بعد إسرائيل وعدد من الدول الأوروبية، أوصى مسؤولو الصحة أميركيون بتوفير جرعات معززة للقاح «كوفيد - 19» للبالغين المحصّنين بالكامل، وذلك رغم دعوة «منظمة الصحة العالمية» لتعليق توزيع الجرعات الثالثة إلى ما بعد سبتمبر (أيلول)، وإعطاء أولوية التطعيم للدول النامية. فما الذي نعرفه عن هذه الجرعات؟
من الشائع أن يتراجع تأثير اللقاحات بمرور الوقت، كما ذكر تقرير لوكالة «أسوشيتد برس». فعلى سبيل المثال يُوصى بإعطاء جرعة معززة للقاح المضاد للتيتانوس (الكزاز) كل عشر سنوات.
تراجع الحماية
ويراقب مسؤولو الصحة والباحثون أداء اللقاحات المضادة لفيروس «كوفيد - 19» على أرض الواقع لمعرفة مدة الحماية الفعلية التي توفرها للأشخاص. ولا تزال اللقاحات المصرح بها في الولايات المتحدة الأميركية توفر درجة وقاية كبيرة من ذلك المرض الخطير، وتحمي من الوفاة بسبب الإصابة به. مع ذلك، فإن فحوص الدم المعملية تشير إلى أن الأجسام المضادة، التي تُعدّ طبقة من طبقات الحماية في الجهاز المناعي، قد تضعف بمرور الوقت، ما يعني أن درجة الوقاية تتراجع أو أن الأجسام قد تستغرق وقت أطول في محاربة العدوى.
تفشي «دلتا»
وعقّد متحور «دلتا» السؤال المتعلق بموعد إعطاء الجرعات المعززة حول العالم، نظراً لكونه أكثر انتشاراً وقدرة على العدوى، في حين أنه قد تم جمع أكثر البيانات الخاصة بأداء اللقاح قبل ظهور، وانتشار ذلك المتحور. كذلك، تزامن تفشي «دلتا» في وقت تضعف فيه المناعة الناتجة عن اللقاح لدى من تلقوه في بداية حملات التطعيم. وتوفر إسرائيل جرعة معززة للأشخاص الذين تفوق أعمارهم 50 عاماً، وتلقوا التلقيح منذ أكثر من خمسة أشهر. كذلك، تعتزم كل من فرنسا وألمانيا توفير جرعات معززة لبعض الفئات خلال فصل الخريف، وصرحت «وكالة الأدوية الأوروبية» بأنها تراجع البيانات بهدف معرفة تحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى جرعات معززة.
متى سيتم إعطاء الجرعات المعززة؟
يعتمد الأمر على تاريخ تلقي الشخص الجرعة الأولى والثانية من اللقاح. وهناك احتمال بأن يوصي مسؤولو الصحة الأشخاص بتلقي جرعة معززة بعد نحو ثمانية أشهر من تلقي الجرعة الثانية من لقاح «فايزر» أو «موديرنا». فيما يواصل المسؤولون جمع المعلومات الخاصة بلقاح «جونسون آند جونسون» ذي الجرعة الواحدة، والذي تمت الموافقة عليه في الولايات المتحدة الأميركية في نهاية فبراير (شباط)، لتحديد الموعد المقترح للجرعة المعززة.
من سيتلقى الجرعة الثالثة؟
من المرجح أن يكون أول من تلقى اللقاح، فضلاً عن العاملين في مجال الرعاية الصحية، ونزلاء دور الرعاية، وغيرهم من كبار السن.
من غير الواضح بعد ما إذا كان من الضروري حصول الناس على جرعة من نفس اللقاح الذي تلقوه في المرة الأولى.
وسيبحث مستشارو الصحة عن أدلة خاصة بسلامة الجرعات المعززة وكيفية توفيرها للحماية من العدوى والإصابة بالمرض الخطير.
ماذا عمَّن لم يتلقوا اللقاح بعد؟
تقول دكتورة ميلاني سويفت، التي ترأس برنامج التلقيح في «مايو كلينك» في مدينة روتشستر بولاية مينيسوتا، إن توفير المزيد من الجرعات لأشخاص لم يتلقوا اللقاح بعد هو «أفضل وسيلة ليس للحيلولة دون انتقال المرضى إلى المستشفيات أو وفاتهم بسبب الإصابة بالمتحور (دلتا) فحسب، ولكن أيضاً لمنع انتقال المرض». وتشير إلى أن كل حالة عدوى «تمنح الفيروس فرصاً أكبر للتحور».
وتضيف قائلة: «من المرجح أن يكون من تلقوا اللقاح للمرة الأولى في أول صفوف انتظار الجرعات المعززة، لكن لن يحقق ذلك أهدافنا إذا لم يتلق جيرانهم اللقاح بالأساس».
ما الذي نعرفه عن الجرعات المعززة؟
ما الذي نعرفه عن الجرعات المعززة؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة