حكومة ألمانيا تثق في استمرار التعافي رغم موجة كوفيد الجديدة

اختناقات الإمدادات تلقي بظلالها على الصناعة

توقع وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير أن يستمر تعافي أكبر اقتصاد في أوروبا رغم الموجة الرابعة من فيروس كورونا (رويترز)
توقع وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير أن يستمر تعافي أكبر اقتصاد في أوروبا رغم الموجة الرابعة من فيروس كورونا (رويترز)
TT

حكومة ألمانيا تثق في استمرار التعافي رغم موجة كوفيد الجديدة

توقع وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير أن يستمر تعافي أكبر اقتصاد في أوروبا رغم الموجة الرابعة من فيروس كورونا (رويترز)
توقع وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير أن يستمر تعافي أكبر اقتصاد في أوروبا رغم الموجة الرابعة من فيروس كورونا (رويترز)

توقع وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير الأربعاء أن يستمر تعافي أكبر اقتصاد في أوروبا، على الرغم من الموجة الرابعة من فيروس كورونا. وقال للصحفيين: «(ثمة) احتمال واضح بأننا لن نحتاج لأي نوع من العزل العام للذين حصلوا على جرعة أو اثنتين من اللقاح وللمتعافين». وأضاف: «لذلك من المؤكد أن النشاط الاقتصادي يستطيع أن يسجل مستوى جيدا للعام كله».
وضخت الحكومة أكثر من 300 مليار يورو في الاقتصاد للمساعدة في تخفيف آثار جائحة كوفيد - 19. وتمسك ألتماير بتقديرات الحكومة لنمو نسبته 3.5 في المائة هذا العام و3.6 في المائة العام المقبل.
وكان معهد إيفو ذكر في وقت سابق أن مؤشره لمناخ الأعمال هبط للشهر الثاني على التوالي في أغسطس (آب) الحالي، بعد أن أصبحت توقعات الشركات بشأن الشهور المقبلة أكثر تشاؤما بفعل اختناقات الإمدادات وزيادة حالات الإصابة بكوفيد - 19.
وذكر المعهد الأربعاء أن مؤشره لمناخ الأعمال انخفض في أغسطس مقارنة بالشهر السابق له بمقدار 1.3 نقطة إلى 99.4 نقطة. وتوقع المحللون انخفاضا في أهم مؤشر اقتصادي لألمانيا، لكنهم قدروا بأن يصل المؤشر إلى 100.4 نقطة.
ويرجع التدهور إلى تراجع التفاؤل بين الشركات. وعلق رئيس المعهد، كليمنس فوست، على نتائج المؤشر قائلا: «في قطاعي الضيافة والسياحة على وجه الخصوص تتزايد المخاوف». وأوضح في المقابل أن الشركات قيمت وضعها الحالي أفضل قليلا مما كان عليه في الشهر السابق. ومع ذلك، فقد أثر النقص في تسليم المنتجات الأولية في القطاع الصناع والمخاوف بشأن ارتفاع أعداد الإصابة بفيروس كورونا على مناخ الأعمال.
وقال كلاوس فولراب من معهد إيفو الأربعاء إن النشاط بالقطاع الصناعي في ألمانيا لا يزال عند مستوى مرتفع؛ ولكن المصنعين قلقين من تعطل الإنتاج بسبب نقص أشباه الموصلات والبلاستيك والمعادن.
وتابع أن «70 في المائة من المصنعين يشتكون من اختناقات ارتفاعا من 64 في المائة في يوليو (تموز)... تراجعت توقعات التصدير ولكن تظل عند مستوى جيد». وقال إن نصف الشركات بقطاعي الصناعة والتجزئة تريد رفع الأسعار لتعويض التكلفة الأعلى، كما أن زيادة إصابات كورونا أدى لهبوط حاد للتوقعات في قطاع الضيافة والسياحة.
وفي غضون ذلك، قال مكتب الإحصاءات الألماني الأربعاء إن صادرات البلاد إلى الصين انخفضت للمرة الأولى في قرابة عام في يوليو، لتهبط 3.9 بالمائة على أساس سنوي إلى 8.4 مليار يورو (9.9 مليار دولار).
وهذا أول انخفاض في الصادرات إلى الصين، ثاني أكبر سوق للمبيعات الألمانية خارج الاتحاد الأوروبي، منذ أغسطس 2020، وهو أكبر تراجع منذ مايو 2020، حين هيمنت الموجة الأولى من جائحة فيروس كورونا على العالم. وفي المقابل، زادت الصادرات الألمانية للولايات المتحدة 15.3 في المائة إلى 10.8 مليار يورو وفقا لما ذكره مكتب الإحصاءات.


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.