«رقصة الموت» السعودي يفرض حضوره بمهرجان مسرحي مصري

الدورة الـ11 لمهرجان «مسرح بلا إنتاج» شهدت تكريم إبراهيم عسيري

TT

«رقصة الموت» السعودي يفرض حضوره بمهرجان مسرحي مصري

استطاع العرض المسرحي السعودي «رقصة الموت» خطف اهتمام الجمهور المصري وأن يفرض نفسه بالدورة الحادية عشرة من مهرجان «مسرح بلا إنتاج الدولي» والتي اختتمت فعالياتها أمس الخميس بمدينة الإسكندرية (شمال مصر)، وحملت اسم الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية المصرية.
وشهد المهرجان مشاركة 9 دول بدورته الـ11 من بينها ثماني دول عربية وهي السعودية والأردن ومصر وتونس وليبيا وسوريا وفلسطين وسلطنة عمان، بالإضافة إلى إسبانيا التي شاركت بعرض بعنوان «المهرجون». كما كرم الفنان السعودي إبراهيم عسيري الملقب بـ«سندباد المسرح السعودي» لدوره الكبير في الارتقاء بالمسرح العربي ولمشاركته في تقديم عروض مسرحية في أكثر من 40 مدينة حول العالم وإدارته لعدد من المهرجانات والفرق المسرحية بالمملكة.
وخطف العرض السعودي «رقصة الموت» للمخرج مالك القلاف وبطولة كميل العلي وعلى الجلواح، وموسيقى أحمد العلي وحسن العلي، اهتمام المشاهدين، وعن هذا العرض، يقول مالك القلاف لـ«الشرق الأوسط»: «بدأنا التفكير وتنفيذ العرض باجتهادات ومساهمات شخصية، فنحن مجموعة من الشباب والشابات وقودها ومحركها الشغف وحب المسرح وصناعة العرض المسرحي، وكانت الانطلاقة الأولى للعرض المسرحي في ملتقى المونودراما والديودراما بجمعية الثقافة والفنون بالدمام، وهذا الملتقى خرجت منه مجموعة من العروض السعودية المهمة كان من بينها (رقصة الموت)، ثم بدأ العمل عليها أكثر فأكثر، والعرض من إنتاج مؤسسة (وان شوت للفنون) وهي مؤسسة جديدة متخصصة في إنتاج المسرح والأفلام والعروض الفنية بدعم من هيئة المسرح والفنون الأدائية بالمملكة العربية السعودية».
ويؤمن القلاف بأن «المسرح عمل جماعي وفن لا يقوم على فرد واحد، لذلك فإن عدم تفرغ فريق العرض للمسرح بشكل تام كان عائقاً أمامنا، خصوصاً لأننا مجموعة من الهواة ولدينا أعمالنا الخاصة، وحاولنا التغلب على هذه الإشكالية بتوفيق المواعيد، كما شكلت الأمور المادية تحديا كبيراً في العرض الأول حتى جاء دعم هيئة المسرح والفنون الأدائية بالمملكة من باب إثراء وتطوير العرض».
عرض «رقصة الموت» مأخوذ عن نص «الفاني الذي لم يكمل رثاء نفسه» للكاتب ياسر مدخلي، ويمتزج بالعمل عدة فنون مسرحية، من بينها فن «البانتومايم» وهو تجسيد ما لا يمكن وصفه بالكلام».
بدوره، أعرب الفنان كميل العلي، بطل العمل عن سعادته للمشاركة في مهرجان «مسرح بلا إنتاج» قائلاً: «المهرجان يعد محفلاً مسرحياً بارزاً ومحطة مهمة لأي فنان مسرحي، فهو عرس مسرحي يزيد من رصيد أي فنان، عبر المشاركة والاحتكاك بالتجارب الأخرى والمشاهدة». مضيفاً أن «المخرج مالك القلاف نجح في توظيف معرفته الأكاديمية في تطوير أدواتنا كممثلين معه، فلم يبخل بوقته أو جهده».
جدير بالذكر أن الدورة الحادية عشرة من المهرجان، أقيمت على مسارح مكتبة الإسكندرية برعاية مركز الفنون بالمكتبة، ومسرح ليسيه الحرية (مقر فرقة الإسكندرية المسرحية) التي يديرها الفنان محمد مرسي، ومسرح قصر ثقافة الأنفوشي الذي تديره الفنانة أماني علي عوض، وتشكلت لجنة تحكيم المسابقة من الدكتور المصري أبو الحسن سلام، والفنان المصري حمزة العيلي، ومن الإمارات الفنان إبراهيم القاحومي، ومن تونس السينوغراف أنيس الطعلوش، ومن ألمانيا الفنان فتاح ديوري.


مقالات ذات صلة

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )
الاقتصاد أمسية اقتصاد المسرح شهدت مشاركة واسعة لمهتمين بقطاع المسرح في السعودية (الشرق الأوسط)

الأنشطة الثقافية والترفيهية بالسعودية تسهم بنسبة 5 % من ناتجها غير النفطي

تشير التقديرات إلى أن الأنشطة الثقافية والفنية، بما فيها المسرح والفنون الأدائية، تسهم بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المائة من الناتج المحلي غير النفطي بالسعودية.

أسماء الغابري (جدة)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.