في مهنة التمثيل التي استمرت 4 عقود وعشرات الأدوار، لم يسبق لتوم هانكس أن لعب دور بائع سيارات مستعملة. لكن الأسبوع الماضي، حصل على دور مقنع، مع بيع 4 سيارات من مجموعته الخاصة في مزاد للسيارات الكلاسيكية في بونهام.
السيارات التي وضعها هانكس على الرصيف، والتي أبقاها في مزرعته في كيتشام بولاية أيداهو، جلبت أكثر من نصف مليون دولار، على الأقل ضعف ما كان متوقعاً.
كان محور المزاد مقطورة السفر الفريدة من نوعها «أير ستريم» بطول 34 قدماً من عام 1992، التي تم شراؤها في الأيام السابقة على انتشار سيارة «أير ستريم» وشهرتها بشكل كبير من جميع الأشكال والأحجام. وكان سعر المبيعات يبلغ 235 ألف دولار، بما في ذلك أقساط الشراء، وهو سعر جدير بالملاحظة بشكل خاص، لأن «أير ستريم» لم تكن مجهزة على نحو سخي كسيارة جديدة بنفس الحجم.
قال هانكس، في مقابلة أجريت معه قبل المزاد، عندما كان يعد السيارة للمزاد: «حصلت عليها في الأيام التي كانت الأفلام السينمائية تتحرك ببطء».
وكان فيلم «بلا نوم في سياتل» قيد التصوير آنذاك. قال هانكس: «لقد أمضيت وقتاً طويلاً في مقطورات عادية ذات ديكور قبيح وأثاث غير مريح بالمرة، لذا قررت شراء طراز جديد تماماً من (أير ستريم)، مجرد سيارة فارغة مصنعة داخلياً بناء على طلبي». كانت لديه معدات المطبخ والحمام، لكنه يبدل الأثاث كلما كانت هناك حاجة لأماكن الجلوس، والأكل، والبروفة، والالتقاء مع زملائه الممثلين.
سرد هانكس قصة من تصوير فيلم «أبوللو 13» عندما ارتدى رفقة إيد هاريس، وبيل باكستون، وكيفن بيكون، أزياء رواد الفضاء، لزيارة مقبرة معروفة. وقال إن الممثل باستر كيتون لم يستجب.
سافرت السيارة «أير ستريم» من سياتل إلى بوفورت، جنوب كارولينا، لتصوير فيلم «فورست غام»، مع محطات توقف في فيلادلفيا، لفيلم «فيلادلفيا»، ومدينة نيويورك، لفيلم «سولي»، وكثير من الرحلات إلى منطقة لوس أنجليس.
منحت المواد التسويقية من بونهام البيانات الداخلية للسيارة، «تأتي كاملة مع كل ملحقاتها وأثاثها، بما فيها الأطباق، والأكواب، وماكينات صناعة الإسبريسو، وبعض معدات المطبخ، وكراسٍ، وطاولة من خشب الساج المريحة المصورة». تم تضمين مولد كهربائي، وخزانات غاز البروبان، وغير ذلك. لزيادة قيمتها العاطفية، وقّع هانكس على أحد مكيفات الهواء، فيما يُفترض أنها لفتة نادرة قابلة للتجميع.
قال هانكس: «إنك لم تعش جيداً حتى تنجو من عاصفة رعدية توقف الأفلام السينمائية داخل (أير ستريم) عندما تكون في مكان ما في كارولينا، أو مكان مشابه. لكن، أكثر من أي شيء آخر، إن (أير ستريم) رائعة ودافئة، ولهذا السبب أراد كل من زارني اقتناء واحدة منها».
ومن غير المعروف المبلغ الذي بيعت به نفس السيارة من نفس الحجم أو نفس العام حتى نفس مستوى المعدات في القنوات العادية. وعند طرح هذا السؤال، هزّ مسؤول المزاد كتفيه وقال: «ربما النصف؟»
لصالح مشتري سيارة «أير ستريم»، أفرغ هانكس أيضاً محتويات السيارة في قلب شاحنة صغيرة من طراز «فورد إف - 450 سوبر ديوتي» لعام 2011. تقول «كيلي بلو بوك» إنّ نموذجاً عمره عقد من الزمن كهذا، من المحتمل أن يباع بأقل من 40 ألف دولار. ولقد دفع المشتري لهانكس أكثر من 84 ألف دولار، على الرغم من أنّها مجهزة بشكل عادي.
هانكس، الذي قال إنه من أوائل المتحمسين للمركبات الكهربائية، باع موديل 2015 الأصلي من سيارته طراز تيسلا «إس»، في تكوين عالي الأداء يعرف باسم «بي 85»، مقابل ما يزيد قليلاً على 67 ألف دولار. وتربط كيلي قيمتها السوقية العادية بنحو 41.700 دولار. هانكس لا يستطيع حقاً أن يشرح لماذا طُليت باللون الأخضر للسباقات البريطانية مثل سيارة جاكوار العاملة بالغاز.
ربما كان أكثر المبيعات حنيناً من مجموعة الممثل هي سيارة تويوتا «إف جيه 40 لاند كروزر»، التي يزيد عمرها عن 40 سنة، لكن أعيد بناؤها بالكامل من قبل ممثل أفلام سابق، وهو يُدير حالياً شركة «أيكون 4×4»، التي تصنع مركبات متعددة الاستخدامات في وادي سان فرناندو في لوس أنجليس. لقد كانت «إف جي 40» فيما مضى من الكلاسيكيات المنسية التي لا يحبها سوى حفنة من جامعي منتجات «تويوتا». والآن أصبحت كلاسيكيات «تويوتا» الأكثر ندرة، فضلاً عن عدد من السيارات الأخرى المصنوعة في اليابان، المحبوبة في المزادات العلنية.
وباع هانكس سيارة تويوتا «إف جيه 40 لاند كروزر» ذات السقف الصلد لعام 1980 بمبلغ 122 ألف دولار. وقالت شركة «هاغرتي» للتأمين على السيارات إنّ دليل القيمة الخاص بها سيُدرجها عند المستوى «#1 كونكورز» الموافق لمبلغ 72 ألف دولار، وهو فرق كبير. وإن كانت واحدة فقط من النسخ المتوسطة، التي لا تزال موجودة، فإنّها ستُباع بما يزيد على 20 ألف دولار. أمّا الجديدة منها، بالعودة إلى ذلك التاريخ، فربما تكلف ربع ذلك المبلغ.
وقال هانكس: «سأفتقدها. لكن ربما لديّ بعض الأفكار الأخرى في المستقبل».
* خدمة «نيويورك تايمز»