فيلم «موسى»... «كومة الحديد» تعوض قسوة البشر

يشهد نقلة نوعية على المستوى التقني

كريم محمود عبد العزيز مع  أحمد حاتم خلال تصوير الفيلم  (صفحة كريم محمود عبد العزيز على فيسبوك)
كريم محمود عبد العزيز مع أحمد حاتم خلال تصوير الفيلم (صفحة كريم محمود عبد العزيز على فيسبوك)
TT

فيلم «موسى»... «كومة الحديد» تعوض قسوة البشر

كريم محمود عبد العزيز مع  أحمد حاتم خلال تصوير الفيلم  (صفحة كريم محمود عبد العزيز على فيسبوك)
كريم محمود عبد العزيز مع أحمد حاتم خلال تصوير الفيلم (صفحة كريم محمود عبد العزيز على فيسبوك)

«مفاجأة»... ربما كانت هذه المفردة الأكثر تردداً بشكل أو بآخر عند رصد ردود الأفعال تجاه فيلم «موسى» الذي يعرض حالياً بدور العرض السينمائي بمصر، سواء على مستوى تعليقات الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو على مستوى النقاد والمختصين في الشأن السينمائي عموماً.
يجسد النجم الشاب كريم محمود عبد العزيز شخصية بطل العمل «يحيى»، وهو شاب انطوائي خجول يعاني على المستوى الجسدي من ضعف البنية، مما يجعله طوال الوقت عرضة للتنمر من مجتمع الأصدقاء منذ أن كان طفلاً، كما أنه على المستويين النفسي والاجتماعي يعاني من الشعور بالعزلة والاكتئاب والفراغ القاتل، لا سيما بعد مقتل والده، «يجسد شخصيته الفنان صلاح عبد الله الذي ترك بصمة قوية رغم ظهوره كضيف شرف».
يقرر الشاب «البريء» استغلال تفوقه الدراسي كطالب جامعي يدرس الهندسة في اختراع إنسان آلي يطلق عليه اسم «موسى» ليصبح صديقه، فهو لم يجد الصداقة مع بشر من «دم ولحم»، فقرر أن يبحث عنها مع «كومة حديد» على حد تعبيره بالفيلم. بالطبع، وكما هو متوقع، تخرج الأمور عن السيطرة ويتحول موسى إلى سلاح فتاك في يد البطل لينتقم من قتلة والده، كما ينتقم بأثر رجعي من كل الإهانات التي سبق أن تلقاها في مرحلة الوحدة والشعور بالهوان على الناس.
والمقصود بالمفاجأة هنا والتي عبّر عنها كثيرون في ردود أفعالهم هي تلك النقلة النوعية التي شهدها الفيلم على مستوى التقنية، لا سيما في المؤثرات البصرية والصوتية وأعمال الغرافيك والتي جاءت شديدة الإتقان على نحو جعل العنصر المشترك لدى المتلقين هو التأكيد على أن الفيلم بلغ مستوى من الحرفية وكفاءة التنفيذ جعلته يضارع نظراءه في السينما الأميركية، ولا يقل إتقاناً عما تقدمه «هوليوود» في هذا السياق.
يمتلئ الفيلم بمشاهد المطاردات والحركة، من فوق أسطح القطارات وعبر الطائرات المروحية، لكن الحبكة لم تفقد تأثيرها الإنساني عبر التركيز على شخصية «يحيى»، وتعاطف المتفرج معه الذي يمتلئ غيظاً وكراهية تجاه شخصية الطبيب الشرير الذي جسدها ببراعة النجم الأردني إياد نصار.
يأتي الفيلم في سياق مشروع متكامل أعلن عنه مخرج العمل بيتر ميمي يضم سلسلة من أفلام الخيال العلمي التي تمزج الحركة بالتعاطف الإنساني في خلطة من الإثارة والتشويق والإبهار البصري أبطالها مهندس الميكاترونيكس يحيى صالح الخياط، و«الهاكر» يوسف الهرم، والطيّار السعودي فيصل.
فيلم «موسى» يعد نقطة تحول في مسيرة النجم كريم محمود عبد العزيز، فرغم أنه ليس البطولة المطلقة الأولى له، بعد تقديمه بطولة مسلسل «شقة فيصل»، الذي عرض في رمضان 2019. فإنه يقدم للمرة الأولى دراما إنسانية لشخصية مهزوزة خائفة تعاني من الخوف والجبن وتبحث يائسة عن وسيلة للهروب من ضعفها الإنساني القاتل، على نحو جعل دموع المتفرجين تنساب تعاطفاً معه في بعض المشاهد.
وبينما يرى بعض المتابعين أن هذا الفيلم هو الأول من نوعه في تاريخ السينما المصرية ضمن نوعية الخيال العلمي، فإن المؤرخ السينمائي محمود قاسم، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «السينما المصرية لها باع قديم مع هذه النوعية من الأفلام والتي يعد (قاهر الزمن) أكثرها اكتمالاً ونضجاً»، مشيراً إلى «أن هذا العمل من إنتاج عام 1987 وهو بطولة نور الشريف وآثار الحكيم، وجميل راتب، وإخراج كمال الشيخ، والمأخوذ عن رواية بنفس الاسم لرائد أدب الخيال العلمي في مصر والعالم العربي نهاد شريف (1932 - 2011)، والتي تتناول فكرة تجميد جثث المرضى بأمراض مستعصية بالتبريد لفترة معينة إلى حين الوصول لدواء شاف ثم إعادة تنشيط الخلايا الحية التي سبق تجميدها وتربط الرواية بين تلك الفكرة العلمية وبين فكرة البعث والخلود وأسرار التحنيط لدى القدماء المصريين».


مقالات ذات صلة

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.