دنيز س، بتهم دعم تنظيم داعش». وألقي القبض على المرأة في ولاية بافاريا بتهمة الترويج للتنظيم الإرهابي وتهريب السلاح لمقاتليه. ووجه الادعاء اتهامات لها تتعلق بمساعدة عراقي على جمع وتحويل أموال إلى أعضاء في التنظيم في سوريا. وبحسب الادعاء أيضاً، فإن المتهمة كانت مهمتها التواصل مع أعضاء من النساء في تنظيم داعش وإبلاغهن بجهودها لجمع وتحويل الأموال إلى مقاتلي التنظيم».


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.