ما الذي نعرفه عن الجرعات المعززة؟

ممرض يجهز جرعة من لقاح فايزر في مركز تلقيح بنيويورك (أ.ب)
ممرض يجهز جرعة من لقاح فايزر في مركز تلقيح بنيويورك (أ.ب)
TT

ما الذي نعرفه عن الجرعات المعززة؟

ممرض يجهز جرعة من لقاح فايزر في مركز تلقيح بنيويورك (أ.ب)
ممرض يجهز جرعة من لقاح فايزر في مركز تلقيح بنيويورك (أ.ب)

بعد إسرائيل وعدد من الدول الأوروبية، أوصى مسؤولو الصحة أميركيون بتوفير جرعات معززة للقاح «كوفيد - 19» للبالغين المحصّنين بالكامل، وذلك رغم دعوة «منظمة الصحة العالمية» لتعليق توزيع الجرعات الثالثة إلى ما بعد سبتمبر (أيلول)، وإعطاء أولوية التطعيم للدول النامية. فما الذي نعرفه عن هذه الجرعات؟
من الشائع أن يتراجع تأثير اللقاحات بمرور الوقت، كما ذكر تقرير لوكالة «أسوشيتد برس». فعلى سبيل المثال يُوصى بإعطاء جرعة معززة للقاح المضاد للتيتانوس (الكزاز) كل عشر سنوات.
تراجع الحماية
ويراقب مسؤولو الصحة والباحثون أداء اللقاحات المضادة لفيروس «كوفيد - 19» على أرض الواقع لمعرفة مدة الحماية الفعلية التي توفرها للأشخاص. ولا تزال اللقاحات المصرح بها في الولايات المتحدة الأميركية توفر درجة وقاية كبيرة من ذلك المرض الخطير، وتحمي من الوفاة بسبب الإصابة به. مع ذلك، فإن فحوص الدم المعملية تشير إلى أن الأجسام المضادة، التي تُعدّ طبقة من طبقات الحماية في الجهاز المناعي، قد تضعف بمرور الوقت، ما يعني أن درجة الوقاية تتراجع أو أن الأجسام قد تستغرق وقت أطول في محاربة العدوى.
تفشي «دلتا»
وعقّد متحور «دلتا» السؤال المتعلق بموعد إعطاء الجرعات المعززة حول العالم، نظراً لكونه أكثر انتشاراً وقدرة على العدوى، في حين أنه قد تم جمع أكثر البيانات الخاصة بأداء اللقاح قبل ظهور، وانتشار ذلك المتحور. كذلك، تزامن تفشي «دلتا» في وقت تضعف فيه المناعة الناتجة عن اللقاح لدى من تلقوه في بداية حملات التطعيم. وتوفر إسرائيل جرعة معززة للأشخاص الذين تفوق أعمارهم 50 عاماً، وتلقوا التلقيح منذ أكثر من خمسة أشهر. كذلك، تعتزم كل من فرنسا وألمانيا توفير جرعات معززة لبعض الفئات خلال فصل الخريف، وصرحت «وكالة الأدوية الأوروبية» بأنها تراجع البيانات بهدف معرفة تحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى جرعات معززة.
متى سيتم إعطاء الجرعات المعززة؟
يعتمد الأمر على تاريخ تلقي الشخص الجرعة الأولى والثانية من اللقاح. وهناك احتمال بأن يوصي مسؤولو الصحة الأشخاص بتلقي جرعة معززة بعد نحو ثمانية أشهر من تلقي الجرعة الثانية من لقاح «فايزر» أو «موديرنا». فيما يواصل المسؤولون جمع المعلومات الخاصة بلقاح «جونسون آند جونسون» ذي الجرعة الواحدة، والذي تمت الموافقة عليه في الولايات المتحدة الأميركية في نهاية فبراير (شباط)، لتحديد الموعد المقترح للجرعة المعززة.
من سيتلقى الجرعة الثالثة؟
من المرجح أن يكون أول من تلقى اللقاح، فضلاً عن العاملين في مجال الرعاية الصحية، ونزلاء دور الرعاية، وغيرهم من كبار السن.
من غير الواضح بعد ما إذا كان من الضروري حصول الناس على جرعة من نفس اللقاح الذي تلقوه في المرة الأولى.
وسيبحث مستشارو الصحة عن أدلة خاصة بسلامة الجرعات المعززة وكيفية توفيرها للحماية من العدوى والإصابة بالمرض الخطير.
ماذا عمَّن لم يتلقوا اللقاح بعد؟
تقول دكتورة ميلاني سويفت، التي ترأس برنامج التلقيح في «مايو كلينك» في مدينة روتشستر بولاية مينيسوتا، إن توفير المزيد من الجرعات لأشخاص لم يتلقوا اللقاح بعد هو «أفضل وسيلة ليس للحيلولة دون انتقال المرضى إلى المستشفيات أو وفاتهم بسبب الإصابة بالمتحور (دلتا) فحسب، ولكن أيضاً لمنع انتقال المرض». وتشير إلى أن كل حالة عدوى «تمنح الفيروس فرصاً أكبر للتحور».
وتضيف قائلة: «من المرجح أن يكون من تلقوا اللقاح للمرة الأولى في أول صفوف انتظار الجرعات المعززة، لكن لن يحقق ذلك أهدافنا إذا لم يتلق جيرانهم اللقاح بالأساس».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.