توتر في السويداء بعد مناوشات بين أمن النظام وعصابات محلية

TT

توتر في السويداء بعد مناوشات بين أمن النظام وعصابات محلية

بعد توتر شهده ريف محافظة السويداء الشرقي نتيجة مناوشات بين قوات الأمن التابعة للنظام وعصابات مسلحة في السويداء، جرى إطلاق سراح عنصرين من جهاز أمن الدولة التابع للنظام، احتجزا يوم الجمعة من قبل مسلحين هاجموا حاجز «أم ضبيب» في قرية الطيبة شرق السويداء.
وحدث الاختطاف، على خلفية اعتقال أحد متزعمي العصابات المسلحة الذي سربت أجهزة النظام نبأ مقتله متأثراً بجروح أصيب بها، قبل أيام في مدينة السويداء وسط ظروف غامضة، حيث تم تحويله إلى أحد مشافي العاصمة دمشق، ليقوم مجموعة من أتباعه باختطاف عنصرين من فرع أمن الدولة.
وأفاد موقع (السويداء 24)، بأن فصيل «حركة رجال الكرامة»، تدخل لتهدئة التوتر وإيجاد حل في قرية «الطيبة»، يحقن الدماء. وبعد مفاوضات مع جميع الأطراف المعنية بالحادثة، تم إطلاق سراح عنصري الأمن المخطوفين وتسليمهما لحركة رجال الكرامة، مقابل انسحاب التعزيزات الأمنية.
وذكرت مصادر محلية، أن تعزيزات أمنية من جهازي أمن الدولة والأمن العسكري وعناصر من الدفاع الوطني ومجموعات مسلحة محلية، كانت قد وصلت إلى قرية الطيبة يوم السبت وقامت باستعراض قوة في شوارع بلدة الطيبة وإطلاق نار في الهواء، وسط حالة من الذعر والتوتر بين المدنيين. كما جرت مناوشات بين التعزيزات والمجموعة المسلحة الخاطفة التي تحصنت بأطراف البلدة، رافضة تسليم المختطفين.
وأشارت المصادر إلى حالة الاستياء السائدة في محافظة السويداء، من قوى النظام الأمنية وأيضاً من الفصائل المحلية المسلحة التي أغلبها عصابات سرقة وخطف.
ونقلت المصادر عن الأهالي تحذيراتهم من خطورة استعانة الأجهزة الأمنية بعصابات لمحاربة العصابات، إذ سيؤدي ذلك إلى «انفلات أمني خطير». وقالت المصادر إن اجتماعاً عقد الأحد في قرية الحريسة، بين قادة ميليشيا الدفاع الوطني والفصائل المحلية المسلحة المدعومة من أجهزة النظام الأمنية والتي تنشط في تهريب وتجارة المخدرات وعصابات الخطف، للوقوف على الحوادث والتوترات الأخيرة، وسط حالة من الرفض الشعبي لوجود الميليشيات الرديفة لقوات النظام والعصابات المستقوية بها.
وتشهد محافظة السويداء بين فترة وأخرى توتراً أمنياً، نتيجة انتشار السلاح والعصابات المسلحة والفصائل المحلية المسلحة المعارضة، ومنذ منتصف الشهر الماضي، تجدد التوتر جراء تصادم بين فصيل محلي معارض وميليشيات «الدفاع الوطني» التابع للنظام.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.