القضاء الرواندي يبتّ الجمعة قضية أشهر معارض لحكومة كاغامي

الولايات المتحدة والبرلمان الأوروبي وبلجيكا أعربت عن قلقها حيال عدالة المحاكمة

بول روسيسباغينا يتوسط محامييه خلال جلسة محاكمته في أكتوبر 2020 في كيغالي (أ.ف.ب)
بول روسيسباغينا يتوسط محامييه خلال جلسة محاكمته في أكتوبر 2020 في كيغالي (أ.ف.ب)
TT

القضاء الرواندي يبتّ الجمعة قضية أشهر معارض لحكومة كاغامي

بول روسيسباغينا يتوسط محامييه خلال جلسة محاكمته في أكتوبر 2020 في كيغالي (أ.ف.ب)
بول روسيسباغينا يتوسط محامييه خلال جلسة محاكمته في أكتوبر 2020 في كيغالي (أ.ف.ب)

يتوقع أن يصدر بعد غد الجمعة الحكم بحق بول روسيسباغينا، البطل الحقيقي وراء فيلم «فندق رواندا» الشهير، والذي تحول إلى معارض شرس لحكومة الرئيس بول كاغامي، بعد أشهر من محاكمة مثيرة للجدل بعدة تهم، بينها «الإرهاب».
واشتُهر روسيسباغينا، المنتمي لعرقية الهوتو، بعدما تم تجسيد شخصيته في فيلم «فندق رواندا»، الذي أنتجته هوليوود عام 2004، والذي يروي كيف تمكن هذا المعتدل من إنقاذ حياة أكثر من ألف شخص لجأوا إلى الفندق الذي كان يديره في العاصمة خلال الإبادة الجماعية، التي أسفرت عن مقتل نحو 800 ألف شخص غالبيتهم من التوتسي عام 1994.
دارت محاكمة روسيسباغينا في كيغالي من فبراير (شباط) إلى يوليو (تموز) الماضي، مع عشرين آخرين، لمساندته جبهة التحرير الوطنية المتمردة، والمتهمة بشن هجمات دامية في رواندا. ويواجه تسع تهم، من بينها «الإرهاب»، وطُلب الحكم عليه بالسجن المؤبد.
وقاطع روسيسباغينا ومحاموه جلسات المحكمة منذ مارس (آذار) الماضي، منددين بمحاكمة «سياسية» أمكن إجراؤها بعد «خطفه»، الذي نظمته السلطات الرواندية. علاوة على سوء المعاملة التي يتلقاها في الاحتجاز. وقد أعربت الولايات المتحدة، التي منحته وسام الحرية الرئاسي عام 2005 والبرلمان الأوروبي وبلجيكا، التي يحمل جنسيتها، عن قلقها حيال ظروف اعتقاله وعدالة المحاكمة. وفي مواجهة هذه الانتقادات، نددت المتحدثة باسم الحكومة الرواندية، يولاند مأكولو، بما وصفته بأنه معايير مزدوجة. وكتبت في تغريدة: «ألا يتعين على الأفارقة الروانديين حماية أنفسهم من هجمات المجموعات المسلحة، التي يشنها المتمردون؟ أم أنه ينبغي حرمان الضحايا المدنيين الأبرياء من العدالة لأن أحد المشتبه بهم الـ21 مشهور في الخارج؟».
ومدير الفندق السابق هو معارض لبول كاغامي منذ أكثر من عقدين، ويتهمه بالاستبداد وبإذكاء المشاعر المعادية للهوتو. وقد سمحت شهرته في هوليوود بإعطاء صدى عالمي لمواقفه المناهضة للنظام.
وكان روسيسباغينا يعيش في المنفى بين الولايات المتحدة وبلجيكا منذ عام 1996، وتم توقيفه في كيغالي في ظروف غامضة، بعد خداعه وجعله يستقل طائرة ظن أنها متوجهة إلى بوروندي. وقد أقرت الحكومة الرواندية بأنها «سهلت الرحلة» إلى كيغالي، لكنها أكدت أن الاعتقال كان «قانونياً»، و«لم تُنتهك حقوقه أبداً».
وأسس روسيسباغينا في 2017 «الحركة الرواندية الديمقراطية للتغيير»، التي يُعتقد أن لها جناحاً عسكرياً يدعى «جبهة التحرير الوطنية»، لكنه نفى أي تورط له في الهجمات التي نفذتها هذه المجموعة في 2018 و2019، وخلفت تسعة قتلى.
وقد تضاربت الشهادات حول دوره خلال المحاكمة التي استمرت خمسة أشهر.
وقال المسؤول السابق والمتحدث باسم جبهة التحرير الوطني، هيرمان نسينغيمانا، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه «لم يصدر أوامر لمقاتلي جبهة التحرير الوطنية». فيما أكد متهم آخر يدعى كاليكست نسابيمانا أن جميع الأوامر «كانت تأتي من روسيسباغينا».
من جهته، اعتبر جان بيير هاباروريما، وهو أحد المدعين العامين، أن روسيسباغينا «بصفته زعيم الحركة الرواندية الديمقراطية للتغيير/جبهة التحرير الوطنية، وداعماً ومؤيداً لها، فقد شجع وسمح للمقاتلين بارتكاب هذه الأعمال الإرهابية ضد رواندا». فيما أكد مدع آخر، يدعى بونافنتورا روبيروا، أنه «الشخص الذي أصدر الأوامر».
وندد أفراد عائلة روسيسباغينا وأقاربه بالمحاكمة «المهزلة من البداية إلى النهاية»، معتبرين إياها «مسرحية أخرجتها الحكومة الرواندية لإسكات أي منتقد، وإحباط أي معارضة في المستقبل»، بحسب مؤسسة فندق رواندا التي تدعمه.
بدورها، قالت ابنته بالتبني كارين كانيمبا في يونيو (حزيران) الماضي: «والدي سجين سياسي... تستهدفه تهم مختلقة، ولم يتم تقديم أي دليل ضده في المحكمة».
ومن جانبها، ترى زعيمة المعارضة فيكتوار إينغابيري، التي أمضت ست سنوات في السجن بتهمة الإرهاب أن الحكم سيصدر دون شك. وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية: «في بلد يتم فيه تقييد الحريات، وحيث إن كل السلطات بيد الحكومة، كيف سيجرؤ قاض على اتخاذ قرار يتعارض مع رغبات رئيس الجمهورية؟».



إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق بجنوب السودان

جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
TT

إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق بجنوب السودان

جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)

وقع إطلاق نار كثيف، الخميس، في جوبا عاصمة جنوب السودان بمقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق، أكول كور، الذي أقيل الشهر الماضي، حسبما أكد مصدر عسكري، فيما تحدّثت الأمم المتحدة عن محاولة لتوقيفه.

وبدأ إطلاق النار نحو الساعة السابعة مساء (17.00 ت.غ) قرب مطار جوبا واستمر زهاء ساعة، بحسب مراسلي «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأبلغت الأمم المتحدة في تنبيه لموظفيها في الموقع، عن إطلاق نار «مرتبط بتوقيف الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات»، ناصحة بالبقاء في أماكن آمنة.

وقال نول رواي كونغ، المتحدث العسكري باسم قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان، لإذاعة بعثة الأمم المتحدة في البلاد (مينوس) إنه «حصل إطلاق نار في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق».

وأضاف: «شمل ذلك قواتنا الأمنية التي تم نشرها هناك لتوفير مزيد من الأمن».

وتابع: «لا نعرف ماذا حدث، وتحول سوء التفاهم هذا إلى إطلاق نار»، و«أصيب جنديان بالرصاص». وأضاف: «بعد ذلك هرعنا إلى مكان الحادث... وتمكنا من احتواء الموقف عبر إصدار أمر لهم بالتوقف».

وقال: «مصدر عسكري مشارك في العملية» لصحيفة «سودانز بوست» اليومية، إن أكول كور أوقف بعد قتال عنيف خلف «عشرات القتلى والجرحى من عناصره»، لكن التوقيف لم يتأكد رسمياً حتى الآن.

وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وأخرى نشرتها الصحيفة شبه توقف لحركة المرور بالقرب من مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق، حيث فر سائقون خائفون بعد سماع إطلاق النار تاركين سياراتهم، وفقاً لصحيفة «سودانز بوست».

وأقال رئيس جنوب السودان سلفاكير في أكتوبر (تشرين الأول) رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية أكول كور الذي تولى منصبه منذ استقلال البلاد عام 2011، وكلّفه تولي منصب حاكم ولاية واراب التي تشهد اضطرابات.

ولم تُحدّد أسباب هذه الخطوة. ويأتي هذا القرار بعد أسابيع من إعلان الحكومة تأجيلاً جديداً لعامين، لأول انتخابات في تاريخ البلاد، كان إجراؤها مقرراً في ديسمبر (كانون الأول).

بعد عامين على استقلاله، انزلق جنوب السودان إلى حرب أهلية دامية عام 2013 بين الخصمين سلفاكير (الرئيس) ورياك مشار (النائب الأول للرئيس)، ما أسفر عن مقتل 400 ألف شخص وتهجير الملايين.