استئناف عمليات الإجلاء من مطار كابل

وزير دفاع سابق يتوقع عودة القوات الأميركية إلى أفغانستان

صور من الأقمار الصناعية وفرتها شركة {ماكسار تيكنولوجيز} تُظهر عمليات الإجلاء على متن طائرات عسكرية في مطار حامد كرزاي أمس (أ.ب)
صور من الأقمار الصناعية وفرتها شركة {ماكسار تيكنولوجيز} تُظهر عمليات الإجلاء على متن طائرات عسكرية في مطار حامد كرزاي أمس (أ.ب)
TT

استئناف عمليات الإجلاء من مطار كابل

صور من الأقمار الصناعية وفرتها شركة {ماكسار تيكنولوجيز} تُظهر عمليات الإجلاء على متن طائرات عسكرية في مطار حامد كرزاي أمس (أ.ب)
صور من الأقمار الصناعية وفرتها شركة {ماكسار تيكنولوجيز} تُظهر عمليات الإجلاء على متن طائرات عسكرية في مطار حامد كرزاي أمس (أ.ب)

بعد يومين على تفجيرات مطار كابل التي أودت بحياة 13 جندياً أميركياً وعشرات المدنيين الأفغان، فضلاً عن جرح 18 جندياً أميركياً وأكثر من 150 أفغانياً، لا تزال القوات الأميركية المنتشرة في محيط المطار في حالة استنفار شديد، في ظل معلومات عسكرية واستخبارية عن احتمال وقوع هجمات جديدة في الأيام المتبقية على إتمام الانسحاب الأميركي يوم الثلاثاء (31 أغسطس/ آب الجاري). ويأتي ذلك فيما تصاعدت الانتقادات والمخاوف من احتمال تحوّل أفغانستان مرة جديدة إلى ملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية. وقال ليون بانيتا وزير الدفاع الأميركي السابق في عهد الرئيس باراك أوباما، إن الجيش الأميركي قد يكون مضطراً للعودة إلى أفغانستان مجدداً.
وأعلن البنتاغون أن الهجمات المحتملة الجديدة قد تشمل استخدام سيارات مفخخة أو إطلاق صواريخ على المطار، الأمر الذي تستعد له القوات الأميركية، عبر توسيع «منطقة الأمان» حول منطقة انتشارها، وتفعيل وسائل الدفاع التي تشمل تسيير دوريات وطائرات مراقبة مسيّرة وهليكوبتر، فضلاً عن وسائل المراقبة الإلكترونية وتكثيف جمع المعلومات الاستخبارية.
وكان الجنرال كينيث ماكينزي قائد القيادة المركزية الوسطى (سينتكوم) أعلن الخميس، أنه يعتقد بأن تنظيم «داعش خراسان» يرغب في مواصلة تلك الهجمات، موضحاً أن الإجراءات الأمنية المعمول بها سيتم تكثيفها، بما في ذلك تأمين حدود المطار واستخدام أنظمة مضادة للصواريخ وقذائف الهاون، بالإضافة إلى مشاركة بعض المعلومات مع مقاتلي {طالبان} الذين ينشرون نقاط تفتيش خارج المطار. ولم يصدر البنتاغون تحديثاً عن احتمال زيادة عدد القوات الأميركية في مطار كابل، وهو الاحتمال الذي تحدث عنه الرئيس الأميركي جو بايدن، في حال «رأى القادة العسكريون أن ذلك ضروري»، من أجل تأمين مواصلة عملية الإجلاء.
إلى ذلك، قال ليون بانيتا وزير الدفاع الأميركي السابق في عهد باراك أوباما، إن الجيش الأميركي قد يكون مضطراً للعودة إلى أفغانستان مجدداً. وأضاف بانيتا في تصريحات لمحطة «سي إن إن»، أن انسحاب القوات الأميركية ترك الولايات المتحدة في وضع خطير وصعب للغاية. وقال إن القوات الأميركية ستعود لمواجعة تنظيم {داعش} والتهديدات التي تشكلها حركة {طالبان} على حد سواء، حسب رأيه. وأضاف أنه يتفهم محاولة إخراج القوات الأميركية من أفغانستان، لكن الحرب ضد التطرف والإرهاب يجب أن تستمر. وأكد أهمية مواجهة الخطر الذي لا تزال تشكله التنظيمات المتطرفة، مثل {القاعدة} و{داعش} و{بوكو حرام} على الولايات المتحدة وحلفائها.

استئناف عمليات الإجلاء
من ناحية أخرى، استؤنفت عمليات الإجلاء من مطار كابل يوم الجمعة، وقال سكان في العاصمة الأفغانية إن عدة رحلات جوية أقلعت صباح أمس. وأعلن البيت الأبيض أن العملية عادت لتتواصل كما هو مخطط لها، وأنه تم نقل ما يقرب من 12500 شخص جواً من أفغانستان يوم الخميس، على الرغم من الهجمات التي وقعت، ليرتفع العدد الإجمالي للذين تم إجلاؤهم منذ سيطرة {طالبان} على كابل في 14 أغسطس إلى نحو 111000 ألف شخص. كما تم إجلاء نحو 5100 شخص من هؤلاء مساء يوم الخميس وحده، وفقاً لإحصاءات البيت الأبيض. وقال مسؤول أمني غربي في مطار كابل، إن عمليات إجلاء المدنيين من كابل تسارعت بعد الهجومين قرب المطار. وقال المسؤول، بحسب ما نقلت عنه «رويترز»، إن الرحلات الجوية تقلع بانتظام. وفيما لا يزال نحو ألف أميركي وعشرات الآلاف من الأفغان يسعون للمغادرة، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن التقديرات تشير إلى أنه لم يتم إجلاء ما يصل إلى 250 ألف أفغاني عملوا مع القوات الدولية، الأمر الذي أثار المخاوف من احتمال ترك الآلاف منهم بعد إنهاء الانسحاب الأميركي والدولي، على الرغم من التطمينات والوعود التي يطلقها المسؤولون الأميركيون والغربيون، بمتابعة هذه العملية إلى ما بعد موعد 31 أغسطس. وتحوّل انتهاء مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان مع مقتل الجنود الأميركيين إلى سيناريو كارثي بالنسبة للرئيس بايدن، الذي يواجه أخطر أزمة سياسية خارجية منذ تسلمه منصبه الرئاسي، ويبدو أنه مقيد اليدين أمام وضع لم يتوقعه أبداً، خصوصاً لناحية كيفية الرد على الهجمات، سواء تمت خارج الأراضي الأميركية أو داخلها. وتعهّد بايدن الذي بدا واضحاً بأنّه صدم من هول ما جرى، «بمطاردة» منفّذي الهجوم و«جعلهم يدفعون ثمن» قتلهم العسكريين الأميركيين «الأبطال».

التدقيق الأمني مع اللاجئين الأفغان
إلى ذلك، يعاني مطار العاصمة الأميركية واشنطن من تكدس الرحلات التجارية التي تدعم عمليات الإجلاء من أفغانستان، في ظل بطء عمليات التحقق من هويات الركاب. وقالت وسائل إعلام أميركية عدة إن الطائرات التي تقل اللاجئين الأفغان تنتظر على مدرجات المطار لمدة قد تصل إلى 10 ساعات لإنجاز معاملات الركاب قبل مغادرتهم الطائرات. وقال مسؤولون أمنيون في وزارة الأمن الداخلي إن التأخير يتعلق بعمليات التدقيق الأمني للاجئين الأفغان، قبل السماح لهم بدخول الولايات المتحدة، علماً بأن كثيراً منهم يحملون التأشيرات الخاصة بسبب عملهم مع القوات الأميركية. وأضاف أنه على مدى الأيام الماضية، ومنذ بدء وصول تلك الطائرات يوم الاثنين الماضي، {عملنا على تعزيز عمليات الفحص والتدقيق، لنجعل العملية أكثر كفاءة من دون المساس بالأمن القومي، وبأن عمليات الفحص تشمل أيضاً التأكد من الفحوصات الطبية الخاصة بوباء كورونا}.
وتسببت ساعات الانتظار الطويلة في إجبار شركات الطيران على طلب إمدادات إضافية من المياه والغذاء وحليب الأطفال والمناديل والحفاضات والجوارب وحتى الأحذية للأشخاص الذين تم إجلاؤهم من دونها. كما جرى تزويد الطائرات بالوقود لكي تبقى قادرة على الاستمرار في تشغيل مكيفات الهواء، في ظل درجات الحرارة المرتفعة في هذا الوقت من العام في واشنطن. كما طالبت شركات الطيران التجارية التي تشارك في عمليات الإجلاء بتوفير مساحة أكبر في مطار العاصمة لاستقبال اللاجئين ليتمكنوا من الانتظار حتى انتهاء إجراءات التدقيق. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الأحد الماضي، إن 18 طائرة بينها طائرات تابعة لشركات «يونايتد» و«أميركان إير لاينز» و«دلتا» وشركات أخرى، تشارك في أسطول الجسر الجوي، الذي استخدم للمرة الأولى خلال حرب الخليج عام 1990، ومرة ثانية خلال الإعداد لحرب العراق عام 2002.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».