مقتل امرأة وأولادها بقصف مدفعي شمال غربي سوريا

«حميميم» الروسية تعلن عن 25 «انتهاكاً لوقف النار» في إدلب

رجل يبحث بين الأنقاض بعد قصف مدفعي جنوب إدلب شمال غربي سوريا أمس (أ.ف.ب)
رجل يبحث بين الأنقاض بعد قصف مدفعي جنوب إدلب شمال غربي سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

مقتل امرأة وأولادها بقصف مدفعي شمال غربي سوريا

رجل يبحث بين الأنقاض بعد قصف مدفعي جنوب إدلب شمال غربي سوريا أمس (أ.ف.ب)
رجل يبحث بين الأنقاض بعد قصف مدفعي جنوب إدلب شمال غربي سوريا أمس (أ.ف.ب)

ارتكبت قوات النظام السوري أمس «مجزرة جديدة» راح ضحيتها أربعة أطفال وامرأة، جراء قصف بقذائف المدفعية على بلدة جنوب إدلب، في شمال غربي سوريا.
وتتعرض مناطق عدة في إدلب منذ أول يونيو (حزيران) لقصف متكرر من قبل قوات النظام النظام والميليشيات الإيرانية الموالية له، بقذائف صاروخية ومدفعية متطورة، تستهدف المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة في مناطق محاذية بأرياف إدلب وحماة واللاذقية شمال غربي سوريا، رغم سريان وقف لإطلاق النار في المنطقة منذ أكثر من عام بموجب اتفاق بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين في مارس (آذار) العام الماضي.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بارتكاب قوات النظام مجزرة جديدة، راح ضحيتها خمسة أشخاص من الأطفال في ريف إدلب، حيث قتلت سيدة وثلاثة من أطفالها، بالإضافة إلى طفل آخر، وأصيب 3 آخرون، الخميس، جراء قصف بقذائف المدفعية الروسية المتطورة، استهدف منازل المدنيين في قرية بلشون في جبل الزاوية جنوب إدلب.
وأضاف «المرصد»، أنه قد قتلت امرأة وإصابة 5 مدنين آخرين، بينهم امرأتان وطفل على الأقل، جراء قصف صاروخي على قرية الكريدية في منطقة الباب ضمن مناطق نفوذ فصائل المعارضة الموالية لتركيا، مصدره مناطق نفوذ قوات النظام والتشكيلات العسكرية المنضوية تحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ريف حلب الشرقي.
وكان«المرصد» وثق، أمس، مقتل 3 مواطنين وهم، امرأتان ورجل، وإصابة عدد آخر، جراء قصف صاروخي استهدف مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة النفوذ التركي وفصائل الجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة، بريف حلب الشمالي.
وكان قد أعلن «المركز الروسي للمصالحة في سوريا»، عن رصده 25 انتهاكاً لوقف إطلاق النار من جانب المسلحين في منطقة وقف التصعيد في إدلب شمال غربي سوريا، في بيان نشر على صفحة وزارة الدفاع الروسية على «فيسبوك» يوم الأربعاء، أن مسلحي تنظيم هيئة تحرير الشام أو (جبهة النصرة سابقاً) نفذوا 14 عملية قصف في محافظة إدلب، و8 عمليات في محافظة اللاذقية، وعمليتين في حلب، وعملية واحدة في حماة.
وأشار البيان إلى أن الشرطة العسكرية الروسية قامت بتسيير دوريات في مسارين بمنطقة منبج بريف حلب، و3 مسارات أخرى في محافظات الرقة والحسكة وحلب، وقامت العربات العسكرية الروسية بمرافقة وسائل النقل المدنية على طريق M4 من عين عيسى إلى تل تمر بريف الحسكة شمال شرقي سوريا.
وأكد المركز الروسي «استمرار العمل الهادف إلى التسوية السلمية للنزاع ومساعدة المواطنين السوريين في العودة للحياة السلمية»، حيث نقل ممثلو المركز 180 كلغ من المساعدات الإنسانية إلى محافظة الرقة.
في سياق منفصل، حذر وزير الصحة في حكومة الإنقاذ السورية الدكتور أيمن جبس في إدلب أنه بدأت أعداد المصابين بفيروس «كورونا» بالازدياد بشكل كبير في الأيام الأخيرة في مناطق الشمال السوري، وقسم كبير من هذه الإصابات من نمط المتحور «دلتا»، والذي يعد أكثر خطورة من باقي أنماط «كورونا».
وطالب المنظمات الإنسانية والكوادر الطبية والعاملين في المجال الإنساني والقطاع الصحي، زيادة الجلسات والجولات التوعوعية وتقديم الإرشادات في المناطق التي تشهد اكتظاظاً بالسكان المحليين والمهجرين ومخيمات النازحين، وحثهم على اتخاذ أقصى إجراءات الوقاية من الفيروس، خاصة تجنب المصافحة والعناق، وغسل اليدين المتكرر بالماء والصابون لمدة 30 ثانية على الأقل أو تعقيمها بالكحول، وتجنب الأماكن المزدحمة، وتأجيل وتجنب الاجتماعات غير الضرورية، كالصالات الرياضية، وصالات الأفراح، ومجالس العزاء وما شابهها.
وقالت «شبكة الإنذار المبكر»، التابعة لوحدة تنسيق الدعم في تقريرها الاثنين، إنها سجلت 328 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» ضمن المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، وبذلك يرتفع عدد الإصابات المسجلة إلى 28129 مصابًا، فيما سجلت أيضاً 38 حالة شفاء في كل من إدلب وريف حلب، بينما توفي 7 أشخاص شمال إدلب متأثرين بإصابتهم بفيروس «كورونا».
من جهته، قال محمد الخليل وهو مسؤول في مديرية الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء» في إدلب، إن منحنى الإصابات بفيروس «كورونا»، يسير بشكل تصاعدي، في عدد المصابين، وتحديداً في مخيمات النازحين شمال غربي سوريا، ويقابل هذا التصاعد استهتاراً واضحاً من قبل الأهالي بإجراءات الوقاية، فضلاً عن نقص الخدمات العامة، وصعوبة تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، لا سيما في مخيمات النازحين.
وفي السياق، أكد الدكتور سالم زهران وهو مدير صحة إدلب، وصول دفعة جديدة من جرعات التطعيم بلقاح «كورونا» «أسترازينيكا إكس فورد» بريطاني الصنع، إلى مناطق المعارضة شمال غربي سوريا، عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا أول من أمس، وبلغ عددها 36.400 جرعة، والهدف منها توسيع شريحة المستفيدين (من مسنين وعاملين في الشأن العام والكوادر الطبية والإنسانية وأصحاب الأمراض المزمنة)، من هذا اللقاح.
ولفت إلى أن 35 ألف شخص معظمهم من الكوادر الطبية والعاملين في المجال الإنساني وأصحاب الأمراض المزمنة، قد تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح، وأن آخرين تلقوا الجرعة الثانية ضمن المرحلة الأولى في مناطق المعارضة شمال غربي سوريا، وبانتظار وصول الدفعة الثالثة من اللقاح خلال الأشهر القادمة وعددها 100 ألف جرعة، وتقديم اللقاحات لأكبر عدد من المواطنين في المنطقة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.