«حُمى» نتائج الثانوية العامة تسيطر على مصر

عدد طلابها يتجاوز 649 ألفاً

شوقي في مؤتمر الإعلان عن نتائج الثانوية العامة (التربية والتعليم)
شوقي في مؤتمر الإعلان عن نتائج الثانوية العامة (التربية والتعليم)
TT

«حُمى» نتائج الثانوية العامة تسيطر على مصر

شوقي في مؤتمر الإعلان عن نتائج الثانوية العامة (التربية والتعليم)
شوقي في مؤتمر الإعلان عن نتائج الثانوية العامة (التربية والتعليم)

ما أن تشير وسائل الإعلام المحلية إلى قرب موعد الإعلان عن نتائج الثانوية العامة في مصر حتى تسري أجواء من القلق والترقب بل و«الرعب» لتسيطر على مئات الآلاف من الأسر في جميع أنحاء البلاد، خصوصاً أن نظام الثانوية العامة هو أحد المرتكزات الثابتة التي تحدد مصائر آلاف الطلاب سنوياً، بعد امتحانات يُعد لها ألف حساب مع مزيج من التوتر وسهر الليالي الذي يصاحبه ارتفاع ضغط الدم لدى الكثير من أولياء الأمور الذين يقتطعون جزءاً كبيراً من دخلهم للإنفاق على الدروس الخصوصية على مدار 10 أشهر كاملة.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم المصرية النتائج أمس، حيث بدأ عرضها على بعض المواقع الإخبارية الكبرى، وتسبب كثرة الضغط عليها في حدوث بعض الأعطال الفنية لبعض الوقت.
حالة الترقب التي تسيطر على الأسر، وتجمدها خلف الشاشات الإلكترونية تبدأ عشية الإعلان عن النتيجة، وتتصاعد مع الإلحاح الشديد في معرفة النتائج قبل صدورها رسمياً عبر تسريبات بعض المسؤولين أو المخضرمين الذين ينجحون في أحيان كثيرة في قنصها قبل بثها على المواقع بساعات. وأثارت عملية تسريب نتيجة طالبين من أبناء نائب برلماني مصري بمحافظة الشرقية (دلتا مصر) مساء أول من أمس، غضب الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد نشر شقيق النائب النتيجة عبر «فيسبوك» قبل إعلان النتائج رسمياً أمس الثلاثاء، ما دعا الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إلى الإعلان عن حجب نتيجة الطالبين بعد تسريبها ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي قبل إعلان النتيجة رسمياً، وتحويل الأمر إلى الشؤون القانونية لفتح تحقيق موسع فيه.
داليا أحمد، مقيمة في القاهرة، وهي والدة لطالب في السنة الثالثة بالثانوية العامة (قسم علمي)، تؤكد أنها تعيش حالة القلق والخوف للمرة الأولى كأم بعدما عاشتها كطالبة منذ أكثر من 23 عاماً، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «مررت بمشاعر متناقضة قبل إعلان النتيجة، وتمنيت مرور الوقت بفارغ الصبر، لمعرفة مصير ومستقبل ابني الذي تعبت معه كثيراً على مدار الشهور الماضية».
وتلفت أحمد إلى أن «تجربة تطبيق نظام التابلت في الامتحانات لأول مرة صعبت من مهمتها لعدم درايتها بهذا النظام الجديد، لكنها في الوقت ذاته ترى أنه نظام جيد ومريح ويشجع الطلاب على تشكيل شخصيتهم ويساعدهم على الفهم».
ويرى خبراء تعليم بمصر أن نظام الثانوية في مصر أحد مرتكزات العدالة الاجتماعية لأنه يمنح الفرصة لكل أبناء المجتمع ومختلف فئاته في تحقيق أحلامهم عبر الحصول على مجموع مرتفع يساعدهم في الالتحاق بكليات القمة، وتحتفي وسائل الإعلام المصرية كل عام بأبناء الطبقات الفقيرة الذين يحصلون على درجات مرتفعة جداً يلتحقون من خلالها بكليات مرموقة.
وحسب وزارة التربية والتعليم المصرية فإن عدد طلاب الثانوية العامة بالعام الدراسي الحالي تجاوز 649 ألف طالب وطالبة، كما بلغ عدد طلاب الشهادة الثانوية الأزهرية هذا العام نحو 113 ألف طالب وطالبة، التي أعلنت قبل يومين رسمياً، لكنها لا تحظى بنفس زخم واهتمام الثانوية العامة. واعتبر متابعون دفعة العام الجاري «محظوظة» لأنها الدفعة الأولى التي تشهد تطبيق وسائل جديدة في الامتحانات التي تعتمد على رصد الفهم، وعادات التفكير المنطقي، والتدريب.

وليس الحفظ والتلقين كما كان يُتبع طيلة السنوات الطويلة الماضية، بعدما تم تدريبها أكثر من مرة على طريقة أسئلة الامتحانات القائمة على نظام أسئلة الاختيارات المتعددة المعروفة باسم (البابل شيت)، بجانب السماح لهم باصطحاب الكتاب المدرسي داخل اللجان كمرجع للقواعد والنظريات، كما تم تدريب الطلاب كذلك على الاعتماد على وسائل التعليم الجديدة التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم مثل «بنك المعرفة»، و«منصة وزارة التربية والتعليم التفاعلية» وهي وسائل تدريبية على التعلم البحثي وليس التلقيني.
وقال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، أمس في مؤتمر صحافي: «إن كل الطلاب الذين حصلوا على 75 في المائة فما أكثر، في امتحانات الثانوية العامة متفوقون». وبلغت نسبة النجاح في شعبة العلوم 76 في المائة، و70 في المائة للشعبة الأدبية.
ولفت شوقي إلى أن هذه دفعة تاريخية للثانوية العامة المصرية، إذ بدأ التطوير في 2017 وكان هدفه استحداث نظام جديد لفهم نواتج التعلم.
وبحسب تقرير بحث الدخل والإنفاق، الذي أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء نهاية شهر يوليو (تموز) عام 2019، ونشرته صحيفة «الأهرام الرسمية»، فإن متوسط إجمالي ما ينفقه المصريون، نحو 26 مليون أسرة في جميع محافظات الجمهورية، على الدروس الخصوصية ومجموعات التقوية يبلغ نحو 47 مليار جنيه (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جنيه مصري) بنسبة تمثل 37.7 في المائة من إجمالي الإنفاق على قطاع التعليم.


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».