وزيرة الخارجية السودانية: تسليم المطلوبين رهن بالبرلمان المؤقت

مدعي «الجنائية» يشدد على محاسبة المسؤولين عن جرائم دارفور

لقاء وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي مع مدعي «الجنائية الدولية» كريم خان (وكالة السودان للأنباء)
لقاء وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي مع مدعي «الجنائية الدولية» كريم خان (وكالة السودان للأنباء)
TT

وزيرة الخارجية السودانية: تسليم المطلوبين رهن بالبرلمان المؤقت

لقاء وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي مع مدعي «الجنائية الدولية» كريم خان (وكالة السودان للأنباء)
لقاء وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي مع مدعي «الجنائية الدولية» كريم خان (وكالة السودان للأنباء)

قالت وزيرة الخارجية السودانية، مريم المهدي، إن قرار الحكومة الانتقالية تسليم المطلوبين بجرائم دارفور، وإجازتها ميثاق «روما» الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، سيعرضان في الاجتماع المشترك للمجلس التشريعي الانتقالي المؤقت في البلاد (مجلسي السيادة والوزراء)، للموافقة على التسليم والمصادقة على القانون، وأثناء ذلك طالبت المحكمة بتسريع تلك الخطوات.
وأكدت المهدي، في بيان صحافي، عقب لقائها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، بالخرطوم، أمس، استعداد الحكومة الانتقالية للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لإنفاذ القانون الدولي وتسهيل مهامها لتحقيق العدالة لضحايا حرب دارفور.
ووقّعت الخارجية السودانية والجنائية الدولية في فبراير (شباط) الماضي على مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين السودان والمحكمة.
وخلال لقاء وزير العدل السوداني، نصر الدين عبد الباري، بمدعي المحكمة الجنائية، طالب الأخير الحكومة السودانية، باتخاذ خطوات عملية لإنصاف ضحايا الحرب في دارفور ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم الدولية التي ارتكبت بحقهم.
ووصل خان إلى الخرطوم، يوم الاثنين، في أول زيارة له للبلاد، بعد توليه منصبه خلفاً للمدعية السابقة، فاتو بنسودا، وذلك بعد أسبوع من مصادقة مجلس الوزراء السوداني على ميثاق «روما» الأساسي الذي بموجبه تأسست المحكمة. وستدفع تلك الخطوة المتقدمة التي اتخذتها السلطات السودانية إلى تسريع مثول المطلوبين لدى المحكمة، أبرزهم الرئيس المعزول، عمر البشير، وعدد من معاونيه.
وقال عبد الباري إن الحكومة الانتقالية مهتمة بالعمل مع الجنائية الدولية لتحقيق العدالة لضحايا الحرب في دارفور. وأضاف أن اللقاء استمرار للاجتماعات السابقة التي تمت في إطار التعاون بين حكومة السودان والمحكمة الجنائية الدولية.
ويرافق المدعي خلال زيارته للخرطوم التي تستغرق أسبوعاً، كبير محامي الادعاء جوليان نيكولز، ومستشار المدعي العام توماس لينش، ومستشار التعاون الدولي في مكتب الادعاء، داهيرو سانت أنا.
في هذه الأثناء، أكد خان على «أهمية اتخاذ خطوات عملية لإنصاف ضحايا الحرب في دارفور ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم الدولية التي ارتكبت بحقهم». وقالت المحكمة في بيان أمس، إن زيارة «خان» تأتي بعد فترة وجيزة من القرارات التاريخية التي اتخذتها الحكومة الانتقالية السودانية بتسليم المتهمين بجرائم الحرب في دارفور، والانضمام إلى قانون روما الأساسي الدولي لعام 1998.
وذكرت وكالة السودان الرسمية للأنباء أن مدعي الجنائية سيناقش مع المسؤولين السودانيين تعزيز سبل التعاون حول ملف التحقيق الجاري المتعلق بدارفور. كما سيلتقي بعدد من الدبلوماسيين وممثلي منظمات المجتمع المدني في البلاد.
يذكر أنه حتى يصبح ميثاق «روما» قانوناً نافذاً وملزماً، يتطلب المصادقة النهائية عليه في جلسة مشتركة تضم أعضاء «مجلسي السيادة والوزراء»، وهما يمثلان الهيئة التشريعية المؤقتة في السودان.
وقرر مجلس الوزراء السوداني بالإجماع، في يونيو (حزيران) الماضي، تسليم المطلوبين إلى محكمة الجنايات الدولية في «لاهاي».
ووجّهت المحكمة الجنائية الدولية في يوليو (تموز) الماضي 31 تهمة ضد علي محمد علي عبد الرحمن الشهير بـ«بكوشيب» أحد قادة ميليشيا «الجنجويد» بارتكاب جرائم وجرائم ضد الإنسانية والاغتصاب في دارفور.
وسعت المدعية السابقة للمحكمة، فاتو بنسودا، خلال زيارتين للسودان، كانت الأخيرة في مايو (أيار) الماضي، لإقناع قادة السلطة الانتقالية والأجهزة العدلية والقانونية بتسليمها المطلوبين، إلا أن الطرفين لم يتوصلا إلى اتفاق على آليات مثولهم. وتحتجز السلطات السودانية المطلوبين لدى المحكمة بسجن «كوبر» المركزي بالخرطوم، وهم الرئيس المعزول، عمر البشير، ووزير دفاع الأسبق، عبد الرحيم محمد حسين، ومساعده الأسبق، وأحمد هارون، على ذمة قضايا جنائية أخرى تتعلق بجرائم قتل ارتكبت ضد مدنيين في الاحتجاجات التي سبقت سقوط نظام البشير.
ومنذ عام 2009 تلاحق الجنائية، البشير وكبار معاونيه، بتهم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب ارتكبت في دارفور، تجاوز عدد ضحاياها 300 ألف قتيل ونحو 3 ملايين لاجئ ونازح وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة. وأحال مجلس الأمن الدولي في عام 2005 قضية دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وقضي القرار بملاحقة مسؤولين في الحكومة والجيش وقادة ميليشيات قبلية، عن عمليات قتل وتهجير واغتصاب جرت في دارفور.



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».