«وكالة الجداوي» التاريخية تستعيد رونقها بعد الترميم

أنشئت في جنوب الأقصر عام 1792 لتبادل التجارة

العناني وكوهين خلال افتتاح الوكالة أمس (وزارة السياحة والآثار)
العناني وكوهين خلال افتتاح الوكالة أمس (وزارة السياحة والآثار)
TT

«وكالة الجداوي» التاريخية تستعيد رونقها بعد الترميم

العناني وكوهين خلال افتتاح الوكالة أمس (وزارة السياحة والآثار)
العناني وكوهين خلال افتتاح الوكالة أمس (وزارة السياحة والآثار)

استعادت وكالة الجداوي الأثرية الواقعة بمدينة إسنا جنوب مدينة الأقصر (صعيد مصر) رونقها مجدداً في أعقاب مشروع ترميم نفذته وزارة السياحة والآثار المصرية بتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، لتبدأ الوكالة الأثرية استقبال الزوار بعد أن افتتحها، أمس، الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري، والسفير جوناثان كوهين سفير الولايات المتحدة في القاهرة.
وقال العناني، في تصريحات صحافية عقب الافتتاح، إن «مشروع ترميم وكالة الجداوي أعادها إلى سابق سحرها، مشرقة مرة أخرى، مجسدة الدور الذي تقوم به الوزارة للحفاظ على تراث مصر الأثري والحضاري وتنمية المقومات السياحية للمدينة عن طريق إحياء وفتح أماكن جذب سياحي جديدة، ووضع إسنا على خريطة السياحة، مما يعمل على تنشيط حركة السياحة الوافدة، ورفع الوعي السياحي والأثري وخلق فرص عمل جديدة لأهالي إسنا»، واصفاً مشروع الترميم بـ«العمل الجاد والشاق».
ويهدف مشروع تطوير الوكالة إلى الحفاظ على الأثر، وزيادة الوعي الأثري لدى المواطنين، وإعادة اكتشاف الأصول التراثية الثقافية لمدينة إسنا، ويمكن زيارة الوكالة الأثرية مجاناً بنفس تذكرة دخول معبد إسنا الأثري، حسب الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
واستغرق تنفيذ مشروع الترميم والتطوير نحو عامين تم خلالهما ترميم وتدعيم الأساسات والأعمدة والحوائط والأسطح والأسقف الخشبية، وتنفيذ أعمال الأرضيات الداخلية، وإحلال التربة، وترميم العناصر الخشبية من أبواب وشبابيك، وترميم وتدعيم الواجهة وتركيب نظام إضاءة، وتطوير الموقع العام والمرافق الخارجية والداخلية، ويجري حالياً العمل على وضع مشروع لتوظيف الأثر، حسب بيان وزارة السياحة والآثار.
من جانبه، أوضح الدكتور مختار الكسباني، مستشار وزير الآثار وأستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الوكالة تعود للأمير حسن الجداوي، أحد رعايا الجزيرة العربية، الذي كانت له علاقات تجارية قوية مع الصعيد، وأسس الوكالة في مواجهة معبد إسنا كمركز اقتصادي، حيث لعبت دوراً في تجارة التوابل والبضائع التي تأتي من اليمن».
وأشار الكسباني إلى أن «هذه هي الوكالة الوحيدة المتكاملة من العصر العثماني، والمبنية من الطوب اللبن المحروق على نمط مباني الجزيرة العربية»، مشيراً إلى أن «الوكالة لعبت دوراً اقتصادياً مهماً في التجارة الوافدة من اليمن والصومال وجنوب أفريقيا».
وأوضح الدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، أن «وكالة الجداوي تشكل بانوراما أثرية مع معبد إسنا الروماني ومئذنة الجامع العتيق، وأيضاً النموذج الفريد لبقية آثار إسنا»، مشيراً إلى أن «الوكالة عبارة عن منشأة تجارية شيدها حسن بك الجداوي سنة (1207 هجرية، 1792 ميلادية)، الذي سمي بالجداوي لأنه تولى إمارة جدة في عهد على بك الكبير سنة 1184 هجرية.
وتتكون الوكالة من طابقين، ومبنيين من الطوب الأحمر المعروف بـ«الآجر»، وتوجد بالطابق الأرضي مجموعة من الحوانيت لعرض السلع، أما الطابق العلوي فكان يستخدم لمبيت التجار ويمكن الوصول إليه عن طريق سلمين، أحدهما بالجهة الشمالية والآخر بالجهة الغربية والشمالية الشرقية، وتطل واجهة الوكالة الرئيسية على معبد الإله خنوم الشهير بمعبد إسنا، ويتوسط كتلة المدخل الذي يعلوه عقد مدبب بداخله ثلاثة عقود مدببة.
وأشاد العناني بـ«التعاون المثمر مع الولايات المتحدة الأميركية في مجال السياحة والآثار، حيث يعمل في مصر العديد من البعثات الأثرية الأميركية في مجال التنقيب والترميم الأثري، بالإضافة إلى معهد بيت شيكاغو في الأقصر، ومعهد البحوث الأميركية بالقاهرة»، مشيراً إلى أن «هذه ليست المرة الأولى التي تشارك فيها وكالة المعونة الأميركية الدولية الوزارة في مشاريع ترميم وتطوير بالمناطق الأثرية، حيث قامت بمثل هذه المشروعات بالأقصر وأسوان والكرنك والجيزة والقاهرة التاريخية والإسكندرية».
وقال كوهين، في كلمته خلال الافتتاح، إن «الولايات المتحدة ساهمت، على مدى السنوات الـ25 الماضية، بأكثر من 102 مليون دولار للحفاظ على أكثر من 85 موقعاً للتراث الثقافي في جميع أنحاء مصر».
وتعمل الولايات المتحدة مع الحكومة المصرية والكيانات المحلية في إسنا لتجديد تراث المواقع ذات الأهمية التاريخية في إسنا، بما في ذلك معصرة الزيوت القديمة وسوق القيسارية، وتستثمر الحكومة الأميركية من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية حوالي 8.6 مليون دولار لتنشيط السياحة الثقافية في إسنا، بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار، ووزارة التعاون الدولي، ومحافظة الأقصر، والشركاء المحليين بما في ذلك «تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة»، حسب بيان من السفارة الأميركية بالقاهرة.
وزار كوهين أول من أمس معبد سيتي الأول في أبيدوس والدير الأحمر والدير الأبيض بسوهاج، لتفقد المشروعات التي ساهمت الولايات المتحدة في تنفيذها ومن بينها اللوحات الجدارية بالدير الأحمر، وهي اللوحات الكاملة الوحيدة التي تعود إلى العصور الوسطى، والتي بقيت في مصر بشكلها الأصلي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.